المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

كسوف حلقي annular eclipse
6-11-2017
التطور التاريخي للأراضي العسكرية
16-8-2022
الطاقة القابلة للاستعمال Usable Energy
4-9-2020
أحكام الجنابة
2023-02-07
PART THREE LOGIC IN PROBLEM SOLVING
2024-09-16
كيف يمكن للدراسات الكبيرة أن تكون مُضلِّلة؟
2024-10-17


تصدّق النبي بما عنده  
  
3762   09:49 صباحاً   التاريخ: 22-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص210-211.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-3-2016 3380
التاريخ: 25-3-2016 3546
التاريخ: 25-3-2016 3635
التاريخ: 2-04-2015 3810

كانت عند النبي (صلّى الله عليه وآله) قبل مرضه سبعة دنانير أو ستة فخاف (صلّى الله عليه وآله) أن يقبضه الله وهي عنده فأمر أهله بالتصدّق بها ولكن انشغالهم بتمريضه أنساهم ذلك وكان (صلّى الله عليه وآله) يفكر بها فسألهم عنها فأجابوه : إنها لا تزال باقية عندهم فطلب منهم أن يحضروها فلمّا جيء بها إليه وضعها في كفه وقال : ما ظنّ محمد بربّه لو لقى الله وعنده هذه ؛ ثمّ تصدّق بها ولم يبقَ عنده أي شيء من حطام الدنيا وقد تحرّج (صلّى الله عليه وآله) في حياته عن جميع ملاذ هذه الحياة فكان فيما يقول الرواة : إنّه خرج من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير وقد توفّي ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير وكانت وسادته من أدم حشوها ليف وكان يجلس على حصير حتّى أثر في جنبه فقال له أصحابه : يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء ؛ فقال لهم : ما لي وللدنيا! ما أنا في الدنيا إلاّ كراكب استظلّ تحت شجرة ثمّ راح وتركها .

وقد جاءته فاطمة بكسرة خبز فقال لها : ما هذه الكسرة يا فاطمة؟. قالت : قرص خبز لم تطب نفسي حتّى أتيتك بها ؛ فقال (صلّى الله عليه وآله) : أما أنه أوّل طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيّام.

وكان يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله لا يجدون عشاء ؛ وروت عائشة عن زهده فقالت : ظلّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) صائماً ثمّ طوى ثمّ ظلّ صائماً ثمّ طوى ثمّ ظلّ صائماً فقال : يا عائشة إنّ الدنيا لا تنبغي لمحمد وآل محمد. يا عائشة إنّ الله لم يرضَ من اُولي العزم من الرسل إلاّ بالصبر على مكروهها والصبر عن محبوبها ثمّ لم يرضَ منّي إلاّ أن يكلّفني ما كلّفهم فقال : {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف: 35] وإنّي والله لأصبرن كما صبروا جهدي ولا قوة إلاّ بالله ؛ وظلّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على هذه الحالة زاهداً في الدنيا غير حافل بجميع ما فيها من المتع والنعم حتّى توفّاه الله واختاره إليه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.