المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02



عمر والحسين (عليه السّلام)  
  
3887   09:42 صباحاً   التاريخ: 25-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص298-300.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

انطوت نفس الإمام الحسين على حزن لاذع وأسى عميق على مَن احتلّ مقام أبيه فبعث ذلك في نفسه عنصراً من عناصر الاستياء والتذمّر وكان يشعر بالمرارة بكل وعي وهو في سنّه المبكّر ويقول المؤرّخون : إنّ عمر كان يخطب على المنبر فلم يشعر إلاّ والحسين قد صعد إليه وهو يهتف : انزل ... انزل عن منبر أبي واذهب إلى منبر أبيك.

وبهت عمر واستولت الحيرة على إهابه وراح يصدّقه ويقول له : صدقت لم يكن لأبي منبر. وأخذه فأجلسه إلى جنبه وجعل يفحص عمّن أوعز إليه بذلك قائلاً له : مَن علّمك؟

ـ والله ما علّمني أحد .

شعور طافح بالألم انبعث عن عبقرية وإدراك واسع نظر إلى منبر جدّه الذي كان مصدر النور والوعي فرأى أنه لا يليق بأن يرقاه أحد من بعده غير أبيه رائد العلم والحكمة في الأرض , ويقول المؤرّخون : إنّ عمر كان معنياً بالإمام الحسين (عليه السّلام) وطلب منه أن يأتيه إذا عرض له أمر وقصده يوماً وهو خال بمعاوية ورأى ابنه عبد الله فطلب الإذن منه فلم يأذن له فرجع معه والتقى به عمر في الغد فقال له : ما منعك يا حسين أن تأتيني؟

ـ إنّي جئت وأنت خال بمعاوية فراجعت مع ابن عمر.

ـ أنت أحق من ابن عمر فإنما أنبت ما ترى في رؤوسنا الله ثمّ أنتم .

واقتضت سياسته أن يقابل سبطي الرسول (صلّى الله عليه وآله) الحسن والحسين (عليهما السّلام) بمزيد من التكريم فقد جعل لهما نصيباً فيما يغنمه المسلمون ووردت إليه حلل من وشي اليمن فوزعها على المسلمين ونساهما فبعث إلى عامله على اليمن أن يرسل له حلّتين فأرسلهما إليه فكساهما وقد جعل عطاءهما مثل عطاء أبيهما وألحقهما بفريضة أهل بدر وكانت خمسة آلاف , ولم تظهر لنا أيّ بادرة عن الإمام الحسين (عليه السّلام) في عهد عمر سوى ما ذكرناه ويعود السبب في ذلك إلى انعزال الإمام أمير المؤمنين مع أبنائه عن جهاز الحكم وإيثارهم الانطواء عن القوم وعدم الاشتراك معهم في أيّ شأن من شؤون الدولة فقد أترعت نفوسهم بالأسى المرير والحزن العميق وقد أعلن الإمام أساه وأحزانه في كثير من المواقف ويقول المؤرّخون : إنّ عمر نزلت به نازلة فحار في التخلّص منها وعرض على أصحابه ذلك فقال لهم : ما تقولون في هذا الأمر؟

ـ أنت المفزع والمنزع.

فلم يرضِه ذلك وتلا قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [الأحزاب: 70] , ثم قال لهم : أما والله إنّي وإيّاكم لنعلم ابن بجدتها والخبير بها.

ـ كأنّك أردت ابن أبي طالب.

ـ وأنّى يعدل بي عنه وهل طفحت حرّة مثله؟

ـ لو دعوت به يا أمير المؤمنين.

ـ إنّ هناك شمخاً من هاشم وأثرة من علم ولحمة من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يؤتى ولا يأتي فامضوا بنا إليه.

وخفّوا جميعاً إليه فألفوه في حائط له وعليه تبان وهو يتركل على مسحاته ويقرأ : {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى} [القيامة: 36] إلى آخر السورة ودموعه تهمي على خدّيه فأجهش القوم بالبكاء ثمّ سكتوا فسأله عمر عمّا ألمّ به فأجابه عنه ؛ فقال له عمر : أما والله لقد أرادك الحقّ ولكن أبى قومك.

ـ يا أبا حفص خفض عليك من هنا ومن هنا ؛ وقرأ قوله تعالى : {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا} [النبأ: 17] ؛ وذهل عمر فوضع إحدى يديه على الاُخرى وخرج كأنّما ينظر في رماد .

ويقول بعض المؤرّخين : إنّ العلاقة بين الإمام الحسين (عليه السّلام) وآل عمر كانت غير ودّية ؛ ويعود السبب في ذلك إلى أنّ عاصم بن عمر شرب الخمر فشهد عليه الحسين بذلك في مجلس القضاء أيّام عثمان فاُقيم عليه الحد وقد أوجبت هذه البادرة شيوع التباغض بين الاُسرتين .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.