أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-5-2019
2188
التاريخ: 28-3-2016
3729
التاريخ: 7-5-2019
2893
التاريخ: 2-04-2015
6381
|
[قال باقر شريف القرشي : ] لم يجد الإمام (عليه السّلام) بدّاً من قبول الخلافة ؛ خوفاً أن ينزو إليهم علج من بني اُميّة كما كان يتحدّث بذلك يقول (عليه السّلام) : والله ما تقدّمت عليها إلاّ خوفاً من أن ينزو على الاُمّة تيس من بني اُميّة فيلعب بكتاب الله عزّ وجلّ ؛ لقد دعته الضرورة والخوف على الإسلام إلى قبول خلافتهم التي لا إرب له فيها سوى إقامة الحقّ ودحر الباطل فلم يكن ابن أبي طالب رائد العدالة الاجتماعية في الإسلام من عشّاق الملك والسلطان ولا ممن يبغي الحكم لينعم في خيراته إنه ربيب الوحي الذي أثبت في جميع أدوار حياته زهده في الدنيا وعزوفه عن جميع رغباتها.
ازدحمت الناس في الجامع الأعظم تنتظر بفارغ الصبر لعلّه قد أجابهم إلى ما يريدون وأقبل الإمام تحفّ به البقيّة الطيّبة من صحابة الرسول (صلّى الله عليه وآله) فقوبل بموجة من الهتافات المؤيّدة له وقد أعلنوا عن رغبتهم الملحّة في أن يتولّى شؤون المسلمين واعتلى الإمام أعواد المنبر فخاطب الجماهير قائلاً : أيها الناس إنّ هذا أمركم ليس لأحد فيه حقّ إلاّ مَن أمّرتم وقد افترقنا بالأمس وكنت كارهاً لأمركم فأبيتم إلاّ أن أكون عليكم ألا وأنه ليس لي أن آخذ درهماً دونكم فإن شئتم قعدت لكم وإلاّ فلا أأخذ على أحد.
وألقى الإمام (عليه السّلام) الأضواء على سياسته المالية النيّرة فهو يحتاط كأشدّ ما يكون الاحتياط بأموال الدولة فلا يستأثر بأيّ شيء منها ولا ينفق درهماً على مصالحه وشؤونه الخاصة وهو يشير بذلك إلى الذين تمرّغوا في أموال الخزينة المركزية أيّام الحكم المباد فنهبوا الأموال وأخذوها بغير حلّها وإنه إذا تولّى شؤون المسلمين فسوف يحرمون منها ويعاملون كبقية أفراد الشعب ويعود المال حسب ما يريد الله للاُمّة لا للحاكم , وتعالت الهتافات من جميع جنبات المسجد وهي تعلن الإصرار الكامل على انتخابه قائلين بلسان واحد : نحن على ما فارقناك عليه بالأمس ؛ وتدافعت الجماهير كالموج المتلاطم إلى البيعة وتقدّم طلحة بيده الشلاّء التي سرعان ما نكث بها عهد الله فبايع فتطيّر منه الإمام (عليه السّلام) وطفق يقول : ما أخلقه أن ينكث , وتوالت الجماهير تبايع الإمام وهي إنما تبايع الله ورسوله وبايعته القوات المسلحة من المصريِّين والعراقيِّين وبايعه عرب الأمصار وأهل بدر والمهاجرين والأنصار عامّة , ولم يظفر أحد من الخلفاء بمثل هذه البيعة في شمولها واتّساعها وعمّت الأفراح والمسرّات جميع المسلمين وقد وصف الإمام (عليه السّلام) مدى ابتهاج الناس وسرورهم ببيعته بقوله : وبلغ من سرور الناس ببيعتهم أن ابتهج بها الصغير وهدج إليها الكبير وتحامل نحوها العليل وحسرت إليها الكعاب .
لقد ابتهج المسلمون بهذه البيعة التي تحقق أهدافهم وتحقق ما يصبون إليه من العزّة والكرامة وقد كانت بيعته يوم السبت لإحدى عشر ليلة بقيت من ذي الحجة .
وقد انبرى أعلام الصحابة فأعلنوا أمام جماهير الاُمّة عن تأييدهم الشامل ودعمهم الكامل لحكومة الإمام وقد ذكرنا ذلك بصورة مفصّلة في كتابنا حياة الإمام الحسن كما ذكرنا فيه عرضاً للوفود التي أقبلت من أغلب مناطق العالم الإسلامي وهي تشارك المسلين فرحتهم وتعلن عن دعمها لبيعة الإمام.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|