المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أحكام عقد الأمان للمشركين
2024-11-27
الآثار التي خلفها رعمسيس السادس (قفط)
2024-11-27
شروط فتح الأرض صلحاً
2024-11-27
الآثار التي خلفها رعمسيس السادس (تل بسطة)
2024-11-27
الآثار التي خلفها رعمسيس السادس (سرابة الخادم المعبد)
2024-11-27
معبد عنيبة
2024-11-27



الإمام الحسين ينعي نفسه  
  
6926   04:32 مساءاً   التاريخ: 30-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص156-157.
القسم :

في ليلة العاشر من المحرم دخل الإمام الحسين (عليه السلام) إلى خيمته و جعل يعالج سيفه و يصلحه و قد أيقن بالقتل و هو يقول:

 يا دهر أف لك من خليل‏           كم لك بالاشراق و الأصيل‏

من صاحب و طالب قتيل‏            و الدهر لا يقنع بالبديل‏

          و إنما الأمر إلى الجليل‏              و كل حي سالك سبيلي‏           

و قد نعى نفسه العظيمة بهذه الأبيات و كان في الخيمة الإمام زين العابدين و حفيدة النبي (صلى الله عليه و آله) زينب بنت الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فلما سمع الإمام زين العابدين عرف ما أراده أبوه فخنقته العبرة و لزم السكوت و علم أن البلاء قد نزل , و أما عقيلة بني هاشم فقد أحست أن شقيقها و بقية أهلها عازمون على الموت و مصممون على الشهادة فأمسكت قلبها في ذعر و ثبت و هي تجر ثوبها و قد فاضت عيناها بالدموع فوقفت أمام أخيها و قالت له بنبرات لفظت فيها شظايا قلبها: وا ثكلاه! وا حزناه ليت الموت أعدمني الحياة يا حسيناه يا سيداه يا بقية أهل بيتاه استسلمت و يئست من الحياة اليوم مات جدي رسول الله (صلى الله عليه و آله) و أمي فاطمة الزهراء و أبي علي و أخي الحسن يا بقية الماضين و ثمال الباقين .

فنظر إليها برفق و حنان و قال لها: يا أخية لا يذهبن بحلمك الشيطان , و انبرت العقيلة إلى أخيها و هي شاحبة اللون قد مزق الأسى قلبها الرقيق المعذب فقالت له: أ تغتصب نفسك اغتصابا فذاك أطول لحزني و أشجى لقلبي .

و لم تملك صبرها بعد ما أيقنت أن شقيقها مقتول فعمدت إلى جيبها فشقته و لطمت وجهها و خرت على الأرض فاقدة لوعيها و شاركتها السيدات من عقائل الوحي في المحنة القاسية و صاحت أم كلثوم: وا محمداه وا علياه وا أماه وا حسيناه وا ضيعتنا بعدك .

و أثر المنظر الرهيب في نفس الإمام الحسين فذاب قلبه أسى و حسرات و تقدم إلى السيدات من بنات الوصي فجعل يأمرهن بالخلود إلى الصبر و التحمل لأعباء هذه المحنة الكبرى قائلا: يا أختاه يا أم كلثوم يا فاطمة يا رباب انظرن إذا أنا قتلت فلا تشققن علي جيبا و لا تخمشن وجها و لا تقلن هجرا .

لقد أمرهن بالخلود إلى الصبر و التجمل به و اجتناب هجر الكلام أمام المحن القاسية التي ستجري عليهن.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.