أقرأ أيضاً
التاريخ: 22/10/2022
1166
التاريخ: 2-4-2016
3512
التاريخ: 24/10/2022
1376
التاريخ: 31-3-2016
5442
|
من مواعظه القيمة التي تحدث فيها عن صفات الزاهدين و قد جاء فيها: إن علامة الزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة تركهم كل خليط و خليل و رفضهم كل صاحب لا يريد ما يريدون إلا و أن العامل لثواب الآخرة هو الزاهد في عاجل زهرة الدنيا , الآخذ للموت أهبته الحاث على العمل قبل فناء الأجل و نزول ما لا بد من لقائه و تقديم الحذر قبل الحين فإن اللّه عز و جل يقول: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيما تَرَكْتُ} [المؤمنون: 99، 100] فلينزلن أحدكم اليوم نفسه في هذه الدنيا كمنزلة المكرور إلى الدنيا النادم على ما فرط فيها من العمل الصالح ليوم فاقته و اعلموا عباد اللّه أنه من خاف البيات تجافى عن الوساد و امتنع من الرقاد و امسك عن بعض الطعام و الشراب من خوف سلطان أهل الدنيا فكيف ويحك يا ابن آدم من خوف بيات سلطان رب العزة و أخذه الأليم و بياته لأهل المعاصي و الذنوب مع طوارق المنايا بالليل و النهار فذلك البيات الذي ليس فيه منجى و لا دونه ملتجأ و لا منه مهرب فخافوا اللّه أيها المؤمنون من البيات خوف أهل التقوى فإن اللّه يقول ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَ خافَ وَعِيدِ فاحذروا زهرة الحياة الدنيا و غرورها و شرورها و تذكروا عاقبة الميل إليها فإن زينتها فتنة و حبها خطيئة , و اعلم ويحك يا ابن آدم أن قسوة البطنة و فطرة الميلة و سكر الشبع و عزة الملك مما يثبط و يبطئ عن العمل و ينسي الذكر و يلهي عن اقتراب الأجل حتى كأنّ المبتلى بحب الدنيا به خبل من سكر الشراب و إن العاقل عن اللّه الخائف منه ليمرن نفسه و يعودها الجوع حتى ما تشتاق إلى الشبع و كذلك تضمر الخيل لسبق الرهان فاتقوا اللّه عباد اللّه تقوى مؤمل ثوابه و خاف عقابه فقد اعذر اللّه تعالى و انذر و شوق و خوف فلا أنتم إلى ما شوقكم إليه من كريم ثوابه تشتاقون فتعملون و لا أنتم مما خوفكم من شديد عقابه و أليم عذابه ترهبون فتنكلون و قد نبأكم اللّه في كتابه أنه {فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ} [الأنبياء: 94] ثم ضرب لكم الأمثال في كتابه و صرف الآيات لتحذروا عاجل زهرة الحياة الدنيا فقال: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [التغابن: 15] فاتقوا اللّه ما استطعتم و اسمعوا و أطيعوا , فاتقوا اللّه و اتعظوا بمواعظ اللّه و ما اعلم إلا كثيرا منكم قد نهكته عواقب المعاصي فما حذرها و اضرت بدينه فما مقتها أ ما تسمعون النداء من اللّه بعينها و تصغيرها حيث قال: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ * سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: 20، 21] و قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر: 18، 19] فاتقوا اللّه عباد اللّه و تفكروا و اعملوا لما خلقتم له فإن اللّه لم يخلقكم عبثا و لم يترككم سدى قد عرفكم نفسه و بعث إليكم رسوله و انزل عليكم كتابه فيه حلاله و حرامه و حججه و أمثاله فاتقوا اللّه فقد احتج عليكم ربكم فقال: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد: 8 - 10] فهذه حجة عليكم فاتقوا اللّه ما استطعتم فإنه لا قوة إلا باللّه و لا تتكلوا إلا عليه و صلى اللّه على محمد و آله .
ألمت هذه الموعظة القيمة بصفات الزاهدين و نزعاتهم فكانوا حقا من خيار خلق اللّه فلم تفتنهم الدنيا و لم تغرهم زينتها و شهواتها فقد اتجهوا نحو الدار الآخرة و عملوا كل ما يقربهم إلى اللّه زلفى فكانوا في سلوكهم و حسن أفعالهم و جمال احدوثتهم قدوة حسنة لمن يهتدي بهم.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|