أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-4-2016
3046
التاريخ: 7-4-2016
2965
التاريخ: 4-03-2015
3135
التاريخ: 4-03-2015
3233
|
وقع فريق من المؤرخين والكتاب فى أخطاء حيث أفاد الحاكم النيسابوري أن الحسن (عليه السلام) أسند قيادة مقدمته إلى ابن عمه عبد الله بن جعفر وضم إليه عشرة آلاف جندي وفد تفرد الحاكم بهذا القول وهو مخالف لما اجمع عليه رواة الأثر من أن قيادة المقدمة كانت لعبيد الله بن العباس باشراك قيس بن سعد وسعيد بن قيس كما أن عدد المقدمة كان اثنى عشر الفا حسب ما ذكروه لا عشرة آلاف ؛ و ذكر المؤرخ الشهير اليعقوبي : ان الإمام الحسن تجهز لحرب معاوية بعد ثمانية عشر يوما من وفاة أبيه وهو اشتباه لأن الإمام لم يتجهز لمحاربة خصمه إلا بعد أن راسله بتلك الرسائل , وعلى الظاهر أن مدة المراسلة كانت تزيد على شهرين كما أن الإمام لم يستعد للحرب إلا بعد ما فشلت جميع الوسائل التي اتخذها لأجل السلم والوئام وعلم أن معاوية قد زحف إليه بجنده ففى ذلك الوقت تجهز للحرب لا قبله كما أجمع عليه المؤرخون وإذا أردنا تصحيح ما ذكره اليعقوبي فان هذه المدة التي ذكرها كانت فاتحة المراسلات التي دارت بينهما .
قال ابن كثير : ولم يكن فى نية الحسن أن يقاتل أحدا ولكن غلبوه على رأيه فاجتمعوا اجتماعا عظيما لم يسمع بمثله فأمر الحسن بن علي قيس بن سعد بن عبادة على المقدمة في اثنى عشر ألفا بين يديه ....الخ ؛ وهذا القول ليس بوثيق لأن الإمام الحسن لو لم يكن من رأيه الحرب لما بعث الى معاوية تلك المذكرات التي يتهدده فيها ويتوعده بإعلان الحرب إن لم يدخل فى طاعته ولو لم يكن من نيته الحرب لما اعتلى المنبر وحفز الناس الى الجهاد ودعاهم الى الحرب ؛ وأما قوله : ان الناس اجتمعوا اجتماعا عظيما لم يسمع بمثله وهم يدعون الإمام الى الحرب ؛ فينافيه ويرده تقاعسهم وعدم اجابتهم له وسكوتهم لما دعاهم (عليه السلام) الى الجهاد .
قال الدكتور طه حسين : ومكث الحسن بعد البيعة شهرين أو قريبا من ذلك لا يذكر الحرب ولا يظهر استعدادا لها حتى ألح عليه قيس بن سعد وعبيد الله بن العباس وكتب إليه عبد الله بن عباس من مكة يحرضه على الحرب ويلح عليه في أن ينهض فيما كان ينهض فيه أبوه . ومواقع النظر في كلامه ما يلي :
1 ـ إن قوله : ومكث الحسن بعد البيعة شهرين أو قريبا من ذلك لا يذكر الحرب ولا يظهر استعدادا لها ؛ فانه بعيد عن الواقع وهو قريب مما ذكره ابن كثير في كلامه المتقدم ولعل الدكتور استند إليه وتفنده رسائل الإمام التي مرّ بيانها فانها صريحة في تصميمه وعزمه على الحرب وللاستدلال على ذلك نسوق بعض فقراتها يقول (عليه السلام) : وإن أنت أبيت إلا التمادي فى غيك سرت إليك بالمسلمين حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين ؛ وهذه الفقرات واضحة صريحة , ولعل الدكتور لم يلحظ هذه الجوانب من رسائل الإمام فأرسل حكمه محفوفا بالخلط والاشتباه وبالاضافة الى ذلك فان الإمام ملزم بمناجزة معاوية لأن الله أوجب حرب البغاة الذين يشقون عصا الطاعة ويخرجون على إمام المسلمين قال تعالى : {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} [الحجرات: 9] , وقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : من دعا الى نفسه أو إلى أحد وعلى الناس إمام فعليه لعنة الله فقاتلوه ومعاوية قد خرج على أمير المؤمنين من قبل وبغى عليه وقد أغرق البلاد في الدماء وأشاع بين المسلمين الحزن والثكل والحداد فمناجزته من أهم الواجبات الإسلامية فكيف يتخلف الإمام عنها وهو سبط النبي وريحانته.
وأما قوله : إن قيس بن سعد وعبيد الله بن العباس ألحّا عليه فى أن ينهض للحرب فان هذا من الوهم والخلط في النصوص التأريخية التي دلت على أن الإمام نفر الى الحرب حينما علم أن معاوية قد زحف إليه ولم يكن أحد قد ألحّ عليه في ذلك وإنما كانت حراجة الموقف والضرورة البالغة تقضيان بخروجه فانه لو لم ينفر لحرب معاوية ورد عدوانه لاحتل الكوفة وأخذ الإمام أسيرا فكان خروجه للدفاع والجهاد أمرا لازما ولم يكن هناك أي أحد ألحّ عليه في ذلك.
إن بحوث الدكتور طه حسين فى هذه الجهات محفوفة بالإسفاف والخلط وفاقدة للتحقيق الذي يتطلبه البحث العلمي الذي لا يخضع للعاطفة والأهواء فان التاريخ كما يقول قد خلط بالموضوعات حتى أصبح من العسير أن يخلص المؤرخ للحق في أبسط الامور وأيسرها فضلا عن أمثال هذه الجوانب التي لبست أسمك جلابيب الغموض بسبب الروايات التي تعمد أصحابها على وضعها انتصارا للأمويين وتقليلا لجانب أهمية أهل البيت (عليهم السلام) فيجب التثبت والوقف فى كثير مما انفردوا بروايته ، وملاحظة أقوال المؤرخين الذين عرفوا بالاستقامة وعدم الانحراف وتحرجوا من الوضع وليس من الحق أن يعتمد الدكتور على روايات ابن كثير وأمثاله ممن جرفتهم العصبية ومالوا عن القصد فدونوا ما هو مجاف للواقع وبعيد عن الحق .
إن مصدر الخطأ والالتباس في بحوث المتأخرين إنما جاءت من الاعتماد على أمثال هذه المصادر وعدم التحقيق والتدقيق فيما انفردوا بروايته انتصارا للحكم القائم وليس شيء أدعى للمؤرخ الذي يريد أن يخلص للحق من التثبت فى ذلك فانه مما يقتضيه البحث الحر الذي نحن في أمس الحاجة إليه .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|