أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-6-2022
1863
التاريخ: 13-6-2022
1842
التاريخ: 1-11-2017
3544
التاريخ: 10-6-2022
4883
|
لعل أقسى محنة اجتازتها نفس أي انسان كان هي التي ألمّت بالامام الحسن (عليه السلام) حينما اجتمع بابن أبي سفيان فقد أودع ذلك الاجتماع ألما مرهقا وأسى مرّا استوعب نفسه الشريفة ذلك لأنه رأى باطل معاوية قد استحكم وجوره قد انتصر وزاد في أساه ما ستعانيه الأمّة في دور هذا الطاغية من الماسي والشجون فترك ذلك أعمق الألم والحزن في نفسه.
لقد اجتمع الامام بمعاوية وكان الاجتماع بالنخيلة وقيل بالكوفة وقد حضرته جموع حاشدة من المسلمين تنتظر بفارغ الصبر ما يفوه به الملك الظافر من الأمن والرفاهية وما يبسطه على الناس من العدل وما عسى معاوية أن يفعل في هذه الساعة الرهيبة إنه اعتلى المنبر فأظهر خبث ذاته وسوء سريرته واعلن ما يضمره للمسلمين من الشر والارهاق كما أظهر لهم السر في الحرب التي أثارها على أمير المؤمنين وولده الحسن قائلا : أيها الناس ما اختلف أمر أمّة بعد نبيها إلا وظهر أهل باطلها على أهل حقها ؛ ولما افتتح خطابه بهذا القول الذي حكى فيه الواقع التفت الى أنه قد عنى به نفسه فندم على ذلك فاستدرك قائلا : إلا هذه الأمّة ؛ ثم وجه خطابه القاسي الى العراقيين معربا لهم عن حقيقة الحرب التي أثارها عليهم وإن الهدف الأقصى الذي ينشده من وراء ذلك إنما هو الملك لا الطلب بدم عثمان قائلا : والله إني ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا إنكم لتفعلون ذلك وإنما قاتلتكم لأتأمّر عليكم وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون ؛ ثم صرح بعد ذلك بعدم التزامه ووفائه بالشروط التي أعطاها للإمام فقال : ألا إن كل دم أصيب في هذه الفتنة مطلول وكل شرط شرطته فتحت قدمي هاتين ولا يصلح الناس إلا ثلاث : اخراج العطاء عند محله وإقفال الجنود لوقتها وغزو العدو في داره فان لم تغزوهم غزوكم .
حقا ان هذا هو التمادي في الإثم وكان عبد الرحمن بن شريك إذا حدّث بذلك يقول : والله هذا هو التهتك ؛ ويقول أبو اسحاق السبيعي وهو ممن روى خطاب معاوية : كان والله غدارا .
وأخذ معاوية يكيل السب والشتم الى أمير المؤمنين (عليه السلام) وولده الحسن غير مستأثم من ذلك ولا متحرج وقد خرق بذلك أبرز بنود المعاهدة التي وقع عليها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|