المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

مسائل في احكام التقليد
6-9-2016
تحضير المعقد [Se(L)2I2]
2024-05-24
السوائل الجسمية
2-6-2016
الانترلوكينات Interleukins
5-10-2018
سكريات مكوثرة مصممة Designer Polysaccharides
18-1-2018
حكم من طلع الفجر عليه وهو مجامع.
20-1-2016


التحذير من بعض المحرمات  
  
3065   03:24 مساءاً   التاريخ: 2-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص85-86.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /

حذر الإمام (عليه السلام) من اقتراف بعض المحرمات لأنها مما توجب بعد الإنسان عن ربه و تلقيه في شر عظيم قال (عليه السلام): اتقوا المحرمات كلها و اعلموا أن غيبتكم لأخيكم المؤمن من شيعة آل محمد (صلى اللّه عليه و آله) اعظم في التحريم من الميتة قال اللّه تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات: 12] , و إن الدم أخف في التحريم عليكم أكله من أن يشي أحدكم بأخيه المؤمن من شيعة آل محمد (صلى الله عليه واله) إلى سلطان جائر فإنه يهلك نفسه و أخاه المؤمن و السلطان الذي وشي به إليه و إن لحم الخنزير أخف تحريما من تعظيمكم من صغر اللّه و تسميتهم بأسمائنا أهل البيت و تلقيبهم بألقابنا و قد سماهم اللّه بأسماء الفاسقين و لقبهم بالقاب الفاجرين و أن ما أهل به لغير اللّه أخف تحريما عليكم من أن تعقدوا نكاحا أو صلاة جماعة مع اعدائنا الغاصبين لحقوقنا إذا لم يكن منكم تقية قال اللّه تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} [البقرة: 173] و من اضطره اللهو إلى تناول شي‏ء من هذه المحرمات و هو معتقد لطاعة اللّه فلا اثم عليه .

لقد حذر الإمام (عليه السلام) من‏ اقتراف جميع المحرمات و اكد بصورة خاصة على اجتناب المحرمات التالية :

(أ) الغيبة: لأنها توجب تصدع الوحدة الإسلامية و شيوع الكراهية و البغضاء بين المسلمين و من المقطوع به أن من كان قلبه عامرا بالإيمان باللّه فإنه يبتعد عنها و كان الإمام (عليه السلام) يحذر منها في كثير من نصائحه فقد قال له رجل: إن فلانا ينسبك إلى الضلال و البدعة فانكر الإمام عليه ذلك و قال له: ما رعيت حق مجالسة الرجل حيث نقلت كلامه إلينا و لا رعيت حقي حيث أبلغتني عن أخي ما لست أعلمه إن الموت يعمنا و البعث محشرنا و يوم القيامة موعدنا و اللّه يحكم فينا إياك و الغيبة فإنها إدام كلاب أهل النار و اعلم أن من أكثر عيوب الناس شهد عليه الاكثار أنه إنما يطلبها بقدر ما فيه .

(ب) الوشاية بالمؤمن إلى السلطان الجائر: فإنها من أعظم الموبقات لأنها تؤدي إلى التدمير الشامل.

(ج) اضفاء الالقاب الكريمة التي تلقب بها أئمة أهل البيت (عليهم السلام) على الظالمين الذين أشاعوا الجور و الفساد في ذلك العصر.

(د) الاتصال بالظالمين و العمل معهم فإن ذلك يؤدي إلى تقوية مركزهم و اعلاء شأنهم , هذه بعض محتويات كلام الإمام (عليه السلام).

دعا الإمام (عليه السلام) إلى التحرر من ذل الطمع قال (عليه السلام): رأيت الخير كله قد اجتمع في قطع الطمع عما في أيدي الناس و من لم يرج الناس في شي‏ء ورد أمره إلى اللّه تعالى في جميع أموره استجاب اللّه له كل شي‏ء .

إن للطمع آفات خطيرة على الانسان فهي تورده المهالك و تلقيه في شر عظيم و الدعوة إلى التحرر منه إنما هي دعوة إلى الكمال و السمو و الارتقاء.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.