أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-4-2016
3388
التاريخ: 20-6-2019
2432
التاريخ: 19-10-2015
3381
التاريخ: 26/9/2022
2728
|
لمْ يكن المجتمع الكوفي يدين بدين واحد وإنّما كانت فيه أديان متعدّدة ولكلّ دينٍ الحرية في إقامة طقوسه الدينية وكان الإسلام دين الأكثرية الساحقة للعرب الذين استوطنوا الكوفة فإنّها إنّما اُنشأت لتكون حامية للجنود الإسلاميّة التي كانت تبعث بهم الدولة لحركات الفتوح وعمليات الجهاد ولكنّ الإسلام لمْ ينفذ إلى أعماق قلوب الكثيرين منهم وإنّما جرى على ألسنتهم طمعاً بثمرات الفتوح التي أفاء الله بها على المجاهدين , وقد أكّد علم الاجتماع أنّ التحوّل الاجتماعي لا يكون إلاّ بعد أجيال وأجيال وأنّ المجتمع يظلّ محافظاً على عاداته وتقاليده التي اكتسبها مِنْ آبائه ويؤيد ذلك ما مُنِيَ به مِن الحركات الفكرية التي تتنافى مع الإسلام والانقسامات الخطيرة بين صفوفه ونلمع إلى بعض تلك الانقسامات :
الخوارج :
اعتنق هذه الفكرة القرّاء وأصحاب الجباه السود حينما رفعت المصاحف في صفّين وقد أرغموا الإمام على قبول التحكيم بعد ما مُنِيَ معاوية بالهزيمة الساحقة فاستجاب لهم الإمام على كره وقد حذّرهم مِنْ أنّها مكيدة وخديعة فلمْ يكن يجدي ذلك معهم وأصروا على فكرتهم , ولمّا استبان لهم ضلال ما اقترفوه أقبلوا على الإمام وهم يقولون له : إنّا قد كفرنا وتبنا فاعلن توبتك وقرّ على نفسك بالكفر لنكون معك فأبى (عليه السّلام) فاعتزلوه واتّخذوا لهم شعاراً لا حكم إلاّ لله وانغمسوا في الباطل وماجوا في الضلال ؛ فحاربهم الإمام (عليه السّلام) وقضى على الكثيرين منهم إلاّ أنّ البقيّة الباقية منهم ظلّت تواصل نشر أفكارها بنشاط وقد لعبت دوراً مهمّاً في إفساد جيش الإمام الحسن (عليه السّلام) حتّى اضطر إلى الصلح مع معاوية كما كان أكثر الجيش الذي زجّه ابن زياد لحرب الإمام الحُسين مِن الخوارج وكانوا موتورين مِن الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) فرووا أحقادهم مِنْ أبنائه الطيّبين في كارثة كربلاء.
الحزب الاُموي :
وهؤلاء يمثّلون وجوه الكوفة وزعماءها كقيس بن الأشعث وعمرو بن الحجّاج الزبيدي ويزيد بن الحرث وشبث بن ربعي وعمرو بن حُريث وعمر بن سعد وكانوا يدينون بالولاء لبني اُميّة ويرون أنّهم أحقّ بالخلافة وأولى بزعامة الاُمّة مِنْ آل البيت (عليهم السّلام) وقد لعبوا دوراً خطيراً في فشل ثورة مسلم كما زجّوا الناس لحرب الإمام الحُسين.
الشيعة :
وهي التي تدين بالولاء لأهل البيت (عليهم السّلام) وترى أنّه فرض ديني وقد أخلصت شيعة الكوفة في الولاء لهم أمّا مظاهر حبّهم فهي :
1 ـ الخطب الحماسية التي يُمجّدون فيها أهل البيت ويذكرون فضلهم ومآثرهم وما شاهدوه مِنْ صنوف العدل والحق في ظلّ حكومة الإمام أمير المؤمنين.
2 ـ الدموع السخية التي يهريقونها حينما يذكرون آلام آل البيت (عليه السّلام) وما عانوه في عهد معاوية مِن التوهين والتنكيل ولكنّهم لمْ يبذلوا أيّ تضحية تذكر لعقيدتهم فقد كان تشيّعهم عاطفيّاً لا عقائديّاً وقد تخلّوا عن مسلم وتركوه فريسة بيد الطاغية ابن مرجانة , ويروي البلاذري أنّهم كانوا في كربلاء وهم ينظرون إلى ريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقد تناهبت جسمه الشريف السيوف والرماح فكانوا يبكون ويدعون الله قائلين : اللّهم انزل نصرك على ابن بنت نبيك , فانبرى إليهم أحدهم فأنكر عليهم ذلك الدعاء وقال لهم : هلاّ تهبّون إلى نصرته بدل هذا الدعاء وقد جرّدهم الإمام الحُسين (عليه السّلام) مِنْ إطار التشيّع وصاح بهم : يا شيعة آل أبي سفيان ....
والحقّ أنّ الشيعة بالمعنى الصحيح لمْ تكن إلاّ فئة نادرة في ذلك العصر وقد التحق بعضهم بالإمام الحُسين واستشهدوا معه كما زُجّ الكثيرون منهم في ظلمات السجون , وعلى أيّ حالٍ فلمْ يكن المسلمون في الكوفة على رأي واحد وإنّما كانت هناك انقسامات خطيرة بين صفوفهم.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|