المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

وصية الحسن بن علي ووفاته (عليه السلام)
20-10-2015
استهانة الحجاج بالنبي
22-8-2016
نشأة فكرة التوازن المالي للعقد الإداري
10/10/2022
اشهر ملوك سلالة اور الثالثة
2-11-2016
Vowels DRESS
2024-06-28
Initiator
1-9-2016


أنواع الذنوب  
  
3765   03:21 مساءاً   التاريخ: 2-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص71-72.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /

أنواع الذنوب التي توجب سخط اللّه و عذابه فقد تحدث الإمام عنها و حذر منها ليكون الانسان في سلامة من دينه و دنياه قال (عليه السلام): الذنوب التي تغير النعم البغي على الناس و الزوال عن العادة في الخير و اصطناع المعروف و كفران النعم و ترك الشكر قال اللّه تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11].

و الذنوب التي تورث الندم قتل النفس التي حرم اللّه قال اللّه تعالى في قصة قتل قابيل حين قتل أخاه فعجز عن دفنه‏ {فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ} [المائدة: 31] و ترك صلة القرابة حتى يستغنوا و ترك الصلاة حتى يخرج وقتها و ترك الوصية ورد المظالم و منع الزكاة حتى يحضر الموت و ينغلق اللسان , و الذنوب التي تنزل النقم عصيان العارف و التطاول على الناس و الاستهزاء بهم و السخر بهم , و الذنوب التي تدفع النعم اظهار الافتقار و النوم عن العتمة  و عن صلاة الغداة و استحقار النعم و شكوى المعبود ؛ و الذنوب التي تهتك العصم شرب الخمر و اللعب بالقمار و تعاطي ما يضحك الناس من اللغو و المزاح و ذكر عيوب الناس و مجالسة أهل الريب , و الذنوب التي تنزل البلاء ترك اغاثة الملهوف و ترك معونة المظلوم و تضييع الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الذنوب التي تديل الاعداء المجاهرة بالظلم و اعلان الفجور و اباحة المحظور و عصيان الأخيار و اتباع الأشرار , و الذنوب التي تعجل الفناء قطيعة الرحم و اليمين الفاجرة و الأقوال الكاذبة و الزنا و سد طرق المسلمين و ادعاء الامامة بغير حق , والذنوب التي تقطع الرجاء اليأس من روح اللّه و القنوط من رحمة اللّه و الثقة بغير اللّه و التكذيب بوعد اللّه و الذنوب التي تظلم الهواء السحر و الكهانة و الإيمان بالنجوم و التكذيب بالقدر و عقوق الوالدين و الذنوب التي تكشف الغطاء الاستدانة بغير نية الاداء و الاسراف في النفقة على الباطل و البخل على الأهل و الولد و ذوي الأرحام و سوء الخلق و قلة الصبر و استعمال الضجر و الاستهانة بأهل الدين و الذنوب التي ترد الدعاء سوء النية و خبث السريرة و النفاق مع الاخوان و ترك التصديق بالإجابة و تأخير الصلوات المفروضات حتى تذهب أوقاتها و ترك التقرب إلى اللّه عز و جل بالبر و الصدقة و استعمال البذاء و الفحش في القول الزور و كتمان الشهادة و منع الزكاة و القرض و الماعون و قساوة القلوب على أهل الفقر و الفاقة و ظلم اليتيم و الأرملة و انتهار السائل و رده بالليل .

لقد حذر الإمام (عليه السلام) من اقتراف هذه الذنوب و الجرائم التي توجب انحراف الانسان في سلوكه و تبعده عن خالقه و قد ذكر الإمام آثارها الوضعية و ما يترتب عليها من المضاعفات السيئة في الدنيا قبل دار الآخرة و من الحق أن هذا الحديث و أمثاله من أحاديث الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) من المناجم الخصبة في تربية النفس و تهذيبها و تنظيم توازنها و سلوكها.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.