المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

مسلمتان أساسيتان في إهلاك الأمم وفق النظرية القرآنية
9-2-2022
إدارة وقتك لإنجاز المزيد
22-9-2021
النتائج المترتبة على تحقيق الاهداف الاستراتيجية
22-7-2020
الموطن الاصلي للخس
20-11-2020
الماء الملكي
26-3-2018
المفهوم الخاطئ
23-5-2018


مؤتمر غدير خم  
  
3635   09:38 صباحاً   التاريخ: 25-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص198-202.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

لمّا انتهى الرسول (صلّى الله عليه وآله) من حجّه قفل راجعاً إلى يثرب وحينما انتهى موكبه إلى غدير خم هبط عليه أمين الوحي يحمل رسالة من السماء بالغة الخطورة تحتّم عليه بأن يحطّ رحله ليقوم بأداء هذه المهمة الكبرى وهي نصب الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) خليفةً ومرجعاً للاُمّة من بعده وكان أمر السماء بذلك يحمل طابعاً من الشدّة ولزوم الإسراع في إذاعة ذلك بين المسلمين فقد نزل عليه الوحي بهذه الآية : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] , لقد أنذر النبي (صلّى الله عليه وآله) أنه إن لم ينفذ إرادة السماء ذهبت أتعابه وضاعت جهوده وتبدّد ما لاقاه من العناء في سبيل هذا الدين فانبرى (صلّى الله عليه وآله) بعزم ثابت وإرادة صلبة إلى تنفيذ إرادة الله فوضع أعباء المسير وحطّ رحله في رمضاء الهجير وأمر القوافل أن تفعل مثل ذلك وكان الوقت قاسياً في حرارته حتّى كان الرجل يضع طرف ردائه تحت قدميه ليتّقي به من الحرّ وأمر (صلّى الله عليه وآله) باجتماع الناس فصلّى بهم وبعد ما انتهى من الصلاة أمر أن توضع حدائج الإبل لتكون له منبراً ففعلوا له ذلك فاعتلى عليها وكان عدد الحاضرين فيما يقول المؤرّخون : مئة ألف أو يزيدون ؛ وأقبلوا بقلوبهم نحو الرسول (صلّى الله عليه وآله) ليسمعوا خطابه فأعلن (صلّى الله عليه وآله) ما لاقاه من العناء والجهد في سبيل هدايتهم وإنقاذهم من الحياة الجاهليّة إلى الحياة الكريمة التي جاء بها الإسلام كما ذكر لهم كوكبة من الأحكام الدينية وألزمهم بتطبيقها على واقع حياتهم ثمّ قال لهم : انظروا كيف تخلفوني في الثقلين؟.

فناداه مناد من القوم : ما الثقلان يا رسول الله؟

فقال (صلّى الله عليه وآله) : الثقل الأكبر كتاب الله طرف بيد الله عزّ وجلّ وطرف بأيديكم فتمسّكوا به لا تضلوا والآخر الأصغر عترتي وإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض فسألت ذلك لهما ربّي ؛ فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ؛ ثمّ أخذ بيد وصيّه وباب مدينة علمه الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ليفرض ولايته على الناس جميعاً حتّى بان بياض إبطيهما ونظر إليهما القوم فرفع (صلّى الله عليه وآله) صوته قائلاً : يا أيها الناس مَن أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟

فأجابوه جميعاً : الله ورسوله أعلم.

فقال (صلّى الله عليه وآله) : إنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمَن كنت مولاه فعليّ مولاه. قال ذلك ثلاث مرات أو أربع ثمّ قال : اللّهمّ وال مَن والاه وعاد مَن عاداه وأحبّ مَن أحبّه وابغض مَن أبغضه وانصر مَن نصره واخذل مَن خذله وأدر الحقّ معه حيث دار ألا فليبلّغ الشاهد الغائب.

وبذلك أنهى خطابه الشريف الذي أدّى فيه رسالة الله فنصّب أمير المؤمنين (عليه السّلام) خليفة وأقامه علماً للاُمّة وقلّده منصب الإمامة وأقبل المسلمون يهرعون وهم يبايعون الإمام بالخلافة ويهنّئونه بإمرة المسلمين وأمر النبي (صلّى الله عليه وآله) اُمّهات المؤمنين أن يسرن إليه ويهنّئنّه ففعلن ذلك .

وأقبل عمر بن الخطاب فهنّأ الإمام وصافحه وقال له : هنيئاً يابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ؛ وانبرى حسان بن ثابت فاستأذن النبي (صلّى الله عليه وآله) بتلاوة ما نظمه فأذن له النبي (صلّى الله عليه وآله) فقال :

يناديهمُ يوم الغدير نبيُّهمْ          بخمٍّ واسمع بالرسول مناديا

فقال فمَنْ مولاكمُ ونبيُّكمْ؟       فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

إلهُكَ مولانا وأنت نبيُّنا        ولم تلقَ منّا في الولاية عاصيا

فقال له قم يا عليُّ فإنّني     رضيتكَ من بعدي إماماً وهاديا

ونزلت في ذلك اليوم الخالد في دنيا الإسلام هذه الآية الكريمة : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } [المائدة: 3] لقد كمل الدين بولاية أمير المؤمنين وتمّت نعمة الله على المسلمين بسمو أحكام دينهم وسمو قيادتهم التي تحقّق آمالهم في بلوغ الحياة الكريمة وقد خطا النبي (صلّى الله عليه وآله) بذلك الخطوة الأخيرة في صيانة اُمّته من الفتن والزيغ فلم يترك أمرها فوضى كما يزعمون وإنّما عيّن لها القائد والموجّه الذي يعنى بأمورها الاجتماعية والسياسية.

إنّ هذه البيعة الكبرى التي عقدها الرسول العظيم (صلّى الله عليه وآله) إلى باب مدينة علمه الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) من أوثق الأدلّة على اختصاص الخلافة والإمامة به وقد احتجّ بها الإمام الحسين (عليه السّلام) في مؤتمره الذي عقده بمكة لمعارضة حكومة معاوية وشجب سياسته فقد قال (عليه السّلام) : أمّا بعد فإنّ هذا الطاغية يعني معاوية قد صنع بنا وبشيعتنا ما علمتم ورأيتم وشهدتم وبلغكم وإنّي اُريد أن أسألكم عن شيء فإن صدقت فصدّقوني وإن كذبت فكذّبوني واسمعوا مقالتي واكتبوا قولي ثمّ ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم ومَن ائتمنتموه من الناس ووثقتم به فادعوه إلى ما تعلمون من حقّنا ؛ فإنّا نخاف أن يدرس هذا الحقّ ويذهب ويغلب والله متمّ نوره ولو كره الكافرون ؛ وما ترك شيئاً مما أنزل الله في القرآن فيهم إلاّ تلاه وفسّره ولا شيئاً مما قاله رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في أبيه واُمّه ونفسه وأهل بيته إلاّ رواه وكل ذلك يقولون : اللّهمّ نعم قد سمعنا وشهدنا ؛ ويقول التابعون : اللّهمّ نعم قد حدّثني به مَن أصدقه وآتمنه من الصحابة ؛ وقال (عليه السّلام) في عرض استدلاله : أنشدكم الله أتعلمون أنّ رسول الله نصّبه يعني علياً يوم غدير خمٍّ فنادى له بالولاية وقال : ليبلّغ الشاهد الغائب ؛ قالوا : اللّهمّ نعم .

إنّ البيعة للإمام في يوم عيد الغدير جزء من رسالة الإسلام وركن من أركان الدين وهي تستهدف صيانة الاُمّة من التيّارات العقائدية ووقايتها من الانحراف.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.