المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{آمنوا وجه النهار واكفروا آخره}
2024-11-02
{يا اهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وانتم تشهدون}
2024-11-02
تطهير الثوب والبدن والأرض
2024-11-02
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02

المقارنة بني صقلية والأندلس.
2023-08-18
المغناطيسية
15-9-2016
تكريم المعلم و المؤدّب
10-10-2017
وفاة (سنوسرت الأول)
2024-02-10
حركية الانسياق drift mobility
23-9-2018
زياد بن خيثمة الجعفي الكوفي
5-9-2017


الآداب الاجتماعية  
  
3268   02:56 مساءاً   التاريخ: 7-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج2 ، ص311-313
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / التراث الحسني الشريف /

[قال باقر شريف القرشي : ] وجه الامام علي (عليها السلام) الى الحسن اسئلة تتعلق بأصول الأخلاق والفضائل فأجابه الحسن (عليها السلام) بما هو عفو البداهة والخاطر فكان الجواب آية من آيات البلاغة والاعجاز :

الامام علي : يا بني ما السداد؟

الحسن : يا أبت السداد دفع المنكر بالمعروف.

قال (عليه اسلام) : ما الشرف؟

قال (عليه اسلام) : اصطناع العشيرة وحمل الجريرة.

قال (عليه اسلام) : ما المروءة؟

قال (عليه اسلام) : العفاف واصلاح المرء ماله.

قال (عليه اسلام) : ما الدنيئة؟

قال (عليه اسلام) : النظر في اليسير ومنع الحقير.

قال (عليه اسلام) : ما اللوم؟

قال (عليه اسلام) : احتراز المرء نفسه وبذله عرسه .

قال (عليه اسلام) : ما السماحة؟

قال (عليه اسلام) : البذل في العسر واليسر.

قال (عليه اسلام) : ما الشح؟

قال (عليه اسلام) : أن ترى ما في يديك شرفا وما أنفقته تلفا.

قال (عليه اسلام) : ما الاخاء؟

قال (عليه اسلام) : الوفاء في الشدة والرخاء.

قال (عليه اسلام) : ما الجبن؟

قال (عليه اسلام) : الجرأة على الصديق والنكول عن العدو.

قال (عليه اسلام) : ما الغنيمة؟

قال (عليه اسلام) : الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا.

قال (عليه اسلام) : ما الحلم؟

قال (عليه اسلام) : كظم الغيظ وملك النفس.

قال (عليه اسلام) : ما الغنى؟

قال (عليه اسلام) : رضى النفس بما قسم الله وإن قل فانما الغنى غنى النفس.

قال (عليه اسلام) : ما الفقر؟

قال (عليه اسلام) : شره النفس في كل شيء.

قال (عليه اسلام) : ما المنعة؟

قال (عليه اسلام) : شدة البأس ومقارعة أشد الناس.

قال (عليه اسلام) : ما الذل؟

قال (عليه اسلام) : الفزع عند المصدوقية؟

قال (عليه اسلام) : ما الجرأة؟

قال (عليه اسلام) : موافقة الأقران.

قال (عليه اسلام) : ما الكلفة؟

قال (عليه اسلام) : كلامك فيما لا يعنيك.

قال (عليه اسلام) : ما المجد؟

قال (عليه اسلام) : أن تعطى في الغرم وأن تعفو عن الجرم.

قال (عليه اسلام) : ما العقل؟

قال (عليه اسلام) : حفظ القلب كل ما استرعيته.

قال (عليه اسلام) : ما الحزق؟

قال (عليه اسلام) : معاداتك إمامك ورفعك عليه كلامك.

قال (عليه اسلام) : ما الثناء؟

قال (عليه اسلام) : اتيان الجميل وترك القبيح.

قال (عليه اسلام) : ما الحزم؟

قال (عليه اسلام) : طول الأناة والرفق بالولاة والاحتراس من الناس بسوء الظن هو الحزم.

قال (عليه اسلام) : ما الشرف؟

قال (عليه اسلام) : موافقة الاخوان.

قال (عليه اسلام) : ما السفه؟

قال (عليه اسلام) : إتباع الدناة ومصاحبة الغواة.

قال (عليه اسلام) : ما الغفلة؟

قال (عليه اسلام) : تركك المسجد وطاعتك المفسد.

قال (عليه اسلام) : ما الحرمان؟

قال (عليه اسلام) : تركك حظك وقد عرض عليك.

قال (عليه اسلام) : ما السيد؟

قال (عليه اسلام) : الأحمق في ماله المتهاون في نفسه يشتم فلا يجيب المتحزن بأمر العشيرة هو السيد .

إن النفس لتقف حائرة أمام هذا الاسترسال العجيب من الامام الحسن وعدم تكلفه في الجواب واحاطته خبرا بمعانى هذه النقاط الحيوية فلن يسع النفس إلا الاكبار والاعجاب والاعتراف بالعظمة والخضوع لتلك المواهب العلمية .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.