المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

Anthony James Merrill Spencer
20-2-2018
تكنولوجيا المعلومات والانترنت
10-6-2022
انخفاض نسبة الزواج; مأساة اجتماعية كُبرى
13-12-2019
A hierarchy of semantic features
2024-08-26
The energy integral
11-8-2020
تحقق الوساطة مصلحة طرفي النزاع
2023-09-16


سفرُ معاوية ليثرب لأخذ البيعة ليزيد  
  
3500   01:58 صباحاً   التاريخ: 7-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج2, ص203-208.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-4-2016 3056
التاريخ: 5-4-2016 2793
التاريخ: 5-03-2015 3406
التاريخ: 6-4-2016 3114

قرّر معاوية السفر إلى يثرب التي هي محطّ أنظار المسلمين وفيها أبناء الصحابة الذين يُمثّلون الجبهة المعارضة للبيعة ؛ فقد كانوا لا يرون يزيداً نِدّاً لهم وإنّ أخذ البيعة له خروجٌ على إرادة الأُمّة وانحراف عن الشريعة الإسلاميّة التي لا تُبيح ليزيد أنْ يتولّى شؤون المسلمين ؛ لما عُرِفَ به مِن الاستهتار وتفسّخ الأخلاق , وسافر معاوية إلى يثرب في زيارة رسمية وتحمّل أعباء السفر لتحويل الخلافة الإسلاميّة إلى مُلْكٍ عضوض لا ظل فيه للحقّ والعدل , وفور وصول معاوية إلى يثرب أمر بإحضار عبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر وعقد معهم اجتماعاً مغلقاً ولمْ يُحضر معهم الحسن والحسين (عليهما السّلام) ؛ لأنّه قد عاهد الحسن (عليه السّلام) أنْ تكون الخلافة له مِنْ بعده فكيف يجتمع به؟ وماذا يقول له؟ وقد أمر حاجبه أنْ لا يسمح لأي أحدٍ بالدخول عليه حتّى ينتهي حديثه معهم.

ابتدأ معاوية الحديث بحمد الله والثناء عليه وصلّى على نبيّه ثمّ قال : أمّا بعد فقد كبر سنّي ووهن عظمي وقرب أجلي وأوشكت أنْ اُدعى فأُجيب وقد رأيت أنْ استخلف بعدي يزيد ورأيته لكم رضا , وأنتم عبادلة قريش وخيارهم وأبناء خيارهم ولمْ يمنعني أنْ أُحضِرَ حسناً وحُسيناً إلاّ أنّهما أولاد أبيهما علي على حُسنِ رأي فيهما وشدّة محبّتي لهما فردّوا على أمير المؤمنين خيراً رحمكم الله , ولم يستعمل معهم الشدّة والإرهاب ؛ استجلاباً لعواطفهم ولمْ يخفَ عليهم ذلك فانبروا جميعاً إلى الإنكار عليه ؛ وأوّل مَنْ كلّمه عبد الله بن عباس فقال بعد حمد الله والثناء عليه : أمّا بعد فإنّك قد تكلّمت فأنصتنا وقلت فسمعنا وإنّ الله جلّ ثناؤه وتقدّست أسماؤه اختار محمّداً (صلّى الله عليه وآله) لرسالته واختاره لوحيه وشرّفه على خلقه فأشرف الناس مَنْ تشرّف به وأولاهم بالأمر أخصّهم به وإنّما على الأُمّة التسليم لنبيّها إذا اختاره الله له ؛ فإنّه إنّما اختار محمّداً (صلّى الله عليه وآله) بعلمه وهو العليم الخبير واستغفر الله لي ولكم.

كانت دعوة ابن عباس صريحةً في إرجاع الخلافة لأهل البيت (عليهم السّلام) الذين هم ألصق الناس برسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأمسّهم به رحماً ؛ فإنّ الخلافة إنّما هي امتداد لمركز رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فأهل بيته أحقّ بمقامه وأولى بمكانته.

انبرى عبد الله بن جعفر فقال بعد حمد الله والثناء عليه : أمّا بعد فإنّ هذه الخلافة إنْ أُخذ فيها بالقرآن فأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله وإنْ أُخذ فيها بسنّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فأولوا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وإنْ أُخذ فيها بسنّة الشيخين أبي بكر وعمر فأي الناس أفضل وأكمل وأحق بهذا الأمر مِنْ آل الرسول (صلّى الله عليه وآله)؟ وأيمُ الله لو ولّوها بعد نبيّهم لوضعوا الأمر موضعه ؛ لحقّه وصدقه ولأُطيع الرحمن وعُصي الشيطان وما اختلف في الأُمّة سيفان فاتقِ الله يا معاوية فإنّك قد صرت راعياً ونحن رعيّة فانظر لرعيتك فإنّك مسؤول عنها غداً ، وأمّا ما ذكرت مِن ابنَي عمّي وتركك أنْ تحضرهم فوالله ما أصبت الحقّ ولا يجوز ذلك إلاّ بهما وإنّك لتعلم أنّهما معدن العلم والكرم فقل أو دع واستغفر الله لي ولكم.

وحفل هذا الخطاب بالدعوة إلى الحقّ والإخلاص للأُمّة فقد رشّح أهل البيت (عليهم السّلام) للخلافة وقيادة الأُمّة وحذّره مِنْ صرفها عنهم كما فعل غيره مِن الخلفاء فكان مِنْ جرّاء ذلك أنْ مُنِيَتِ الأُمّة بالأزمات والنّكسات وعانت أعنف المشاكل وأقسى الحوادث.

وانطلق عبد الله بن الزبير للخطابة فحمد الله وأثنى عليه وقال : أمّا بعد فإنّ هذه الخلافة لقريش خاصة نتناولها بمآثرها السنيّة وأفعالها المرضيّة مع شرف الآباء وكرم الأبناء فاتّقِ الله يا معاوية وأنصف نفسك ؛ فإنّ هذا عبد الله بن عباس ابن عمّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وهذا عبد الله بن جعفر ذي الجناحين ابن عمّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأنا عبد الله بن الزبير ابن عمّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وعلي خلّف حسناً وحُسيناً وأنت تعلم مَنْ هما وما هما؟ فاتّقِ الله يا معاوية وأنت الحاكم بيننا وبين نفسك , وقد رشح ابن الزبير هؤلاء النفر للخلافة وقد حفّزهم بذلك لمعارضة معاوية وإفساد مهمّته.

واندفع عبد الله بن عمر فقال بعد حمد الله والصلاة على نبيّه : أمّا بعد فإنّ هذه الخلافة ليست بهرقليّة ولا قيصريّة ولا كسرويّة يتوارثها الأبناء عن الآباء ولو كان كذلك كنت القائم بها بعد أبي فوالله ما أدخلني مع الستّة مِنْ أصحاب الشورى إلاّ على أنّ الخلافة ليست شرطاً مشروطاً وإنّما هي في قريش خاصة لمَنْ كان لها أهلاً ؛ ممّن ارتضاه المسلمون لأنفسهم ممّن كان أتقى وأرضى فإنْ كنت تريد الفتيان مِنْ قريش فلعمري أنّ يزيد مِنْ فتيانها واعلم أنّه لا يُغني عنك مِن الله شيئاً.

ولمْ تعبّر كلمات العبادلة عن شعورهم الفردي وإنّما عبّرت تعبيراً صادقاً عن رأي الأغلبية السّاحقة مِن المسلمين الذين كرهوا خلافة يزيد ولمْ يرضوا به.

ثقلَ على معاوية كلامهم ولمْ يجد ثغرة ينفذ منها للحصول على رضاهم فراح يشيد بابنه فقال : قد قلت وقلتم وإنّه قد ذهبت الآباء وبقيت الأبناء فابني أحبّ إليّ مِن أبنائهم مع أنّ ابني إنْ قاولتموه وجد مقالاً وإنّما كان هذا الأمر لبني عبد مناف ؛ لأنّهم أهل رسول الله فلمّا مضى رسول الله ولّى الناس أبا بكر وعمر مِنْ غير معدن المُلْك والخلافة غير أنّهما سارا بسيرةٍ جميلةٍ ثمّ رجع المُلْك إلى بني عبد مناف فلا يزال فيهم إلى يوم القيامة وقد أخرجك الله يابن الزبير وأنت يابن عمر منه فأمّا ابنا عمّي هذان فليسا بخارجين مِن الرأي إنْ شاء الله .

وانتهى اجتماع معاوية بالعبادلة وقد أخفق فيه إخفاقاً ذريعاً ؛ فقد استبان له أنّ القوم مصمّمون على رفض بيعة يزيد , وعلى إثر ذلك غادر يثرب ولمْ تذكر المصادر التي بأيدينا اجتماعه بسبطي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقد أهملت ذلك وأكبر الظن أنّه لمْ يجتمع بهما.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.