المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



[حركة الشيخين بتغير حال السقيفة]  
  
3701   09:47 صباحاً   التاريخ: 22-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص241-244.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

من الاشياء الخطيرة بالغت الأهمية قام بها عمر لتجميد الأوضاع وإيقاف أي عملية تؤدّي إلى انتخاب مَن يخلف الرسول (صلّى الله عليه وآله) ؛ لأن زميله أبا بكر لم يكن في يثرب عند وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله) وإنما كان في السنح فبعث خلفه مَن يأتي به إلاّ أنّه خشي أن يتقدّم إلى الساحة أحد قبل مجيئه فانطلق بحالة رهيبة وهو يجوب في أزقّة يثرب وشوارعها ويقف عند كل تجمّع من الناس ويهزّ بيده سيفه وينادي بصوت عالٍ قائلاً : إنّ رجالاً من المنافقين يزعمون أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قد مات وإنه والله ما مات ولكنه ذهب إلى ربّه كما ذهب موسى بن عمران ؛ والله ليرجعنّ رسول الله فيقطعن أيدي رجال وأرجلهم ممّن أرجفوا بموته ؛ وجعل لا يمرّ بأحد يقول مات رسول الله إلاّ خطبه بسيفه وتهدّده وتوعّده وذهل الناس وساورتهم الأوهام والشكوك وعصفت بهم أمواج رهيبة من الحيرة فلا يدرون أيصدّقون مزاعم عمر بحياة النبي (صلّى الله عليه وآله) وهي من أعزّ ما يأملون ومن أروع ما يحلمون؟ أم يصدّقون ما عاينوه من جثمان النبي (صلّى الله عليه وآله) وهو مسجّى بين أهله لا حراك فيه؟ ويستمر عمر يبرق ويرعد حتّى أزبد شدقاه وهو يتهدّد بالقتل ويتوعّد بقطع الأيدي والأرجل ممّن أرجف بموت النبي (صلّى الله عليه وآله) إلاّ أنه لم يمضِ قليل من الوقت حتّى جاء خدنه وصاحبه أبو بكر من السنح فانطلق معه إلى بيت النبي (صلّى الله عليه وآله) فكشف أبو بكر الرداء عن وجه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ليتحقق وفاته وبعدما اطمأنّ بموته خرج إلى الناس وهو يفنّد مزاعم عمر والتفت إلى الجماهير الحائرة التي أخرسها الخطب بموت منقذها العظيم قائلاً : مَن كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومَن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت ؛ وتلا قوله تعالى : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] , ولم يلبث عمر أن أسرع إلى الإذعان والتصديق وانبرى يقول : فوالله ما هو إلاّ إذ سمعتها فعقرت حتّى وقعت على الأرض ما تحملني رجلاي وقد علمت أنّ رسول الله قد مات .

ونحن إذا تأمّلنا بدقّة وإمعان هذه البادرة الغريبة التي صدرت من الشيخين نجد فيها عدة نقاط مهمة تسترعي الاهتمام والتحليل وهي :

1 ـ إنّ عمر قد أنكر بصورة جازمة وبإصرار بالغ موت النبي (صلّى الله عليه وآله) فقد زعم أنّه ذهب إلى ربّه كما ذهب موسى بن عمران وأنه لا بد أن يرجع إلى الأرض وينكّل بالمرجفين بموته ومما لا شكّ فيه أنّ ذلك لم يكن عن إيمان منه بحياة النبي (صلّى الله عليه وآله) وإنما كان ذلك استغلالاً للفرص وتوصّلاً إلى أهدافه السياسية حسب المخططات التي وضع برامجها أقطاب حزبه ؛ كأبي بكر وأبي عبيدة ويدلّ على ذلك ما يلي :

أ ـ أنّ عمر بالذات كان من المتفائلين بموت النبي (صلّى الله عليه وآله) فكان يقول لأسامة : مات رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأنت عليّ أمير؟ هذا ورسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان حيّاً وقد اطمأنّ بوفاته حينما نعى (صلّى الله عليه وآله) نفسه إلى المسلمين وساق لهم الأمارات التي تدلّ على وفاته .

ب ـ أنه وقف أمام النبي (صلّى الله عليه وآله) في مرضه الذي توفّي فيه وقد صدّه عما رامه من الكتابة التي تقي اُمّته من الفتن والضلال وقال له : حسبنا كتاب الله ؛ ومن الطبيعي أنّه إنّما قال ذلك حينما أيقن بوفاة النبي (صلّى الله عليه وآله) .

ج ـ أنّ كتاب الله العظيم أعلن أنّ كل إنسان لا بدّ أن يتجرّع كأس المنيّة قال تعالى : {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [العنكبوت: 57] وقال تعالى في خصوص نبيّه : {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] وقال تعالى : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} [آل عمران: 144] وهذه الآيات تتلى في وضح النهار وفي غلس الليل أفهل خفيت على عمر وهو ممن يسمع كتاب الله ويصابح رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ويماسيه؟

د ـ أنّ سكون عمر وهدوء ثورته الجامحة حينما جاء خدنه أبو بكر وتصديقه بلا مناقشة لمقالته حينما أعلن وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله) كل ذلك يقضي ـ بلا شبهة ـ أنه إنما قام بهذه العملية توصّلاً إلى مآربه وأهدافه.

2 ـ إنّ حكم عمر بأنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سوف يرجع إلى الأرض ويقطع أيدي رجال وأرجلهم ممن أرجفوا بموته لا يخلو من وهن فإن تقطيع الأيدي والأرجل والحكم بالإعدام إنما يكون للذين يخرجون عن دين الله أو يسعون في الأرض فساداً وليس القول بموت النبي (صلّى الله عليه وآله) مما يوجب ذلك قطعاً.

3 ـ إنّ أبا بكر أعلن في خطابه الذي نعى به النبي (صلّى الله عليه وآله) : مَن كان يعبد محمداً فإنّ محمداً قد مات ومَن كان يعبد الله فإنّ الله حيّ لا يموت ؛ ومن المقطوع به أنه لم يؤثر عن أيّ أحد من المسلمين أنه كان يعبد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أو اتخذه ربّاً من دون الله وإنما أجمع المسلمون على أنه عبد الله ورسوله اختاره الله لوحيه واصطفاه لرسالته.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.