أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-3-2016
3566
التاريخ: 17-3-2016
3480
التاريخ: 20-3-2016
3935
التاريخ: 16-6-2019
2160
|
انطوت نفس الإمام الحسين على حزن لاذع وأسى عميق على مَن احتلّ مقام أبيه فبعث ذلك في نفسه عنصراً من عناصر الاستياء والتذمّر وكان يشعر بالمرارة بكل وعي وهو في سنّه المبكّر ويقول المؤرّخون : إنّ عمر كان يخطب على المنبر فلم يشعر إلاّ والحسين قد صعد إليه وهو يهتف : انزل ... انزل عن منبر أبي واذهب إلى منبر أبيك.
وبهت عمر واستولت الحيرة على إهابه وراح يصدّقه ويقول له : صدقت لم يكن لأبي منبر. وأخذه فأجلسه إلى جنبه وجعل يفحص عمّن أوعز إليه بذلك قائلاً له : مَن علّمك؟
ـ والله ما علّمني أحد .
شعور طافح بالألم انبعث عن عبقرية وإدراك واسع نظر إلى منبر جدّه الذي كان مصدر النور والوعي فرأى أنه لا يليق بأن يرقاه أحد من بعده غير أبيه رائد العلم والحكمة في الأرض , ويقول المؤرّخون : إنّ عمر كان معنياً بالإمام الحسين (عليه السّلام) وطلب منه أن يأتيه إذا عرض له أمر وقصده يوماً وهو خال بمعاوية ورأى ابنه عبد الله فطلب الإذن منه فلم يأذن له فرجع معه والتقى به عمر في الغد فقال له : ما منعك يا حسين أن تأتيني؟
ـ إنّي جئت وأنت خال بمعاوية فراجعت مع ابن عمر.
ـ أنت أحق من ابن عمر فإنما أنبت ما ترى في رؤوسنا الله ثمّ أنتم .
واقتضت سياسته أن يقابل سبطي الرسول (صلّى الله عليه وآله) الحسن والحسين (عليهما السّلام) بمزيد من التكريم فقد جعل لهما نصيباً فيما يغنمه المسلمون ووردت إليه حلل من وشي اليمن فوزعها على المسلمين ونساهما فبعث إلى عامله على اليمن أن يرسل له حلّتين فأرسلهما إليه فكساهما وقد جعل عطاءهما مثل عطاء أبيهما وألحقهما بفريضة أهل بدر وكانت خمسة آلاف , ولم تظهر لنا أيّ بادرة عن الإمام الحسين (عليه السّلام) في عهد عمر سوى ما ذكرناه ويعود السبب في ذلك إلى انعزال الإمام أمير المؤمنين مع أبنائه عن جهاز الحكم وإيثارهم الانطواء عن القوم وعدم الاشتراك معهم في أيّ شأن من شؤون الدولة فقد أترعت نفوسهم بالأسى المرير والحزن العميق وقد أعلن الإمام أساه وأحزانه في كثير من المواقف ويقول المؤرّخون : إنّ عمر نزلت به نازلة فحار في التخلّص منها وعرض على أصحابه ذلك فقال لهم : ما تقولون في هذا الأمر؟
ـ أنت المفزع والمنزع.
فلم يرضِه ذلك وتلا قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [الأحزاب: 70] , ثم قال لهم : أما والله إنّي وإيّاكم لنعلم ابن بجدتها والخبير بها.
ـ كأنّك أردت ابن أبي طالب.
ـ وأنّى يعدل بي عنه وهل طفحت حرّة مثله؟
ـ لو دعوت به يا أمير المؤمنين.
ـ إنّ هناك شمخاً من هاشم وأثرة من علم ولحمة من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يؤتى ولا يأتي فامضوا بنا إليه.
وخفّوا جميعاً إليه فألفوه في حائط له وعليه تبان وهو يتركل على مسحاته ويقرأ : {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى} [القيامة: 36] إلى آخر السورة ودموعه تهمي على خدّيه فأجهش القوم بالبكاء ثمّ سكتوا فسأله عمر عمّا ألمّ به فأجابه عنه ؛ فقال له عمر : أما والله لقد أرادك الحقّ ولكن أبى قومك.
ـ يا أبا حفص خفض عليك من هنا ومن هنا ؛ وقرأ قوله تعالى : {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا} [النبأ: 17] ؛ وذهل عمر فوضع إحدى يديه على الاُخرى وخرج كأنّما ينظر في رماد .
ويقول بعض المؤرّخين : إنّ العلاقة بين الإمام الحسين (عليه السّلام) وآل عمر كانت غير ودّية ؛ ويعود السبب في ذلك إلى أنّ عاصم بن عمر شرب الخمر فشهد عليه الحسين بذلك في مجلس القضاء أيّام عثمان فاُقيم عليه الحد وقد أوجبت هذه البادرة شيوع التباغض بين الاُسرتين .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|