المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

اعتمد على الآخرين
23-4-2022
القرآن يثبت للنبي معاجز غير القرآن
30-01-2015
النجم الثاقب
23-11-2014
تحزيم الكروموسومات Chromosome Banding
6-11-2017
Counting Number
27-12-2021
وزال أسلي، خديجة، بدسكان Spartium junceum
25-8-2019


انهيار المجتمع  
  
3033   02:11 صباحاً   التاريخ: 7-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج2, ص285-285.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /

انهار المجتمع في عصر الاُمويِّين وتحلّل مِنْ جميع القِيَم الإسلاميّة

أمّا أهمّ العوامل التي أدّت إلى انهياره فهي :

1 ـ حرمان المجتمع مِن التربية الروحية فلمْ يحفل بها أحد مِن الخلفاء سوى الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) فقد عني بها عناية بالغةً إلاّ إنّه قد مُنِيَ بالأحداث الرهيبة التي منعته مِنْ مواصلة مسيرته في إصلاح الناس وتقويم أخلاقهم.

2 ـ إمعان الحكم الاُموي في إفساد المجتمع وتضليله وتغذيته بكلّ ما هو بعيد عن واقع الإسلام وهديه.

إنّ هذين العاملين مِنْ أهم العوامل التي أدّت إلى انهيار ذلك المجتمع , أمّا مظاهر ذلك التحلّل والانهيار فهي :

1 ـ نقض العهود :

لمْ يتأثم أغلب أبناء ذلك المجتمع من نقض العهود والمواثيق فقد كان عدم الوفاء بها أمراً عادياً ومتسالماً عليه وقد شجعهم على ذلك (كسرى العرب) فقد أعلن في خطابه بالنّخيلة أنّ كلّ ما شرطه على نفسه للإمام الحسن لا يفي به وعمد إلى نقض جميع الشروط التي أعطاها له , وكانت هذه الظاهرة مِنْ أبرز ذاتيات الكوفيين فقد أعطوا للإمام الحُسين أعظم العهود والمواثيق على مناصرته ومناجزة عدوّه إلاّ أنّهم خاسوا ما عاهدوا عليه الله فخذلوه وقتلوه.

2 ـ عدم التحرّج مِن الكذب :

مِن الأمراض التي أُصيب بها ذلك المجتمع عدم التحرّج مِن الكذب وقد مُنِي الكوفيون بذلك بصورة خاصة فإنّهم لمّا أحاطوا بالإمام الحُسين (عليه السّلام) يوم الطفّ لقتله وجّه (عليه السّلام) سؤالاً إلى قادة الفرق الذين كاتبوه بالقدوم إليهم فقال : يا شبث بن ربعي ويا حجّار بن أبجر ويا قيس بن الأشعث ويا زيد بن الحرث ألمْ تكتبوا إليّ أنْ قد أينعت الثمار واخضرّ الجناب وإنّما تقدم على جند لك مجنّدة , ولمْ تخجلْ تلك النفوس القذرة مِنْ تعمّد الكذب فأجابوه مجمعين : لمْ نفعل .

وبُهِرَ الإمام فاندفع يقول : سُبحان الله! بلى والله لقد فعلتم.

وقد جرّوا إلى المجتمع بما اقترفوه مِن الآثام كثيراً مِن الويلات والخطوب وتسلّح بهم أئمّة الظلم والجور إلى اضطهاد المسلمين وإرغامهم على ما يكرهون.

3 ـ عرض الضمائر للبيع :

وقد كان مِنْ أحطّ ما وصل إليه ذلك المجتمع مِن الانحراف والزيغ عرض الضمائر والأديان لبيعها على السّلطة جهاراً .

4 ـ الإقبال على اللّهو :

أقبل المجتمع بِنَهَمٍ على اللّهو والدعارة وقد شجّع الاُمويّون بصورة مباشرة حياة المجون لزعزعة العقيدة الدينية مِن النفوس وصرف الناس عمّا ينشده الإسلام مِن التوازن في سلوك الفرد ؛ فهذه بعض الأمراض التي ألمّت بالمجتمع الإسلامي وقد أدّت إلى تسيّبه وانهيار قِيَمِه , وقد ثار الإمام الحُسين (عليه السّلام) ليقضى على التذبذب والانحراف الذي مُنِيَت به الأُمّة.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.