أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-4-2016
3870
التاريخ: 7-4-2016
3399
التاريخ: 7-4-2016
2994
التاريخ: 7-03-2015
3115
|
التزمت أغلب الأمم والشعوب على اختلاف عناصرها وأديانها بالوفاء بالعهود وتنفيذ الشروط وعدم مجافاتها لما تلتزم به وذلك حرصا منها على الروابط الاجتماعية وحفظا على النظام العام وقد اهتم الإسلام بهذه الناحية اهتماما بالغا فأكد رعاية العهود وضرورة الوفاء بها قال تعالى : {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤولًا} [الإسراء: 34] وقال تعالى : {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} [الأنفال: 72] , لقد دعا تعالى المسلمين إلى أن يهبوا إلى نصرة إخوانهم في الدين وإلى الاشتراك معهم في عمليات الحروب إذا دعوهم إلى ذلك وقد استثنى تعالى المسلمين الذين بينهم وبين المشركين عهد وميثاق فانه لا يجوز لهم خرق ذلك الميثاق وذلك لما للعهود من الأهمية عند الله يقول الرسول (صلى الله عليه واله) : المؤمنون عند شروطهم وقال (صلى الله عليه واله) : المؤمن إذا وعد وفى ويقول أمير المؤمنين (عليه السلام) في عهده لمالك الأشتر : وإن عقدت بينك وبين عدوك عقدة أو ألبسته منك ذمة فحط عهدك بالوفاء وارع ذمتك بالأمانة واجعل نفسك جنة دون ما أعطيت.
فانه ليس من فرائض الله شيء الناس أشد عليه اجتماعا مع تفرق أهوائهم وتشتت آرائهم من تعظيم الوفاء بالعهود ؛ وقد لزم ذلك المشركون فيما بينهم دون المسلمين لما استبلوا من عواقب الغدر. فلا تغدرن بذمتك ولا تخيسن بعهدك ولا تختلن عدوك فانه لا يجترئ على الله إلا جاهل شقي. وقد جعل الله عهده وذمته أمنا أفضاه بين العباد برحمته وحريما يسكنون إلى منعته ويستفيضون إلى جواره .
هذا هو موقف الإسلام تجاه المعاهدات والشروط فقد الزم بوفائها ورعايتها وحرم نكثها ولنرجع بعد هذا إلى اتفاقية الصلح التي تمت بين الإمام ومعاوية لنرى مدى الالتزام بها من الجانبين أما ما يخص الإمام الحسن (عليه السلام) من الشروط التي اشترطها معاوية عليه فانه لم يكن سوى شرط واحد وهو أن لا يخرج الإمام عليه وقد وفى له بذلك فقد خف إليه خلص شيعته بعد أن أعلن معاوية نقضه للشروط التي أعطاها للإمام فعرضوا عليه أن يخرج على معاوية ويناجزه فأبى (عليه السلام) أن ينقض ما أعطاه من العهد وبعد خروجه من الكوفة وشخوصه إلى يثرب جاءه زعماء شيعته فطلبوا منه مناجزة معاوية وضمنوا له احتلال الكوفة وإخلائها من عامل معاوية فامتنع (عليه السلام) من إجابتهم وأمرهم بالخلود الى الصبر ؛ وأما ما يخص معاوية فانه قد خان بعهده وحنث بيمينه وكذب بمواعيده بالرغم من أنه الزم نفسه بالإيمان المغلظة والعهود المؤكدة على الوفاء بما أعطاه للإمام من شروط فقد جاء فى ختام المعاهدة بتوقيعه : وعلى معاوية بن أبي سفيان عهد الله وميثاقه وما أخذ الله على أحد من خلقه بالوفاء وبما أعطى الله من نفسه ؛ فلم تمض أيام على امضاء المعاهدة حتى أعلن نقضها فقال أمام المسلمين : الا ان كل شيء أعطيته للحسن بن علي تحت قدمي هاتين لا أفي به! يقول الحصين بن نمير : ما وفى معاوية للحسن بشيء مما أعطاه قتل حجرا وأصحاب حجر وبايع لابنه وسم الحسن .
إن جميع ما شملته بنود المعاهدة من شرط قد نقضها كسرى العرب فلم يف بشيء منها وقد أسفر بذلك عن سياسته التي رفعت شعار الغدر ونكث الذمم ونقض العهود .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|