دراسة حول المقاتل والمصنّفات العاشورائيّة منذ بدايتها وإلى عصرنا الحاضر (ح3) |
4411
03:52 مساءً
التاريخ: 20-8-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-5-2019
3155
التاريخ: 22-5-2019
3329
التاريخ: 7-5-2019
3449
التاريخ: 14-11-2017
4043
|
المقطع الثاني: (من القرن الثامن إلى القرن الرابع عشر)
قبل الشروع في هذه المرحلة التاريخيّة، يلزم التذكير بأمر، وهو أنّ أزمنة القرن الثامن والتاسع والعاشر كانت مرحلة أفول وانحسار تصنيف المقاتل وكتابة الآثار الكربلائيّة، ما عدا بعض الموارد المحدودة التي تذكر حيث لم يدوّن في هذه القرون آثار مهمّة معتدّ بها، وحتّى لو قلنا بتأليف مثل تلك المصنّفات، إلّا أنّها، بالإضافة إلى عدم وجودها في يومنا هذا فإنّه لا يوجد لها أيّ اسم وذكر في مؤلّفات الأزمنة اللاحقة أبداً. نعم، كانت العصور الذهبيّة والمتفوّقة، خلال هذه المرحلة كلّها، في القرن الرابع عشر.
وأمّا بالنسبة إلى مستوى تأليف المقاتل في القرن الثاني عشر والقرن الثالث عشر فهو متساوٍ، مع الالتفات إلى أنّ قسماً من مصنّفات تاريخ عاشوراء من القرن الثامن إلى عصرنا الحاضر قد أخذت من الأخبار والروايات الموجودة في المصادر القديمة لواقعة كربلاء، وهناك قسم آخر منها قد اعتمد في نقل الأحاديث على مصادر ضعيفة الاعتبار، لذلك فإنّ استعراض هذه الكتب بشكلٍ مفهرس- لا سيّما وأنّها آخذة في الازدياد- من القرن الثاني عشر إلى الآن، غير مستطاعٍ في هذه المقالة[1]، مضافاً إلى أنّه لا فائدة من ذلك، ومع عدم إمكان استعراضها- ولو بالاسم- فإنّ الحديث عنها والتعريف بها غير ممكنٍ بطريق أولى.
ومن هنا فإنّنا سنبدأ بتعريف بعض الآثار المهمّة والمشهورة حول واقعة عاشوراء، خلال تلك المرحلة الزمنيّة، ومن ثمّ نتناول الحديث حول بعض المصنّفات المهمّة التي كان لها الدور الأكبر في ظهور ما يسمّى بالصورة المحرّفة لحادثة كربلاء وانتشارها، والتي يحلو لبعضهم تسميتها (مصادر التحريف).
البحث الأوّل: التعريف ببعض الكتابات المهمّة حول عاشوراء:
سواءٌ ما كان مستقلّاً أو ضمن مصنّفات أخرى:
بالرغم من أنّ التعرّض للكثير من مصنّفات هذه المرحلة الزمنيّة قليل الفائدة, إلّا أنّ البعض من آثار هذه المرحلة يتمتّع بامتيازات خاصّة وخصائص مميّزة، ولذا فإنّ تناولها بالبحث ولو إجمالاً، يعدّ مفيداً، بل هو لازم في بعض الموارد، وهي كالآتي:
1- البداية والنهاية: أبو الفداء بن إسماعيل بن كثير الدمشقيّ (م 774 هـ).
إنّ ابن كثير مؤرّخ شافعيّ المذهب، هو ينقل معظم أخباره حول نهضة الإمام الحسين عليه السلام عن تاريخ الطبريّ بشكل مختصر[2]. هذا، مضافاً إلى ما نقله عن بعض المقاتل الأخرى مثل مقتل أحمد بن حنبل[3]، وابن أبي الدنيا[4]والبغويّ[5]، وينقل أيضاً عن بعض المحدّثين من أمثال الشعبيّ[6] ويعقوب بن سفيان[7] وغيرهما.
وقد تأثّر ابن كثير بأفكار أستاذه ابن تيميّة[8] (مؤسّس الفكر الوهّابيّ، م 728 هـ) المتشدّدة تجاه الشيعة، ولذا نراه في كتاباته ينتقد الشيعة بسبب مجالس العزاء التي يقيمونها للإمام الحسين عليه السلام ويعتبر هذا العمل من البدع[9]، بل قد تجرّأ أكثر في ذلك عندما تحدّث، تحت عنوان (قصّة الحسين بن عليّ وسبب خروجه من مكّة في طلب الإمارة[10]..) عن هدف النهضة الحسينيّة والباعث الذي دفع الإمام عليه السلام للثورة، فقد حرّف بكلامه ذاك الهدف الصحيح والباعث الحقيقيّ الذي قام الإمام عليه السلام من أجله، وجعله ابن كثير طالباً للسلطة والإمارة، مثل بقيّة الناس الذين لا دين لهم ولا إيمان، وبهذا يكون قد فسّر الحركة الدّينيّة الإلهيّة بحركة سياسيّة ودنيويّة.
مضافاً إلى ذلك، فقد بدأ بحثه حول وقائع سنة (61 هـ) ونهضة الإمام الحسين عليه السلام بوضع عنوان (وهذه صفة مقتله مأخوذة من كلام أئمّة هذا الشأن، لا كما يزعمه أهل التشيّع من الكذب). وبذلك يكون قد أبدى تشدّده تجاه الشيعة وعداوته معهم. هو في بحثه هذا وبالرغم من نقله للأخبار الواردة عن الطبريّ الذي ينقل هو أيضاً أغلب تلك الروايات عن أبي مخنف وغيره من الرواة، إلّا أنّه في النهاية ينتقد الطبريّ لنقله الأخبار عن أبي مخنف الشيعيّ (الذي عدّوا رواياته ضعيفة بالرغم من أن أهل السنّة قد اعتبروه من أهل الضبط؟!) ثمّ يضيف ابن كثير: ولولا نقل الطبريّ وأمثاله هذه الأخبار حول ثورة عاشوراء لما نقلها هو أيضاً، وقد ناقش في بعض تلك الروايات وأبدى رأيه الخاصّ بها[11].
ثمّ هو وإن قبل الروايات التي تتحدّث عن العقوبات الدنيويّة لقتلة الإمام الحسين عليه السلام واعتبر أنّ القليل منهم قد نجا بحياته منها[12], إلّا أنّه أنكر الحوادث الخارقة للعادة التي حصلت بعد شهادة الإمام عليه السلام مثل احمرار السماء، وبكائها دماً، وكسوف الشمس وجريان الدم من جدران قصر ابن زياد، وصرّح قائلاً: إنّ أمثال هذه الأحاديث الملفّقة والكاذبة هي من تأليفات ومجعولات الشيعة، مع اعترافه بورود مثل هذه الأخبار في مصنّفات الطبريّ والحاكم النيشابوريّ[13].
2- تسلية المجالس وزينة المجالس - السيّد محمّد بن أبي طالب الحسينيّ الموسويّ الحائريّ الكركيّ (المتوفّى في القرن العاشر).
يعتبر مؤلّف هذا الكتاب من علماء القرن التاسع والعاشر المجهولين, فمن جهة لا يوجد معلومات دقيقة حول زمن ولادته ووفاته, إلّا أنّه في موضع من كتابه هذا تحدّث عن زيارته للمرقد الشريف للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم سنة (921 هـ)[14]. وفي مكان آخر من الكتاب نفسه يذكر مصنّفاً آخر من تأليفه باسم السجع النفيس في محاورة الغلام (الدلام وإبليس)[15]. وبرأي آغا بزرك الطهرانيّ فإنّ هذا الكتاب قد صنّف في سنة (955 هـ)[16]. وعليه يكون زمان تأليف كتاب (تسلية المجالس) بعد عام (955 هـ).
يحتوي هذا الكتاب على عشرة مجالس: في المجلس الأوّل (ج 1- ص 53- 139) والمجالس من الخامس إلى العاشر (ج 2- ص 85- 548) يتحدّث عن الإمام الحسين عليه السلام . وفي كلّ من المجلس الثاني والثالث والرابع يتناول بالترتيب الكلام عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام والإمام الحسن عليه السلام.
وباعتبار أنّ معظم الكتاب يتضمّن سيرة الإمام الحسين عليه السلام, فقد اشتهر الكتاب باسم (مقتل الحسين عليه السلام)[17].
يدّعي المصنّف - ومن دون التصريح باسم كتاب (روضة الشهداء) بل يشير إليه بالقول- أنّ ما كتبه هو شبيه به[18]. إلّا أنّه مع المقارنة بين كتابه وبين كتاب (روضة الشهداء) يتّضح أنّ هذا الأثر لا يتمتّع بالنظم والأسلوب الموجود في كتاب الروضة، نعم هو من جهة النثر فصيح ومسجّع مثله، وكذلك من جهة تأثّره بالأساس والقاعدة التي اعتمد عليها كتاب الروضة، ونُظم ورُتّب في ضوئها، وهي مسألة وقوع البلاءات والمصائب على أولياء الله تعالى وأحبّائه، وأنّ أعظم الناس بلاء الأنبياء عليهم السلام والأولياء عليهم السلام ثمّ الأمثل فالأمثل.
يُعدّ هذا الكتاب أثراً تاريخيّاً روائيّاً، وقد تأثّر كثيراً في روايته لثورة كربلاء بالأخبار الواردة في مقتل الحسين عليه السلام للخوارزميّ، وقد نقل الكثير منها مع اختلاف يسير، ونجد أيضاً العلّامة المجلسيّ قد نقل في كتابه بحار الأنوار الكثير من هذا الكتاب.
وأمّا موضوعات تلك المجالس التي تتحدّث عن الإمام الحسين عليه السلام فهي على الشكل الآتي:
- المجلس الأوّل: المصائب التي جرت على الإمام الحسين عليه السلام وثواب البكاء عليه.
- المجلس الخامس: فضائل الإمام الحسين عليه السلام ومناقبه وروايات النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم حول شهادته.
- المجلس السادس: خروج الإمام عليه السلام من المدينة، وإقامته في مكّة، وإرسال مسلم بن عقيل إلى الكوفة.
- المجلس السابع: توجّه الإمام عليه السلام نحو الكوفة، والحوادث التي وقعت أثناء المسير إلى كربلاء، إلى حين الوصول إليها وشهادة الإمام عليه السلام وأنصاره.
- المجلس الثامن: وقائع ما بعد عاشوراء، وحمل الأسرى إلى الكوفة والشام، والخطابات التي حدثت خلال ذلك.
- المجلس التاسع: عناوين متفرّقة مثل: عدد جراحات الإمام الحسين عليه السلام والروايات الواردة في شهادته - ثواب الشهادة - وموقف حكّام بني أميّة وبني العبّاس من قبر الإمام عليه السلام وثورة المختار.
- المجلس العاشر: فضيلة ثورة الإمام الحسين عليه السلام وثوابها.
3- بحار الأنوار (المجلد 44- 45) وجلاء العيون: محمّد باقر المجلسيّ (م 1110 هـ).
عندما شرع العلّامة المجلسيّ بالحديث عن سيرة الأئمّة عليهم السلام في كتابه بحار الأنوار، خصّص للحديث عن حياة الإمام الحسين عليه السلام ومقتله والوقائع التي حدثت بعد شهادته، سبعةً وعشرين باباً تبدأ من المجلّد الرابع والأربعين (الباب 24 ص 174 وما بعدها) وتنتهي في آخر المجلّد الخامس والأربعين (إلى آخر الباب 50 من الطبعة الجديدة الموافق للجزء الثاني والثالث من المجلّد العاشر من الطبعة القديمة) فيكون المجموع أكثر من مجلّد ونصف المجلّد من كتاب بحار الأنوار. ويعرف هذا القسم من الكتاب بعنوان: مقتل بحار الأنوار- وقد أنهى المجلسيّ كتابة هذا الجزء (المجلّد العاشر من الطبعة القديمة) في ربيع الأوّل- 1079 هـ[19].
أمّا عناوين هذه البحوث في هذين الجزءين فهي متعدّدة، نذكر بعضها على النحو الآتي: إمامة الحسين عليه السلام ومعجزاته، ومكارم أخلاقه- إحتجاجاته مع معاوية- الآيات المؤوّلة بشهادته، إخبار الله تعالى أنبياءه عليهم السلام بشهادته عليه السلام - ثواب البكاء على مصائبه- حوادث ما بعد بيعة الناس ليزيد إلى حين شهادته- وقائع ما بعد شهادته- الحوادث الخارقة للعادة التي وقعت بعد مقتله عليه السلام (مثل بكاء السماء والأرض والخسوف والكسوف وغيرهما)- المراثي التي قيلت في عزائه- العقوبات التي نزلت على قاتليه- أحوال أهل زمانه - نساؤه وأولاده - أخبار المختار- اعتداء الخلفاء والحكّام على قبره الشريف).
هنا ينبغي الإشارة إلى أنّ المجلّد (98) من كتاب بحار الأنوار يتحدّث أيضاً عن فضيلة زيارة الإمام الحسين عليه السلام وثوابها مع نقل عدد من الزيارات المختلفة هناك.
إلّا أنّ المجلسيّ نقل بعض الأحاديث الضعيفة والشاذّة بسبب جمعه لأخبار ثورة عاشوراء في هذا الكتاب من مصادر متعدّدة يوجد فيها روايات ضعيفة ومجهولة وشاذّة- على سبيل المثال..أسطورة الجمّال الخرافيّ للإمام الحسين عليه السلام [20] وحكاية شفاء البنت اليهوديّة بدماء جناح الطير[21]، وقصّة الرجل من بني أسد مع بعض السباع[22].
وقد تُرجم وطُبع قسم المقتل من هذا الكتاب تحت عنوان (محن الأبرار في ترجمة مقتل البحار) في مصائب وكرامات قرّة عين أحمد المختار، بقلم محمّد حسين الهشتروديّ التبريزيّ[23]. وطبع أيضاً بشكل مرتّب ومشذّبٍ بعنوان (المختار من مقتل بحار الأنوار: عرض وثائقيّ موجز لأحداث ثورة الحسين عليه السلام) بإشراف محسن الأراكيّ[24].
وقد خصّص المجلسيّ أيضاً أكثر من ثلث كتابه الفارسيّ (جلاء العيون) الذي يتحدّث فيه عن سيرة المعصومين عليهم السلام الأربعة عشر، لنقل الروايات عن حياة الإمام الحسين عليه السلام ومناقبه ومعجزاته والأخبار التي تتنبّأ بمقتله، والنهضة العاشورائيّة والوقائع التي حصلت بعدها، وذلك ضمن (23) فصلاً[25].
نقل المصنّف في هذا الكتاب أخباراً وروايات متعدّدة عن مصادر قديمة ومتأخّرة ولم يسلم هذا الكتاب أيضاً.. من نقل بعض الأخبار الضعيفة والملفّقة والمجعولة[26].
4- مقتل الإمام الحسين عليه السلام (الجزء (17) من كتاب عوالم العلوم والمعارف والأحوال من الآيات والأخبار والأقوال)- عبد الله البحرانيّ (م 1130 هـ).
يُعتبر عبد الله البحرانيّ من تلامذة العلّامة المجلسيّ البارزين، وقد خصّص- كأستاذه المجلسيّ- سبعةً وعشرين باباً في المجلّد السابع عشر من كتابه المفصّل (عوالم العلوم) للحديث عن حياة الإمام الحسين عليه السلام ونهضته، وما حصل بعد ذلك من الوقائع مثل ثورة المختار الثقفيّ.
إنّ طريقة التأليف والأبواب والعناوين الموجودة في العوالم شبيهة إلى حدٍّ كبير بما هو موجود في كتاب بحار الأنوار، لأنّ أكثر ما نقله من هذه الموضوعات إنّما هو- وكما في بقيّة أجزاء كتاب العوالم - مقتبس من كتاب أستاذه المجلسيّ، وقد أضاف إليها بعض المطالب في بعض الموارد، وهذا ما جعل مقتله أكبر حجماً من مقتل البحار بما يقرب من مائة صفحة. ويظهر أنّ التبويب فيه وتقسيم فصول الكتاب أفضل ممّا هو في كتاب البحار.
5- القمقام الزخّار والصمصام البتّار: لمؤلّفه فرهاد ميرزا معتمد الدولة (م 1305 هـ).
إنّ مصنّف هذا الأثر ابن عبّاس ميرزا وحفيد فتحعليّ شاه، من رجال دولة العهد الناصريّ[27]. شرع بتأليف الكتاب سنة (1303 هـ) وأنهاهُ في ذي الحجّة من سنة (1304 هـ)[28].
صُنّف الكتاب باللغة الفارسيّة، وقام بتأليفه بسبب تفاؤلٍ بالقرآن ونذرٍ قد نذره[29]وقد عنون الكتاب بهذا الاسم الغريب وغير المتعارف (القمقام... والصمصام...).
يعدّ هذا الكتاب من المقاتل المهمّة لأنّ المؤلّف - وكما ذكر هو بنفسه - قام بالكثير من التتبّع والتحقيق في ذلك الكتاب، ولم ينقل شيئاً من المصنّفات التي كُتبت بعد القرن الحادي عشر (لعدم اعتبارها وضعفها) [30]ولهذا فإنّ هذا الأثر يتمتّع باعتبار خاصّ بالمقايسة مع المؤلّفات المعاصرة، بل ما قبلها أيضاً.
رُتّب هذا الكتاب في مجلّدين: الأوّل منهما يتحدّث عن حياة الإمام الحسين عليه السلام وبعض البحوث مثل: ثورة مسلم بن عقيل، وأحداث النهضة الحسينيّة يوم عاشوراء من بدايتها إلى شهادة الأصحاب.
وأمّا المجلّد الثاني فقد تضمّن مباحث مثل: شهادة بني هاشم والإمام عليه السلام, وما حصل بعد الشهادة مثل أسر أهل البيت عليهم السلام ونقلهم إلى الكوفة والشام ثمّ إعادتهم إلى المدينة المنوّرة، والعقوبات التي أصابت قتلة الإمام عليه السلام وثورة التوّابين وثورة المختار، ونقل بعض الأشعار في رثاء الإمام الحسين عليه السلام .
من الميزات الخاصّة والمحقّقة في هذا الكتاب، الضبطُ الصحيح لأسماء الأشخاص والأمكنة، والبيان الدقيق لمعاني الأسماء والأمكنة واللغات والأشعار والأمثال في كثير من الموارد، وفي بعض الأحيان كان يتعرّض لترجمةٍ مختصرةٍ حول بعض الأفراد.
البحث الثاني: التعريف ببعض المصنّفات المهمّة من مصادر التحريف لتاريخ عاشوراء في القرون الأخيرة:
كما مرّ معنا فإنّ هناك الكثير من المؤلّفات كتبت في القرون المتأخّرة حول ثورة سيّد الشهداء عليه السلام والتي يوجد من بينها مصنّفات كان لها- وبسبب شهرة مؤلّفيها أو بسبب بعض الخصائص الموجودة فيها- تأثير كبير في نشر وترويج بعض الأخبار الضعيفة والمحرّفة وغير الصحيحة بل والموهنة في بعض الحالات لواقعة عاشوراء والثورة الحسينيّة.
طبعاً إنّ البحث والمطالعة، حول علل وعوامل جعل ونشر مثل هذه الأخبار والمسائل المحرّفة والمخرّبة لتاريخ عاشوراء، يحتاجان إلى دراسة مستقلّةٍ، والمقدار الذي يمكن الإشارة إليه في هذا المختصر، هو أنّ كتابة التاريخ والسيرة قد بدأت بالانحسار منذ القرن الخامس وما بعده. أمّا الأسباب التي أدّت إلى ذلك فهي متعدّدة، فمن جهةٍ هناك البعد الزمنيّ عن المصادر القديمة وذهابها في عالم النسيان، ومن جهة أخرى هناك الإهمال بل الحذف المتعمّد لتلك المصادر من قبل بعض الفرق المذهبيّة المتعصّبة، ومن جهة ثالثة فقد ظهر إقبال واهتمام قويّان في المجتمع للتعرّف أكثر على هذه الواقعة، فتهيّأ نتيجةً لذلك، المناخُ الملائم لانحسار المصنّفات المحقّقة واستبدالها بكتاباتٍ مصنّفةٍ على طريقة علماء الأدب والاجتماع والتي أكثرها متأثّر بعوامل مثل المعتقدات المذهبيّة، والسليقة الشخصيّة والفكريّة للمؤلّفين، مضافاً إلى الظروف الاجتماعيّة والجغرافيّة الحاكمة، والاهتمام بما يرغب فيه ويطلبه المخاطبون والقرّاء والجمهور، وبعبارةٍ أخرى فإنّ كتابة المقاتل والسيرة العاشورائيّة خلال تلك العصور، وبسبب تلك العوامل التي سبق ذكرها، قلّصت من الاهتمام بالمصادر القديمة لواقعة عاشوراء، هذا من ناحية.
ومن ناحيةٍ أخرى وبسبب عظمة هذه الحادثة وانفتاح المجتمع الشيعيّ، بل السنيّ أيضاً على هذه الواقعة للتعرّف عليها أكثر، كلّ ذلك قد فتح الباب للتوسّع والتفريع في بعض أخبار هذه الواقعة، بل في بعض الموارد أضافوا إلى حوادثها من عنديّاتهم وبأذواقهم الخاصّة وتفنّناتهم في هذا المجال، حتّى وصل الحال من القرن العاشر وإلى زماننا المعاصر ومع كتابة (روضة الشهداء) إلى بروز هذه الطريقة على الساحة وبشكل واسع وسريع على مدى القرون الأربعة الأخيرة المتتالية من خلال مصنّفاتٍ أمثال: المنتخب للطريحيّ، وتظلّم الزهراء للقزوينيّ، ومحرق القلوب للنراقيّ، والدمعة الساكبة للبهبهانيّ، ومعالي السبطين للمازندرانيّ، والأهمّ من كلّ ذلك إكسير العبادات للدربنديّ.
وباعتبار أنّ اهتمام مؤلّفي هذه المقاتل كان يعتمد على أمرين اثنين: أحدهما قضيّة الابتلاء والامتحان والاختبار، والثاني إثارة العواطف والأحاسيس، فقد درسوا هذه الواقعة العظيمة من هذه الجهة ونقلوا الروايات التي تتناول هذا الجانب (الذي يساعد كثيراً في إيجاد الحزن والبكاء والغمّ والهمّ) ولذا فقد أهملوا مراجعة المصادر القديمة التي يمكن الاستناد إليها والاعتماد عليها، بل كان كلّ اهتمامهم وتوجّههم إلى القضايا التي تحرّك العواطف والمسائل التي تثير- وبأكبر قدرٍ ممكن- الأحزان والآلام عند المخاطبين والسامعين لأحداث كربلاء ووقائع عاشوراء في مجالس العزاء الحسينيّة.
ومن هنا فقد كان استخدام المصطلحات والعبارات التي تصبّ في ذلك الهدف وتلك الفائدة كثيراً جدّاً، وفي بعض الأحيان مع المبالغة أيضاً، مثل: البكاء والدمع والمصيبة والحزن والغمّ والغربة والوحدة والعطش، والأسر والابتلاء.
إنّ من الأمور التي ساعدت على انتشار هذه الطريقة، في إحياء مناسبات عاشوراء، والسيرة الكربلائيّة وتأييدها وتقويتها، هو اكتفاء بعض الشعراء وقرّاء العزاء بالأسلوب السطحيّ في عرض قضايا عاشوراء، والاهتمام بما هو مقبول عند عوامّ الناس من أجل إثارة مشاعرهم أكثر، ويكون التأثير فيهم أكبر لدفعهم من هذا الطريق إلى الحزن والغمّ والبكاء وذرف الدموع بدرجة أقوى, باعتبار أنّ البكاء والتعزية في مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام - حسب الروايات الكثيرة - لهما الفضل العظيم والأجر الجزيل.
وفي عقيدة بعض هؤلاء لا مانع من استخدام أيّة وسيلة للوصول إلى ذلك الثواب الكبير، ولو كان على حساب الأخبار الصحيحة والمعتبرة الواردة في هذه الحادثة؛ لأنّ الكثير من هذه الأخبار لا تنسجم مع تلك المعاني والمضامين المطلوبة لهم، ولا تستطيع أن تحقّق ذاك الهدف المقصود عندهم.
على كلّ حالٍ فإنّ نظرةً إجماليّة إلى أسماء وعناوين بعض الآثار التي صنّفت حول عاشوراء منذ العهد الصفويّ وما بعده- لا سيّما في العصر القاجاريّ- سيثبت هذه الدعوى بشكل قويّ.
من جملة تلك المصنّفات: طريق البكاء - طوفان البكاء - عمان البكاء - محيط البكاء - أمواج البكاء - رياض البكاء - مفتاح البكاء - منبع البكاء - مخزن البكاء - معدن البكاء - مناهل البكاء - مجرى البكاء- سحاب البكاء - عين البكاء - كنز الباكين - بكاء العين - مبكي العيون - مبكي العينين- المبكيات - بحر البكاء في مصائب المعصومين - بحر الحزن - بحر الدموع- بحار الدموع- فيض الدموع- عين الدموع - سحاب الدموع - ينبوع الدموع - منبع الدموع - دمع العين- مدامع العين - مخازن الأحزان - بيت الأحزان- رياض الأحزان- قبسات الأحزان- كنز المصائب - مجمع المصائب - وجيزة المصائب - إكليل المصائب - إبتلاء الأولياء، وهناك بعض المؤلّفات الفارسيّة، مثل: بحر غم - داستان غم - غمكده مأتمكده - بستان ماتم - هم وغم - بلا وابتلا در رويداد كربلا.
هنا نبيّن أهمّ هذه المصادر التي صار بعضها من مصادر الروايات غير المعتبرة والضعيفة والغريبة لتاريخ عاشوراء، مع ذكر بعض تلك الروايات:
1- روضة الشهداء:
مصنّف هذا الكتاب هو كمال الدّين حسين بن عليّ الواعظ الكاشفيّ (م 910 هـ) أستاذ في الأدب الفارسيّ. وقد أورد في كتابه هذا كلّ البلايا والمصائب التي وقعت للأنبياء عليهم السلام منذ آدم عليه السلام إلى النبيّ الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ يكمل الكلام حول مصائب الأئمّة عليهم السلام .
في هذا المجال يخصّص المؤلّف أكثر من نصف الكتاب للحديث عن حياة الإمام الحسين عليه السلام وواقعة عاشوراء والحوادث التي حصلت بعدها، أي أربعة أبواب منه (من السابع إلى العاشر) في سيرة الإمام عليه السلام وعياله وأصحابه، وما بقي من الكتاب (أي من الباب الأوّل إلى السادس) مع الخاتمة هو أقلّ من النصف!
وهذه عناوين الأبواب التي لها علاقة بالإمام الحسين عليه السلام:
الباب السابع: مناقب الإمام الحسين عليه السلام منذ ولادته، وبعض أحواله من بعد أخيه.
الباب الثامن: شهادة مسلم بن عقيل بن أبي طالب وقتل بعض أولاده.
الباب التاسع: وصول الإمام الحسين عليه السلام إلى كربلاء، وجهاده ضدّ الأعداء، وشهادته مع أولاده وأقاربه وأصحابه.
الباب العاشر: الوقائع التي حصلت مع أهل البيت عليهم السلام بعد كربلاء، والعقوبات التي نزلت بالأعداء الذين شاركوا في المعركة[31].
إنّ الكاشفيّ قدّم بحثه حول واقعة كربلاء على أساس البلاء والأذى والامتحان الذي يقع على أولياء الله تعالى، بمعنى أنّ الله، سبحانه، من خلال حادثة عاشوراء ووقائعها المؤلمة، كان يريد أن يرفع من درجات أحد أوليائه المصطفين، وهذه هي سنّة الله تعالى مع خلقه وأحبّائه.
ولم يتعرّض الكاتب، في بحثه أبداً، لأيّ بُعد آخر لثورة عاشوراء، لا سيّما البعد السياسيّ.
كان تصنيف هذا الكتاب بطلب أحد أعيان وسادات مدينة هرات الكبار، واسمه (مرشد الله) المعروف بـ (السيّد ميرزا) وذلك في أواخر عمر الكاشفيّ[32]، أيّ من المرحلة التي تكثر فيها الموانع مثل الكبر والضعف فلا يستطيع بعد أن ينزل ببلاغته وفصاحته العالية إلى الميدان[33]. كان تأليف هذا الأثر سنة (907 هـ) وليس (908 هـ) فقد صرّح المصنّف نفسه قائلاً: (إنّ الفاصل بين شهادة الإمام الحسين عليه السلام وبين تاريخ تصنيف هذا الكتاب يقرب من 847 عاماً)[34].
بالنسبة إلى مذهب الكاشفيّ، يمكن القول إنّه كان على المذهب السنّي الحنفيّ، كما نقل ذلك الأفنديّ عن الميرداماد في بعض فوائده[35].
لم يبيّن الكاشفيّ كثيراً من مصادر كتابه، بل حتّى في نقله للأخبار المهمّة كان يهمل ذكر مصادرها، وفي كثير من الموارد عندما يصرّح بمصادر رواياته يتبيّن أنّها غير مشهورة، ولا معتبرة. وهذا ما ذكره الأفنديّ أيضاً عند تعداده لبعض المصادر الشيعيّة التي نقل عنها الكاشفيّ مثل: عيون أخبار الرضا، والإرشاد، وإعلام الورى، وكتاب الآل لابن خالويه، حيث يقول الأفنديّ هناك: إنّ روايات هذا الكتاب بل كلّها مأخوذة من الكتب غير المشهورة والتي لا يمكن الاعتماد عليها[36].
وأمّا سبب فقدان القيمة العلميّة لهذا الكتاب فهو أنّ الكاشفيّ لم يعتمد، في بيانه للأخبار المهمّة لهذه الواقعة التاريخيّة العظمى، على الأسلوب العلميّ في كتابة التاريخ، أي الاعتماد على المصادر التاريخيّة القديمة والموثّقة، ونقل وتحليل ونقد الأخبار الواردة فيها حول هذه الحادثة.
ولهذا فإنّ كتاب (روضة الشهداء) بالفارسية وبتعبير بعض المحقّقين المعاصرين، ليس كتاباً تاريخيّاً بل هو مصنّف أدبيّ[37] يشتمل على حكايات تاريخيّة أعان على تأليفه وانتشاره بعض الظروف الاجتماعيّة والعلميّة والثقافيّة التي كانت مسيطرة على عهد المؤلّف.
وبعبارة أخرى إنّ هذا الكتاب هو نتيجة مرحلةٍ زمنيّة كان النقد والبحث العلميّ فيها ضعيفاً جدّاً، لدى المراكز الأكاديميّة والعلميّة الإيرانيّة وما وراء النهر، بل إنّ ما كان منتشراً ومتداولاً بين أيدي الناس هو بعض المتون القصصيّة، مثل رسائل أبي مسلم ورسائل أبي حمزة التي استبدلت بعد اضمحلالها بكتاب من تصنيف الكاشفيّ[38].
ويصرّح محقّق آخر حول أسلوب هذا الكتاب وقيمته التاريخيّة قائلاً: إنّ (روضة الشهداء) كتاب قصصيّ أكثر منه كتاباً تاريخيّاً، ولذا فإنّه يحتوي على حكايات خياليّة، وحيث إنّ مؤلّفه أديب مبدع فإنّ اختراع القصص ظاهر فيه أيضاً[39].
وقد أخذ هذا الكتاب مكانه الخاصّ بسرعةٍ فائقة في المحافل والمجالس الشيعيّة والسنّيّة، نتيجة للقبول الواسع والكبير لمثل هذه المؤلّفات، لدى عموم الناس، بل وحتّى من قبل العلماء والمفكّرين. حيث كان الكثير من الوعّاظ والخطباء يتحدّثون، على المنابر، عن مصائب الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته استناداً إلى هذا الكتاب، وحتّى مصطلح (قارئ الروضة) إنّما استعير من اسم هذا الكتاب لإطلاقه على مجالس قرّاء الروضة، أي العزاء[40].
الأمر الأخير، في هذا الموضوع، هو أنّ لهذا الكتاب عدّة نسخ موجودة في المكتبات، وطبع مختصراً مرّات عديدة، وترجم أيضاً بلغاتٍ مختلفة، وفي بعض هذه الترجمات طبع منظوماً[41].
بعض النماذج الغريبة والضعيفة:
1- ذكر بعض الأسماء المجهولة والغريبة تحت عنوان: أسماء أنصار الإمام الحسين عليه السلام وجنود عمر بن سعد، مثل: زهير بن حسّان الأسديّ، وسامر، وحجر الحجّار، وحمّاد ابن أنس، والقاصّ بن مالك، وشريح بن عبيد، وقيس بن منبه، وهاشم بن عتبة وغيرهم[42].
2- قصّة عرس القاسم[43].
3- حضور زعفر الجنّيّ الزاهد في كربلاء، واستعداده لنصرة الإمام الحسين عليه السلام ورفض الإمام عليه السلام ذلك.[44]
4- حادثة شفاء البنت اليهوديّة المعلولة بوساطة دماء جناح الطير[45]
5- أسطورة السيّدة شيرين[46]. وغير ذلك.
2- المنتخب في جمع المراثي والخطب (المشهور بـ الفخريّ):
فخر الدّين الطريحيّ (979- 1087 هـ)[47] هو مصنّف هذا الكتاب[48]إلّا أنّ هذا الكتاب لا يمكن اعتباره مصنّفاً تاريخيّاً في سيرة الإمام الحسين عليه السلام أو ثورة عاشوراء ومقتل سيّد الشهداء، بل هو مجموعة روايات مثيرة للحزن والبكاء رتّبت على صورة خطابٍ نثريّ وشعريّ.
إنّ معظم أبحاث هذا الكتاب تتحدّث عن الإمام الحسين عليه السلام وجزء منها يتناول شيئاً من حياة بعض الأئمّة عليهم السلام وقد كتب على صورة كشكول. يتألّف هذا الأثر من جزءين، كلّ جزءٍ يحتوي على عشرة مجالس، كلّ مجلسٍ يتضمّن عدّة أبواب، يشتمل كلّ مجلسٍ وكل بابٍ على مواضيع متعدّدة لا رابط بينها.
اعتمد هذا المؤلّف في كتابه على منقولات كتاب (روضة الشهداء) للكاشفيّ ونقل عنه الكثير من المطالب الضعيفة وغير المعتبرة... إلّا أن الطريحي كان يعدّ في فترة كتابته لهذا المصنّف من الوعّاظ المقتدرين وصاحب خبرةٍ في فنّ الخطابة.
ومع مراجعة الكتاب يتبيّن أنّ الكاتب كان في البداية يلقي بعض مطالبه في أيّام محرّم عند قراءة العزاء في المحافل والمجالس، ومن ثمّ ينظمها إلى مجالس مكتوبة ومقروءة. وقد كان هذا الكتاب مورد نقدٍ من قبل الكثير من العلماء المحدّثين بسبب نقله الأخبار والروايات غير المعتبرة والمرسلة[49]، ومع كلّ ذلك فقد أخذ هذا الأثر موقعه المهمّ بين قرّاء العزاء، وكان له أثر كبير على المقاتل التي صنّفت من بعده، بل كان له الأثر في وجود بعض الروايات الضعيفة والغريبة التي وقعت في قراءة مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام في القرون الأخيرة.
1- عدد أفراد جيش عمر بن سعد كان سبعين ألفاً[50].
2- قصة عرس القاسم[51].
3- قتل الإمام الحسين عليه السلام عشرة آلاف رجلٍ من جيش العدوّ من دون هزيمة ذلك الجيش بسبب أعداده الكبيرة[52].
4- أسطورة راعي إبل الإمام الحسين عليه السلام[53].
وغير ذلك..
3- مقتل الحسين عليه السلام المنسوب إلى أبي مخنف:
إنّ بعض الأخبار الكاذبة والضعيفة قد نسبت- وكما أُشير إلى ذلك سابقاً- إلى أبي مخنف منذ القرن السادس وما بعده، بسبب اعتبار ووثاقة أخباره وقدمها الزمانيّ، إلّا أنّ تلك الأخبار غير موجودة في أيّ مصدر من المصادر المعتبرة التي نقلت روايات أبي مخنف. فقد وصل الحال في نسبة الأخبار الكاذبة والضعيفة والسخيفة إلى أبي مخنف في القرون المتعاقبة إلى حدّ أنّ البعض قد ألّف كتاباً، في القرون المتأخّرة، منسوباً إلى أبي مخنف تحت عنوان (مقتل الحسين عليه السلام المشتهر بمقتل أبي مخنف) من أجل أن تلقى الأخبار والروايات الكاذبة والضعيفة قبولاً لدى القرّاء والمستمعين.
بعض النماذج الغريبة والمحرّفة:
1- نقل أخبار المقتل عن أبي مخنف، وهو عن هشام، عن أبيه محمّد بن سائب الكلبيّ، والحال أنّ هشاماً هو تلميذ أبي مخنف، وهو الذي يروي عن أستاذه وليس العكس!![54]
2- نقل خبرٍ عن الكلينيّ، مع أنّ أبا مخنف توفّي عام (157 هـ) ووفاة الكلينيّ كانت عام (329 هـ)[55].
3- خبر رجوع الإمام الحسين عليه السلام عن مسير كربلاء نحو المدينة، عند سماعه خبر شهادة مسلم وهاني، ولواذه بقبر جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبكائه هناك[56].
4- ركوب الإمام عليه السلام سبعة من الجياد وتخلّيه عنها بسبب توقّفها عن الذهاب إلى كربلاء[57].
5- رواية شهادة الطرماح بن عديّ في كربلاء، والحال أنّه لم يذهب إلى كربلاء أصلاً[58].
6- خبر الطفل الرضيع للإمام الحسين عليه السلام وأنّه كان ذا ستّة أشهر، وبقاؤه ثلاثة أيّام لم يذق ماءً، وذبحه بسهم من الأذن إلى الأذن الأخرى[59].
7- جلوس الشمر على صدر الإمام عليه السلام والحوار الذي جرى بينه وبين الشمر حول شفاعة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم هل هي أفضل أم الحصول على الجائزة من يزيد؟ وعندما أجاب الشمر بأنّ الحصول على الجائزة أفضل طلب الإمام عليه السلام منه ماءً، فرفض الشمر وقال: لا والله لن تشرب الماء حتّى تذوق الموت[60].
4- تظلّم الزهراء من إهراق دماء العباد:
إنّ مؤلّف هذا الكتاب هو رضى بن نبي القزوينيّ (عاش إلى سنة 1134 هـ). وتاريخ تأليفه كان عام (1118 هـ)، يقول الكاتب في مقدّمة كتابه: هذا الأثر هو شرح لكتاب الملهوف للسيّد ابن طاووس ومعظم مصادره هي مصادر بحار الأنوار مثل: الملهوف, ومجالس (الأمالي) للشيخ الصدوق, والإرشاد للشيخ المفيد, والمنتخب للطريحيّ, ومثير الأحزان, ومقاتل الطالبيّين, ومناقب آل أبي طالب، وتسلية المجالس للسيّد محمّد بن أبي طالب الحسينيّ وغير ذلك[61].
إنّ ترتيب هذا الكتاب وتبويبه هما على نسق ترتيب كتاب الملهوف وتبويبه، حيث يتألّف من ثلاث مقدّمات وثلاثة مقاصد وخاتمة، كلّ مقصد مع الخاتمة يحتوي على عدّة مجالس.المقدّمة الأولى: بعض معجزات الإمام الحسين عليه السلام وكراماته ومكارم أخلاقه واحتجاجاته. المقدّمة الثانية: بعض الروايات حول فضيلة البكاء والتباكي على الإمام الحسين عليه السلام وبقيّة الأئمّة عليهم السلام. المقدّمة الثالثة: الروايات الواردة في آداب التعزية لا سيّما في اليوم التاسع والعاشر.
وأمّا المقاصد، فالمقصد الأوّل: يتحدّث عن بعض الأمور التي حصلت قبل المعركة في كربلاء وفيه ستّة مجالس. المقصد الثاني: وقائع كربلاء وشهادة الإمام الحسين عليه السلام وأنصاره وفيه أربعة مجالس. المقصد الثالث: أسر أهل البيت عليهم السلام والمسير إلى الكوفة والشام ورواية حضور أهل البيت عليهم السلام يوم الأربعين إلى كربلاء ورجوعهم إلى المدينة، وفيه أربعة مجالس. وأمّا خاتمة الكتاب - وهي أكثر من (160) صفحة، فإنّها تتضمّن مباحث مثل: رجعة الإمام الحسين عليه السلام في زمن الإمام الحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف، والعقوبات التي نزلت بقاتلي الإمام الحسين عليه السلام وثورة المختار، وموقف الحكّام الأمويّين والعبّاسيّين من قبر الإمام الحسين عليه السلام .
وقد قال الواعظ التبريزيّ الخيابانيّ، مضافاً إلى ذمّه لبعض الأخبار الواردة في هذا الكتاب وانتقاده بشدّة مؤلّف هذا الكتاب، لنقله مثل هذه الأخبار، قال: إنّ بعض النساخ قد غيّر وبدّل وتصرّف بهذا الأثر[62]، إلّا أنّ بعض المحقّقين تجاهل كلام الخيابانيّ وعمل على تصحيح ذاك الكتاب!!
بعض النماذج الضعيفة:
1- خبر خروج الطرماح بن عدي يوم عاشوراء[63]، مع أنّه لم يكن موجوداً أصلاً في كربلاء.
2- نقل خبر منتخب الطريحيّ حول قتل الإمام الحسين عليه السلام عشرة آلاف مقاتل من جيش الأعداء، مع توجيه ذلك الخبر وتأييده[64].
3- حكاية الطائر المجروح جناحه وشفاء البنت اليهوديّة[65]
5 - محرق القلوب:
إنّ مصنّف هذا الكتاب هو محمّد مهدي بن أبي ذرّ الكاشانيّ المشهور بالنراقيّ[66] (1209[67] أو1211هـ[68]). وهو والد الملّا أحمد النراقيّ صاحب كتاب معراج السعادة وجامع السعادات.
كتب هذا الأثر باللغة الفارسيّة بشكل مفصّل، ويحتوي على مقدّمةٍ وعشرين مجلساً[69]، وباعتبار أنّه يتضمّن بعض المطالب الغريبة والضعيفة، لم يلق قبولاً فيما مضى، وهو مطبوع فقط بنسخةٍ حجريّة.
نماذج من المطالب الضعيفة والغريبة:
1- حضور هاشم بن عتبة المرقال (ابن عمّ عمر بن سعد) يوم عاشوراء في كربلاء، وسماح الإمام عليه السلام له بقتال الأعداء، وحكاية قتاله الخرافيّة[70]، والمعروف من خلال الروايات التاريخيّة المعتبرة أنّ هاشماً كان من خواصّ أمير المؤمنين عليه السلام وكان حامل لوائه في حرب صفّين، وقد قاتل ضدّ جيش معاوية حتّى استشهد[71].
2- وصول جيش من أهل الشام قوامه ألف مقاتل إلى كربلاء بإمرة شمعان (شمعون) ابن مقاتل[72].
3- حكاية زعفران الزاهد[73]
4- قصة عرس القاسم، والطريقة الخياليّة في قتاله الأعداء[74]
5- قصّة الطائر الملطّخ بالدماء وشفاء البنت اليهوديّة[75].
6 - إكسير العبادات في أسرار الشهادات:
هذا الأثر من تصنيف الملّا آغا بن عابد بن رمضان بن زاهد الشيروانيّ الدربنديّ الحائريّ المعروف بـ (الفاضل الدربنديّ) (م 1285 أو 1286هـ)[76] ويشتهر هذا الكتاب باسم (أسرار الشهادة) حيث شرح فيه المؤلّف واقعة عاشوراء بشكل موسّعٍ وقد ضمّن المصنّف كتابه ((24) مجلساً و(12) مقدّمة وخاتمة تحتوي أيضاً ثلاثة مجالس) وقد استغرق هذا الكتاب من الزمن لتصنيفه ثمانية عشر شهراً، وتاريخ الانتهاء منه هو يوم الجمعة الخامس عشر من ذي القعدة سنة 1272 هـ[77].
يتمتّع هذا الكتاب بخصائص عديدة نشير إلى ثلاثة منها:
1- ميزة التحليل: لم يكتف المؤلّف بتدوين الأخبار وذكر الوقائع بل عمل على تحليل الروايات والجمع بين الأخبار المتعارضة، إذ إنّه كان يمتاز بذهنٍ خلّاق وفكر وقّاد مضافاً إلى معرفته بالحكمة وعلم المعقول.
2- وجود الأخبار المجعولة والأسطوريّة فيه: إنّ كاتب هذا الأثر، بالإضافة إلى نقله الكثير من الروايات الملفّقة بل الخرافيّة في بعض الموارد، حاول توجيه تلك المنقولات وذكر أدلّةٍ على صحّتها.
3- التفصيل والتوسّع في المطالب: إنّ هذا الكتاب يعدّ- إلى زمان تصنيفه - أكثر المؤلّفات تفصيلاً بين جميع الكتب التي صنّفت حول تاريخ عاشوراء[78].
كان الدربنديّ مواظباً على إقامة مجالس العزاء لسيّد الشهداء عليه السلام ومتشدّداً في ذلك ومصرّاً عليه بحيث إنّه كان يغمى عليه من شدّة البكاء، وفي يوم عاشوراء كان ينزع ثيابه عن بدنه، ويتستّر بإزار، وينثر التراب على رأسه، ويمسح الطين بجسده، ثمّ يذهب على هذه الهيئة إلى المنبر[79].
يُعتبر الدربنديّ هو المؤسّس أو المروّج لعادة التطبير (ضرب الرأس) وقد كتب "مهدي بامداد" حول ذلك قائلاً: (كان يرى جواز ضرب الرأس بآلةٍ حادّة بل فعل ذلك أيضاً، ومنذ ذلك الوقت جرى عوامّ الناس على ذلك العمل تبعاً له في أيّام عاشوراء)[80].
إنّ الدربنديّ وباعتبار مبناه الخاصّ في نقل واقعة كربلاء، نجده لا يتأبّى عن نقل المطالب والأخبار الضعيفة وغير المسندة، بل في بعض الأحيان الروايات موهونة. ولذا نرى ضعف هذا المبنى وسخافته ووهن أساسه في نقل وقائع تاريخ عاشوراء عندما نرجع إلى كلامه حول كيفيّة تصنيف هذا الكتاب، بالاستفادة من كتابٍ آخر ألّفه أحد قرّاء العزاء المعاصرين له واسمه السيّد جعفر[81].
ومن هنا فإنّنا - وبسبب ما يحمل كتاب الدربنديّ من الأخبار الضعيفة وغير الموثّقة - نجد هذا الأثر- منذ بداية تأليفه - مورداً للإشكالات القويّة والنقد اللاذع والتوهين الشديد من قبل الباحثين المعاصرين للدربنديّ، والعلماء المتأخّرين عنه، وأيضاً من قبل المحدّثين والمحقّقين أمثال: المحدّث النوريّ[82] والتنكابنيّ[83]والشيخ آغا بزرك الطهرانيّ[84] والسيّد محسن الأمين[85] والأستاذ المطهريّ[86].
وقد قام الدربنديّ - حسب قول الشيخ آغا بزرك الطهرانيّ - بترجمة جزء من هذا الكتاب من فصل (مقام الوحدة للحسين عليه السلام) الذي يضمّ ثلاثة عشر باباً (يحتوي كلّ بابٍ على عدّة مجالس) وجعله على اسم ناصر الدّين شاه فسمّاه (سعادات ناصري) الذي طبع مرّاتٍ عديدة[87].
كذلك قام شخص يدعى الميرزا محمّد حسين بن عليّ الأكبر بترجمة هذا الكتاب إلى اللغة الفارسيّة تحت اسم (أنوار السعادة في ترجمة أسرار الشهادة) وطبعه في تبريز[88].
وباعتبار أنّ متن كتاب أسرار الشهادة صُنّف باللغة العربيّة وكان مفصّلاً جدّاً, فقد ألّف الدربنديّ مقتلاً فارسيّاً مختصراً بعنوان (سرمايه إيمان وجواهر إيقان در ترجمة وشرح أسرار الشهادة)[89] وهو مطبوع أيضاً[90].
وممّا ينبغي الالتفات إليه أنّ الطبعة القديمة من كتاب الدربنديّ فيها بعض من المطالب الكاذبة وغير الواقعيّة، وأمّا في الطبعة الجديدة المحقّقة فإنّ بعض هذه المطالب السخيفة والضعيفة قد حُذفت منها[91].
ومع صرف النظر عن المبنى غير الصحيح والمخالف للموازين العلميّة لدى المصنّف، فإنّه لا يمكن توقّع الدقّة العلميّة والمتانة في اختيار الأخبار الصحيحة والروايات المعتبرة من واقعة عاشوراء في كتابٍ يعدّ من المطوّلات وصنّف بهذه السرعة (فقد سبق معنا أنّ هذا الكتاب كان إلى زمان تصنيفه أكثر الكتب تفصيلاً
حول سيرة الإمام الحسين عليه السلام وقد كتب خلال ثمانية عشر شهراً مع تلك الإمكانات الضعيفة في ذلك الزمان للاطلاع على المصادر المعتبرة فضلاً عن تنقيتها وتهذيبها للاستفادة منها).
بعض النماذج الضعيفة والغريبة:
إنّ هذا الأثر وبسبب أبحاثه المفصّلة والمبسوطة- قد احتوى على الكثير من الأخبار المجعولة والواهية والغريبة والأسطوريّة...وسنكتفي هنا بالإشارة إلى بعض تلك الموارد:
1- الرواية الغريبة حول كيفيّة خروج الإمام الحسين عليه السلام بعياله من المدينة المنوّرة مع أربعين محملاً من الحرير والديباج على هيئة الأمراء والسلاطين!![92]
2- الخبر الأسطوريّ والخياليّ عن أعداد جيش عمر بن سعد، حيث وصل إلى (160.0000)[93] رجل، وفي مكان آخر (460.000) رجل، قتل منهم (330.000) بِيَد الإمام الحسين عليه السلام و (25.000) قتيل على يد بقيّة الأنصار من بني هاشم، ولم يبق منهم على قيد الحياة إلّا ثمانون ألفاً فقط!![94]
وفي موضع آخر وصل عدد القتلى من الأعداء على يد الإمام الحسين عليه السلام إلى أربعمائة ألفٍ من الجيش الذي بلغ تعداده خمسمائة ألف مقاتل[95].
3- إنّ يوم عاشوراء كان سبعين ساعة[96] أو اثنتين وسبعين منها[97].
4- ذكر أسماء بعض الأشخاص باعتبارهم من أنصار الإمام الحسين عليه السلام أو من جيش عمر بن سعد، والحال أنّ هؤلاء لم تَرِدْ أسماؤهم في أيّ مصدر معتبر، وذلك مثل: عبد الله بن شقيق[98]، وإسحاق بن مالك الأشتر[99]، وكثير بن يحيى الأنصاريّ[100]، ومارد ابن صديف التغلبيّ[101]، وغلام باسم (مبارك)[102] ، ومسعود الهاشميّ[103]، وغيرهم...
حكاية راعي إبل الإمام الحسين عليه السلام[104].
ثورة بنتٍ تدعى (درّة الصدف) في حلب بدافع الانتقام والثأر للإمام الحسين عليه السلام وأخذ رؤوس الشهداء وتحرير الأسرى من أيدي جنود يزيد، عندما كانوا ينقلون الأسرى والرؤوس إلى الشام[105].
7- الدمعة الساكبة:
مصنّف الكتاب هو محمّد باقر البهبهانيّ (م 1258 هـ) الذي كتب في سيرة الأئمّة عليهم السلام مجلّدات عديدة، اثنان منها (الرابع والخامس) يتحدّث فيهما عن الإمام الحسين عليه السلام وعاشوراء ضمن أربعة عشر فصلاً. كان البهبهانيّ من تلامذة الفاضل الدربنديّ ومريديه، ويعبّر عنه في كتابه هذا بقوله (قال الفاضل).
نقل الشيخ محمود العراقيّ في كتابه (دار السلام) عن الواعظ التبريزيّ الخيابانيّ مدحاً لمؤلّف كتاب الدمعة الساكبة حيث قال فيه:
كان يقرأ العزاء بالطريقة المتعارفة في ذلك الزمان والمكان (النجف) حيث يقرؤون المصيبة عن كتب المقاتل الفارسيّة مثل (روضة الشهداء) و(محرق القلوب) وأمثالهما وقد كان للبهبهانيّ تأثير عظيم في قراءته بسبب الإخلاص الذي كان يمتاز به، وإن لم يكن متمكّناً من العبارات العربيّة لعدم معرفته بها[106].
استفاد البهبهانيّ كثيراً من كتاب (المنتخب) للطريحيّ في نقل وقائع عاشوراء، وهناك مصادر أخرى أيضاً استند إليها مثل: بحار الأنوار، وعوالم العلوم، وتظلم الزهراء، ومسند البتول، وتذكار الحزين، وجامع الأخبار، ونور العين، ومهيج الأحزان، ومعدن البكاء والمصائب، والمقتل المنسوب إلى أبي مخنف، والتفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ عليه السلام. وقد احتوى الكتاب على بعض المطالب الضعيفة والغريبة أيضاً[107].
8- ناسخ التواريخ:
كتب الميرزا محمّد تقيّ لسان الملك المعروف بـ (سبهر الكاشانيّ) (1216- 1297 هـ) مجموعة تاريخيّة تمتدّ من عهد النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم إلى عصر المصنّف، وقد خصّص قسماً من هذا الكتاب للحديث عن سيرة الإمام الحسين عليه السلام بشكل موسّع.
كان زمان كتابة هذا الجزء من الكتاب في عهد ناصر الدّين شاه عام (1290- 1291 هـ)[108] وكان هدف المؤلّف من هذا الكتاب- كما يظهر من اسمه المبالغ فيه- هو استغناء القارئ عن كلّ الكتب التاريخيّة الأخرى، ولذا فقد اشتمل على الكثير من المطالب الضعيفة وغير المعتبرة، ولهذا وباعتبار أنّ المؤلّف كان من رجال البلاط الملكيّ أيضاً، لم يلق كتابه قبولاً في المجامع العلميّة، بل إنّ بعض العلماء لم يجز مطالعته[109].
ولكن بالرغم من كلّ ذلك فقد كان هذا المصنَّف معتمداً لدى عموم الناس والخطباء وأهل المنبر على مدى عدّة عقود.
بعض النماذج من الروايات الضعيفة والغريبة:
1- خبر تفرّق أنصار الإمام الحسين عليه السلام عنه ليلة العاشر، وبقاء أقربائه وخواصّه فقط!![110]
2- الترجمة الخاطئة لكلمة (مسنّاة) بالإبل[111].
3- الرواية الخياليّة لطرماح بن عديّ حول رجوع رأس الإمام عليه السلام إلى جسده الشريف، ورؤية النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في مكان شهادته، مع أنّ طرماح لم يكن من الشهداء بل التقى بالإمام عليه السلام أثناء المسير فقط، ثمّ وصل إليه خبر شهادة الإمام عليه السلام قبل وصوله إلى كربلاء، فرجع أدراجه[112].
4- قعود الشمر على صدر الإمام الحسين عليه السلام والحوار الذي جرى بينه وبين الشمر حول شفاعة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم هل هي أفضل أم الحصول على الجائزة من يزيد؟ وعندما أجاب الشمر بأنّ الحصول على الجائزة هو الأفضل طلب الإمام عليه السلام منه ماءً فرفض الشمر وقال: لا والله لن تشرب الماء حتّى تذوق الموت عطشاً[113].
9- تذكرة الشهداء:
مؤلّف هذا الكتاب هو الملّا حبيب الله شريف الكاشانيّ[114] (م 1340 هـ) الذي يعدّ من العلماء البارزين في العهد القاجاريّ، وله مؤلّفات كثيرة في مختلف العلوم، منها هذا الكتاب المفصّل (تذكرة الشهداء) في تاريخ عاشوراء. يشتمل هذا الأثر على أخبار وروايات ضعيفة ومخدوشة أدّت إلى تشويه الصورة الحقيقيّة لواقعة عاشوراء.
بعض النماذج من الروايات الضعيفة والغريبة:
1- حضور أربعمائة رجل من أهل الفتوى في كربلاء أفتوا بقتل الإمام الحسين عليه السلام ومنهم ظفر بن ملجم، وإلقاء العصا والعود على الإمام عليه السلام بدلاً من استخدام الرماح والسيوف[115].
2- عرض السيّدة زينب الترس الملطّخ بالدماء لأبي الفضل العبّاس عليه السلام على أمّه أمّ البنين التي أغمي عليها عندما رأته[116].
3- تسليم الإمام الحسين عليه السلام قبضة من اللآلئ إلى أحد جنود الأعداء لإيصالها إلى ابنته التي أوصته حين خروجه من بيته أن لا يرجع من السفر إلّا وقد جلب لها معه هديّة[117]
4- امتناع الجواد ذي الجناح عن المسير بالإمام عليه السلام إلّا أن يعده بالركوب عليه يوم القيامة عند الشفاعة للأمّة العاصية[118].
10- معالي السبطين في أحوال السبطين الإمامين الحسن عليه السلام والحسين عليه السلام:
إنّ مصنّف هذا الكتاب هو محمّد مهدي الحائريّ المازندرانيّ (1300- 1385 هـ) وعلى الرغم من أنّ هذا الأثر يشمل سيرة الإمام الحسن عليه السلام والإمام الحسين عليه السلام إلّا أنّ معظمه يتحدّث عن الإمام الحسين عليه السلام. وقد اعتمد المؤلّف في كتابه هذا على المصادر الضعيفة وغير الموثّقة، مثل: روضة الشهداء، ومنتخب الطريحيّ، ومقتل الحسين عليه السلام المنسوب إلى أبي مخنف, ومدينة المعاجز, وناسخ التواريخ، وأسرار الشهادة، وتظلّم الزهراء عليها السلام وأمثال تلك، ولذا فقد دخل على كتابه الكثير من التحريفات والأكاذيب.
بعض النماذج من الروايات الضعيفة والغريبة:
1- حضور ليلى في كربلاء وخروجها من الخيمة حافية الأقدام ومكشوفة الرأس عند شهادة عليّ الأكبر..[119]
2- خرافة راعي إبل الإمام الحسين عليه السلام [120]
3- حكاية الطائر الملطّخ جناحه بالدماء وشفاء البنت اليهوديّة[121].
11- نور العين في مشهد الحسين عليه السلام:
نُسب هذا الكتاب إلى إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم بن مهران الشافعيّ الأشعريّ المعروف بـ (أبو إسحاق الأسفراينيّ) (م 417- أو 418 هـ) ولا يوجد في هذا المصنّف فصول ولا عناوين، ولم يذكر الكاتب أيّة أسانيد لرواياته، بل كان يقول عند أوّل كلّ نقلٍ، (قال الراوي)، ولهذا فإنّ طريقة هذا الأثر تشبه الحكايات الشعبيّة.
يعتقد بعض المحقّقين أنّ هذا الكتاب ملفّق في نسبته إلى الأسفراينيّ لأنّ أسلوب الكتابة فيه لا يتلاءم مع أسلوب مصنّفات القرن الرابع[122]، وممّا يؤيّد هذا الرأي، أنّ كاتب هذه السطور، صادف عند مراجعته لذاك الكتاب والبحث في بعض مطالبه عبارة حول محلّ دفن الرأس الشريف للإمام الحسين عليه السلام حوّلت ظنّه إلى يقين بأنّ هذا الكتاب يُعتبر من المصنّفات المتأخّرة، وتلك العبارة هي: (روي عن طائفة الفاطميّة الذين حكموا مصر أنّ الرأس وصل إليهم ودفنوه في مشهده المشهور)[123] إذ إنّ انتقال الرأس من عسقلان إلى مصر ودفنه في القاهرة وبناء مقام عظيم فوقه إنّما حصل - وبحسب روايات المؤرّخين للعصور الفاطميّة- بعد عام (548) أي بعد وفاة الأسفراينيّ بـ (130) عاماً[124]
ونقل أيضاً بأنّ طلائع ابن زرّيك - الوزير الشيعيّ للخليفة الفاطميّ (الفائز بالله) بنى ذلك المقام الجليل عام (549 هـ) بعد نقل الرأس الشريف إلى القاهرة[125].
وأمّا بالنسبة إلى القيمة العلميّة لروايات هذا الكتاب، فيلزم القول بأنّ الكثير من هذه الأخبار والمطالب ضعيفة ومجعولة وسخيفة، وليس لها أيّ اعتبار عند المحقّقين، كما صرّح بذلك الشهيد القاضي الطباطبائيّ قائلاً: (إنّ هذا الكتاب ضعيف جدّاً، ولا يمكن الاعتماد عليه)[126], و(هو مجعول ومؤلّفه مجهول)[127] وحسب رأيه هو مقتل مملوء بالروايات المجعولة والمنقولات الخياليّة والحكايات[128].
الأمر الأخير في هذا الموضوع: أنّه لو ثبت نسبة هذا الكتاب إلى الأسفراينيّ فينبغي العلم أنّه في عقيدة الصاحب بن عبّاد كان من مثيريّ الفتن بين المسلمين، ولذا لا يمكن الاعتماد على مطالب هذا الكتاب[129]
بعض الموارد الضعيفة والغريبة:
1- قتل مسلم بن عقيل من الرجال (1100) من أصل (2800) جندي أرسلهم ابن زياد لاعتقاله[130].
2- قتل الإمام الحسين عليه السلام من الأعداء (1600) رجل[131].
3- جلوس الشمر على صدر الإمام عليه السلام والحوار الذي جرى بينهما حول شفاعة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، هل هي أفضل أم جائزة يزيد؟ وجواب الشمر أنّ الجائزة أفضل، ورفض الشمر طلب الإمام عليه السلام شربة ماءٍ وقوله له: لا والله لن تشرب الماء حتّى تذوق الموت عطشاً[132]
12- مقاتل ومصنّفات عاشوراء في زماننا المعاصر (القرن الأخير):
يجدر القول بأنّ كتابة المقاتل في المائة السنة الأخيرة كانت أيضاً مورد اهتمام المؤرّخين والباحثين المسلمين، إلّا أنّ أهمّ المميّزات البارزة في مصنّفات هذا العصر- مضافاً إلى الفوائد العاطفيّة التي تُعتبر ميراثاً للمصنّفات القديمة وتعدّ من مقتضيات حادثة عاشوراء- هي الثمرات السياسيّة من حركة الإمام الحسين عليه السلام والتوجّه إلى مفهوم مواجهة الظلم في واقعة عاشوراء، والتي أكّد عليها المؤرّخون لواقعة كربلاء حيث اعتبروا أنّ عاشوراء تعدّ من أهمّ العوامل التي جعلت الشيعة يرفضون الظلم ويقفون في وجهه ويقاومون السلاطين والحكّام الظلمة، وبعبارة أخرى إنّ مؤلّفات العصور المتأخّرة حول عاشوراء كانت متأثّرة بالظروف السائدة من حولها وخاصّة الحركات المطالبة بالعدالة، وتدخّل الدّين في السياسة حيث نفخت روح الوعي والحريّة في الأمّة كما حصل مثلاً بوضوح لدى الشعب الإيرانيّ المؤمن.
كلّ ذلك كان ولا زال ببركة المعاني السياسيّة والحكومتيّة لواقعة عاشوراء التي كانت تبرز في المجالس الدّينيّة, ومنذ ذلك الحين وإلى وقتنا الحاضر، نرى الفوائد والنتائج السياسيّة تعدّ من أهمّ ثمرات حادثة كربلاء، وهذه وجهة نظر خاصّة في فهم عاشوراء، إلى جانب وجهة نظر أخرى تستثمر من عاشوراء النتائج والفوائد المعنويّة والعاطفيّة.
إنّ البحث والدراسة في هذا المجال- فضلاً عن قصور هذه المقالة عن استيعابه - يحتاجان إلى مناسبة أخرى ومجال خاصّ.
ومن البديهيّ أنّ هذا الأسلوب المعاصر في دراسة كربلاء والتصنيف فيها له أهمّيّة كبرى بحيث يجعل تلك الواقعة، بكلّ أحداثها وشخصيّاتها العظيمة، حيّة خالدة على مدى العصور والأزمان.
النتيجة:
من خلال ما مرّ معنا، يمكن القول إنّ المقاتل والمصادر التاريخيّة لعاشوراء، يمكن تقسيمها إلى مجموعتين:
الأولى: المصنّفات التي كتبت ما بين القرن الثاني والقرن السابع وهي التي تمتاز بقيمة علميّة ويمكن الاعتماد عليها لقدمها الزمانيّ ومتانتها وقوّتها.
وأمّا روايات المجموعة الثانية التي صنّفت ما بين القرن الثامن إلى عصرنا الحاضر، فإنّ ما كان مصادره قديمة وموثّقة يمكن الاستناد إليه، وأمّا ما لم يكن كذلك فلا اعتبار له ولا يمكن الاعتماد عليه.
[1] للإطّلاع على فهرسة هذه المصنّفات راجع: الذريعة إلى تصانيف الشيعة، لا سيّما ج 22- عبد الجبّار الرفاعيّ: معجم ما كتب عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام ج 7- 8 ومحمّد الإسفندياريّ - كتابشناسي تاريخي إمام حسين عليه السلام - (معرفة كتب سيرة الإمام الحسين عليه السلام ).
[2] ابن كثير- البداية والنهاية- ج 8- ص 156- 230.
[3] المصدر: ص 206- 216 و218- 219.
[4] المصدر: ص 218.
[5] المصدر: ص 217.
[6] المصدر: ص 173.
[7] المصدر: ص 174- 183.
[8] يوسف رحيم لو (ابن كثير) دائرة المعارف بزرك إسلامي (الإسلاميّة الكبرى) ج 4- ص 511.
[9] ابن كثير- المصدر- ج 8- ص 220- 221.
[10] المصدر- 160.
[11] المصدر- 220.
[12] المصدر- 220.
[13] ابن كثير- المصدر- ج 8- ص 219.
[14] الحسينيّ الموسويّ الحائريّ الكركيّ- تسلية المجالس وزينة المجالس- ج 1- ص 212.
[15] المصدر- ج 1- ص 50.
[16] المصدر- ج 12- ص 148.
[17] المجلسيّ- بحار الأنوار- ج 1- ص 21- آغا بزرك الطهرانيّ- الذريعة- ج 22- ص 27.
[18] الحسينيّ الموسويّ الحائريّ الكركيّ- المصدر- ج 1- ص 51- 52.
[19] المجلسيّ- بحار الأنوار- ج 45- ص 409.
[20] المجلسيّ- بحار الأنوار- ج 45- ص 316- 319.
[21] المصدر- ص 191- 193.
[22] المصدر- ص 193- 194.
[23] خان بابا مشار- (فهرست كتابهاي جابي فارسي)- ج 4- ص 4630.
[24] الطبعة الأولى- مجمع الفكر الإسلاميّ- محرّم- 1411- (174 – صفحة).
[25] المجلسيّ- جلاء العيون- ص 262- 447.
[26] راجع مثلاً: المصدر نفسه- ص 370- 371- 374- 376- 377- 387.
[27] للإطّلاع أكثر على سيرة حياته يراجع: إسماعيل نوّاب الصفا- شرح حال فرهاد ميرزا معتمد الدولة.
[28] ميرزا معتمد الدولة- قمقام زخار وصمصام بتار- مقدّمة عماد زاده- ص 4- ومقدّمة المؤلّف- ص 8.
[29] المصدر- ص 5- 6.
[30] ميرزا معتمد الدولة- قمقام زخار وصمصام بتار- مقدّمة عماد زاده - ص 8.
[31] إنّ هذا الفهرس هو حسب طبعة المنشورات الإسلاميّة.
[32] حسين بن عليّ الواعظ الكاشفيّ- روضة الشهداء- ص 23.
[33] حسين بن عليّ الواعظ الكاشفيّ- روضة الشهداء- ص 23.
[34] المصدر نفسه- ص 441- يعلم من خلال الجملة الأخيرة أنّ هذا الأثر صنّف قبل محرّم (847) أي في عام 846، ولو أضيف إليه (61) عاماً لأصبح عام (907) وليس (908) كما قال الكثيرون.
[35] الميرزا عبد الله الأفنديّ الأصفهانيّ- رياض العلماء وحياض الفضلاء- ج 2- ص 186.
[36] المصدر نفسه - ج 2- ص 190.
[37] رسول جعفريان (ملا حسين واعظ الكاشفي وكتاب روضة الشهداء) المصدر السابق- ص 354.
[38] رسول جعفريان (ملا حسين واعظ الكاشفي وكتاب روضة الشهداء) المصدر السابق- ص 354.
[39] المصدر نفسه.
[40] محمّد الإسفندياريّ- نفس المصدر.
[41] راجع للإطّلاع على نسخات هذا الكتاب وتلخيصاته وترجماته: شارلز آمبروز استوري (ادبيات فارسي برمبناي تأليف أستوري) ج 2- ص 903- 912- أحمد منزوي (فهر ستواره كتابهاي فارسي) ج 3- ص 1661- 1664.
[42] راجع للإطّلاع على نسخات هذا الكتاب وتلخيصاته وترجماته: شارلز آمبروز استوري (ادبيات فارسي برمبناي تأليف أستوري) ج 2- ص 903- 912- أحمد منزوي (فهر ستواره كتابهاي فارسي) ج 3- ص 354- 388.
[43] المصدر نفسه- ص 400- 410.
[44] المصدر نفسه- ص 431- 432.
[45] المصدر السابق- ص 447- 449.
[46] المصدر نفسه- ص 459- 462.
[47] راجع حول نسب الطريحيّ وولادته ووفاته وسيرة حياته وآثاره: مجمع البحرين- ج 1- ص 186- المقدّمة. وقد جمع المحقّق المذكور في هذه المقدّمة المصادر التي تتحدّث عن سيرة حياة الطريحيّ ومن جملتها: الأفنديّ- رياض العلماء وحياض الفضلاء- ج 4- ص 332- 335- والخوانساريّ- روضات الجنّات في أحوال العلماء والسادات- ج 5- ص 349- 353- والمحدّث القمّي- الكنى والألقاب- ج 2- ص 448.
[48] بناءً على قول الشيخ الحرّ العامليّ فإنّ للطريحيّ كتاباً آخر بعنوان (مقتل الحسين عليه السلام ) مغايراً لكتابه المنتخب (محمّد حسين الحرّ العامليّ- أمل الآمل- ج 2- ص 215) وهو كتاب مخطوط لم يطبع بعدُ، وقد رأى الشيخ آغا بزرك الطهرانيّ نسخة منه في مكتبة محمّد عليّ الخوانساريّ في النجف (الذريعة إلى تصانيف الشيعة- ج 22- ص 27).
[49] المحدّث النوريّ- اللؤلؤ والمرجان- ص 183- 184- الميرزا محمّد الإشراقيّ المعروف بأرباب- الأربعين الحسينيّة- ص 14- 56- 208.
[50] الطريحيّ- المنتخب في جمع المراثي والخطب- ص 37- 280.
[51] المصدر نفسه- ص 372- 375.
[52] المصدر نفسه- ص 463.
[53] المصدر السابق- ص 90- 92.
[54] أبو مخنف - مقتل الحسين عليه السلام - ص 2.
[55] المصدر نفسه- ص 7.
[56] المصدر السابق- ص 39.
[57] المصدر نفسه- ص 48- 49.
[58] أبو مخنف - مقتل الحسين عليه السلام - ص 72.
[59] المصدر نفسه - ص 92.
[60] المصدر السابق- ص 92.
[61] رضى بن نبي القزوينيّ- تظلّم الزهراء من إهراق دماء آل العباد- ص 6.
[62] الواعظ التبريزيّ الخيابانيّ- وقائع الأيّام في تتمّة محرّم الحرام- ج 4- ص 112- 121.
[63] رضى بن نبي القزوينيّ- المصدر- ص 227.
[64] المصدر السابق- ص 208.
[65] المصدر- ص 233- 235.
[66]راجع حول سيرة النراقيّ ومصنّفاته: الميرزا محمّد التنكابنيّ (قصص العلماء)- ص 132- 133.
[67] الشيخ آغا بزرك الطهرانيّ- الذريعة إلى تصانيف الشيعة- ج 20- ص 149.
[68] إسماعيل باشا البغداديّ- هديّة العارفين- ج 2- ص 351.
[69]النراقيّ- محرق القلوب- ص 2.
[70]المصدر نفسه- ص 118- 119.
[71] نصر بن مزاحم المنقريّ- وقعة صفّين- ص 193- 353.
[72] النراقيّ- المصدر نفسه- ص 118.
[73] المصدر السابق- ص 152.
[74] المصدر نفسه- ص 126- 130.
[75]النراقيّ- محرق القلوب- ص 108.
[76] محمّد حسن خان معتمد السلطنة: المآثر والآثار- ص 139- والشيخ آغا بزرك الطهرانيّ- المصدر- ج 11- ص 139- 279.
[77] الفاضل الدربنديّ- إكسير العبادات في أسرار الشهادات- ج 3- ص 919.
[78] محمّد الإسفندياريّ- المصدر- ص 111.
[79] الميرزا محمّد التنكابنيّ- المصدر- ص 109.
[80] مهدي بامداد- شرح حال رجال إيران- ج 4- ص 138.
[81] الفاضل الدربنديّ- المصدر- ج 2- ص 305- 306.
[82] الميرزا حسين النوريّ- المصدر- ص 167- 169- 195.
[83] الميرزا محمّد التنكابنيّ- المصدر- ص 108.
[84] آغا بزرك الطهرانيّ- المصدر- ج 2- ص 279.
[85] السيّد محسن الأمين العامليّ- أعيان الشيعة- ج 2- ص 88.
[86] الشهيد المطهريّ- حماسه حسيني- ج 1- ص 55.
[87] آغا بزرك الطهرانيّ- المصدر- ج 2- ص 279- وج 12- ص 179- 180.
[88] المصدر- ج 2- ص 429.
[89] المصدر- مقدّمة الكتاب- ص 3- (من دون ذكر أيّ علامة للكتاب)- إلّا أنّ الناشر وضع عنواناً لهذا الكتاب باسم جواهر الإيقان وسرماية إيمان.
[90] المصدر- ج 5- ص 264.
[91] المصدر- ج 1- ص 29- كمثال على ذلك، فقد ورد في الطبعة القديمة (طهران- منشورات الأعلميّ) المجلس العاشر- ص 345- يذكر الدربنديّ أنّ عدد جيوش الأعداء (460) ألف جندي، قتل منهم على يد الإمام الحسين عليه السلام (330) ألفاً، وقتل على يد أبي الفضل العبّاس- عدا الجرحى- (25) ألفاً- و(25) ألفاً على يد بقيّة بني هاشم ولم يبق من معسكر عمر بن سعد سوى ثمانين ألفاً، إلّا أنّه في الطبعة الجديدة حذفت هذه الرواية لأنّها من الأساطير والخرافات الواضحة (ج 2- ص 545).
[92] الفاضل الدربنديّ- المصدر- ج 2- المجلس العاشر- ص 628- 629.
[93] المصدر- ج 3- المجلس 13- ص 43.
[94] المصدر- ص 345 (الطبعة القديمة) كما سبق القول فإنّ هذا النقل حذف في الطبعة الجديدة لهذا الكتاب (المصدر- ج 2- ص 545).
[95] المصدر- ج 3- المجلس الثالث عشر- ص 39.
[96] المصدر- ص 43.
[97] المصدر- ص 40.
[98] الفاضل الدربنديّ- المصدر- ج 2- المجلس العاشر- ص 275.
[99] المصدر- ص 284.
[100] الفاضل الدربنديّ- ص 291.
[101] المصدر- ص 499.
[102] المصدر- ص 299.
[103] المصدر- ص 298.
[104] المصدر- ج 3- ص 157- 162.
[105] المصدر- المجلس الثامن والعشرون- ص 445- 450.
[106] الواعظ الخيابانيّ- وقائع الأيّام في تتمّة محرّم الحرام- ج 4- ص 25.
[107] محمّد باقر عبد الكريم البهبهانيّ- الدمعة الساكبة- ج 4- ص 327 وص 331 وص 332 وص 322- 323 وص 324.
[108] فقد قال هو في كتابه: (وقد وصلنا الآن في التاريخ الهجريّ إلى العام 1291 هـ) المصدر- ج 6- ص 361.
[109] السيّد محمّد عليّ القاضي الطباطبائيّ (تحقيق درباره، أول أربعين حضرت سيد الشهداء عليه السلام )- ص 178.
[110] السيّد محمّد عليّ القاضي الطباطبائيّ (تحقيق درباره، أول أربعين حضرت سيد الشهداء عليه السلام )- ص 237.
[111] المصدر- ص 286.
[112] المصدر- ص 299.
[113] المصدر السابق- 293.
[114] راجع حول سيرته ومصنّفاته- عبد الله الموحديّ- الملّا حبيب الله شريف الكاشانيّ (فقيه فرزانه (فارسي)).
[115] الملّا حبيب الله الشريف الكاشانيّ- تذكرة الشهداء- ص 279- 280.
[116] المصدر نفسه- ص 443.
[117] المصدر السابق- ص 325.
[118] المصدر نفسه- ص 312.
[119] الملّا حبيب الله الشريف الكاشانيّ- تذكرة الشهداء- ص 255.
[120] المصدر نفسه- ص 35- 36.
[121] المصدر نفسه- ص 33- 34.
[122] السيّد عبد العزيز الطباطبائيّ- أهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربيّة- ص 655- الرقم 839- ولتأييد الكلام المذكور ينبغي القول بأنّ المصادر المتقدّمة التي تحدّثت عن سيرته لم تذكر مثل هذا الكتاب عند إحصاء مصنّفاته (ابن عساكر- تبيين كذب المفتري- ص 240- 241- ابن خلكان- وفيات الأعيان وأبناء أبناء الزمان- ج 1- ص 28- تاج الدّين أبي نصر عبد الوهّاب بن عليّ السبكيّ- طبقات الشافعيّة الكبرى- ج 4- ص 257- شمس الدّين الذهبيّ- سير أعلام النبلاء- ج 17- ص 353- ابن كثير- البداية والنهاية- ج 12- ص 30- إنّ أوّل من نسب هذا الكتاب إلى الأسفراينيّ هو إسماعيل باشا نقلاً عن وفيات الأعيان (هديّة العارفين- ج 1- ص 8)، إلّا أنّ مراجعة كتاب الوفيات تنفي تلك النسبة، ومن بعده جاء يوسف اليان سركيس (معجم المطبوعات العربيّة والمعرّبة- ج 1- ص 436) والشيخ آغا بزرك (الذريعة- ج 17- ص 72- 73) وأخيراً السيّد عبد العزيز الطباطبائيّ (المصدر- ص 654) ونسبوا هذا الكتاب للإسفراينيّ، ويظهر أنّ مستند هذه النسبة هو قول إسماعيل باشا لا غير.
[123] السيّد عبد العزيز الطباطبائيّ- أهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربيّة- ص 72.
[124] شهاب الدّين- أحمد بن عبد الوهاب النويريّ- نهاية الإرب في فنون الأدب- ج 20-ص 300.
[125] العلّامة عبد الحسين أحمد الأمينيّ- الغدير- ج 4- ص 349.
[126] القاضي الطباطبائيّ- المصدر- ص 60.
[127] المصدر السابق- ص 221.
[128] المصدر نفسه - ص 640.
[129] ابن عساكر- تبيين كذب المفتري- ص 241- تاج الدّين أبي نصر عبد الوهّاب بن عليّ السبكيّ- المصدر- ج 4- ص 257- شمس الدّين الذهبيّ- المصدر- ج 17- ص 354- الشيخ عبّاس القمّي- الكنى والألقاب- ج 2- ص 26.
[130] أبو إسحاق الإسفراينيّ - نور العين في مشهد الحسين عليه السلام ص 28- 29.
[131] المصدر نفسه - ص 49.
[132] المصدر نفسه- ص 50.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يعلن إطلاق المسابقة الجامعية الوطنية لأفضل بحث تخرّج حول القرآن الكريم
|
|
|