أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-6-2019
1814
التاريخ: 2-7-2022
2079
التاريخ: 12-6-2019
2581
التاريخ: 22-3-2016
3356
|
لا بد لنا أنْ نتعرّف على قائد الانقلاب الطاغية ابن مرجانة فنقف على نشأته وصفاته ومخطّطاته الرهيبة التي أدّت إلى القضاء على الثورة ؛ ولد الطاغية سنة 39هـ وقد ولد لخلق الكوارث وإشاعة الخطوب في الأرض وعلى هذا فيكون عمره يوم قتله لريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) 21سنة ولمْ تعيّن المصادر التي بأيدينا المكان الذي ولد فيه.
أمّا أبوه فهو زياد بن سُميّة وهو مِنْ عناصر الشرّ والفساد في الأرض فقد سمل عيون الناس وصلبهم على جذوع النخل وقتل على الظنّة والتّهمة وأخذ البريء بذنب السقيم وأغرق العراق بالحزن والثكل والحداد , وأمّا اُمّه مرجانة فكانت مجوسية وقد عُرِفَتْ بالبغي وقد عرض بها عبيد الله التميمي أمام ابنها عبيد الله فقال : إنّ عمر بن الخطاب كان يقول : اللّهم إنّي أعوذ بك مِن الزانيات وأبناء الزانيات فالتاع ابن زياد وردّ عليه : إنّ عمر كان يقول : لمْ يقمْ جنين في بطن حمقاء تسعة أشهر إلاّ خرج مائقاً وفارق زياد مرجانة فتزوّج بها شيرويه .
نشأ الطاغية في بيت الجريمة وقد قطع دور طفولته في بيت زوج اُمّه شيرويه ولمْ يكن مسلماً ولمّا ترعرع أخذه أبوه زياد وقد ربّاه على سفك الدماء والبطش بالناس وربّاه على الغدر والمكر وقد ورث جميع صفات أبيه الشريرة مِن الظلم والتلذّذ بالإساءة إلى الناس وقد كان لا يقلّ قسوة عن أبيه وقد قال الطاغية في بعض خطبه : أنا ابن زياد أشبهته مِنْ بين مَنْ وطأ الحصا ولمْ ينتزعني شبه خال ولا ابن عمّ لقد كان كأبيه في شدّته وصرامته في الباطل وتنكّره للحقّ.
أمّا صفاته النفسية فكان مِنْ أبرزها القسوة والتلذّذ بسفك الدماء وقد أخذ امرأة مِنْ الخوارج فقطع يديها ورجليها وأمر بعرضها في السوق , ووصفه الحسن البصري بأنّه غلام سفيه سفك الدماء سفكاً شديداً , ويقول فيه مسلم بن عقيل : ويقتل النفس التي حرّم الله قتلها على الغضب والعداوة وسوء الظنّ وهو يلهو ويلعب كأنّه لمْ يصنع شيئاً , وكان متكبّراً لا يسمع مِنْ أحد نصيحة وقد دخل عليه الصحابي عائذ بن عمرو فقال له : أيّ بُني إنّي سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : إنّ شرّ الرعاء الحطمة فإيّاك أنْ تكون منهم , فلذعه قوله وصاح به : اجلسْ إنّما أنت مِنْ نخالة أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فأنكر عليه عائذ وقال : وهل كان فيهم نخالة؟! إنّما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم .
وعُرف في أثناء ولايته على البصرة بالغشّ للرعية والخديعة لها وقد نصحه معقل بن يسار أنْ يترك ذلك وقال له : إنّي سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : ما مِنْ عبد يسترعيه الله ويموت وهو غاش لرعيته إلاّ حرّم الله عليه الجنّة , هذه بعض نزعاته وصفاته النفسية .
أمّا صفاته الجسمية فقد كان منها اللكنة , ونشأ الطاغية في بيت اُمّه مرجانة ولمْ تكن عربية فأخذ لكنتها ولمْ يكن يفهم اللغة العربية فقد قال لجماعة : افتحوا سيوفكم وهو يريد سلّوا سيوفكم وإلى هذا يشير يزيد بن المفرغ في هجائه له :
ويوم فتحتَ سيفك مِنْ بعيدٍ أضعتَ وكلّ أمركَ للضياعِ
وجرت بينه وبين سويد مشادّة فقال له عبيد الله : اجلس على أست الأرض فسخر منه سويد وقال : ما كنت أحسب أنّ للأرض أستاً .
وكان لا ينطق بالحاء وقد قال لهانئ : أهروري سائر اليوم! يريد أحروري , وكان يقلب العين همزة كما كان يقلب القاف كافاً فقد قال يوماً : مَنْ كاتلنا كاتلناه يريد مَنْ قاتلنا قاتلناه .
ويقول المؤرّخون : إنّه كان نهماً في الطعام فكان كلّ يوم يأكل خمس أكلات آخرها جنبة بغل ويوضع بين يديه بعد ما يفرغ عناق أو جدي فيأتي عليه وحده , وكذلك كان مسرفاً في النساء فقد بنى ليلة قدومه إلى الكوفة باُمّ نافع بنت عمارة بن عقبة بن أبي معيط و هذه بعض صفاته الجسمية.
أسند إليه معاوية إمارة البصرة وولاّه أمور المسلمين وكان في ميعة الشباب وغروره وطيشه وقد ساس البصرة كما ساسها أبوه ؛ فكان يقتل على الظنّة والتّهمة ويأخذ البريء بالسقيم والمقبل بالمدبر , وقد وثق به معاوية وارتضى سيرته وكتب إليه بولاية الكوفة إلاّ أنّه هلك قبل إنْ يبعث إليه بهذا العهد.
كان يزيد ناقماً على ابن مرجانة كأشدّ ما يكون الانتقام ؛ لاُمور كان مِنْ أهمّها إنّ أباه زياداً كان مِن المنكرين على معاوية ولايته ليزيد ؛ لاستهتاره وإقباله على اللّهو والمجون وقد أراد يزيد أنْ يعزل عبيد الله مِن البصرة ويجرّده مِن جميع الامتيازات إلاّ أنّه لمّا أعلن الإمام الحُسين (عليه السّلام) الثورة وبعث سفيره مسلماً لأخذ البيعة مِنْ أهل الكوفة أشار عليه سرجون بأنْ يقرّه على ولاية البصرة ويضمّ إليه الكوفة ويندبه للقضاء على الثورة فاستجاب له يزيد , وقد خلص العراق بأسره لحكم ابن زياد فقبض عليه بيد مِنْ حديد واندفع كالمسعور للقضاء على الثورة ؛ ليحرز بذلك ثقة يزيد به وينال إخلاص البيت الاُموي له وبالرغم مِنْ حداثة سن ابن زياد فإنّه كان مِنْ أمهر السياسيين في الانقلابات وأكثرهم تغلّباً على الأحداث وقد استطاع بغدره ومكره أنْ يسيطر على حامية الكوفة ويقضي على جذور الثورة ويخمد نارها.
وقد كانت أهمّ مخطّطاته ما يلي :
1 ـ التجسّس على مسلم والوقوف على جميع شؤون الثورة.
2 ـ نشر أوبئة الخوف : وقد أثار جوّاً مِن الفزع والإرهاب لمْ تشهد له الكوفة نظيراً وانشغل الناس بنفوسهم عن التدخّل في أيّ شأن مِن الشؤون السياسية.
3 ـ بذل المال للوجوه والأشراف : وقد صاروا عملاء عنده يوجههم حيثما شاء ؛ وقد أفسدوا عشائرهم وألحقوا الهزيمة بجيش مسلم.
4 ـ الاحتيال على هانئ بإلقاء القبض عليه : وهو أمنع شخصية في المصر وقد قضى بذلك على أهمّ العناصر الفعّالة في الثورة.
هذه بعض المخطّطات الرهيبة التي استطاع أنْ يسيطر بها الطاغية على الموقف ويقضي على الثورة ويزجّ حامية الكوفة إلى حرب ريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله).
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|