أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-15
252
التاريخ: 5-03-2015
2358
التاريخ: 16-11-2014
4004
التاريخ: 11-3-2016
1966
|
مرّت مراحل التفسير الشيعي بمراحل مشابهة ، إذ انّ الشيعة عاصروا نفس التطوّر الفكري للمجتمع الاسلامي ، إلّا أنه يمكن أن تكون المرحلة الاولى من الاقتصار على المأثور طويلة نسبيا نظرا لأنّ زمن الأخذ من الأئمّة من أهل البيت (عليه السلام) كان طويلا بلغ نحو الثلاثمائة سنة ، فكانت المؤلفات الاولى تقتصر على جمع الأحاديث المأثورة في التفسير دون إبداء أي رأي ، وكان منها ما يمكن أن نسمّيه بالمجاميع الحديثية في التفسير ، كتفسير فرات وأبي حمزة الثمالي والعياشي وعليّ بن إبراهيم والنعماني ، الّذين أخذوا ما روته الطبقة الاولى من المفسّرين الشيعة المعاصرين لأهل البيت (عليه السلام) كزرارة ومحمّد بن مسلم ومعروف وجرير وأشباههم «1» .
ثمّ تلاهم المفسّرون أصحاب العلوم المختلفة كالشريف الرضي والطوسي والطبرسي الّذي جمع علوما شتّى ، وغيرهم .
ويلاحظ في مناهج المفسّرين الشيعة ، انعكاس أو ظهور تيارات مشابهة لما مرّ بها المجتمع الاسلامي عموما ، وإن كانت أقل حدّة ، فقد ظهرت في الساحة الفكرية الشيعية تيارات متعدّدة ، متشدّدة ومعتدلة في تعاملها مع النص عموما ، ومع الحديث بشكل أخص ، وانعكس ذلك أيضا في مجال التفسير ، لأنه في الأساس تفسير بالمأثور كما علم .
على أن مبدأ الأمر كان تشدّد الأئمّة (عليه السلام) وأصحابهم تجاه مدرسة الرأي الّتي كان اتجاهها يؤدي إلى فتح الأبواب لدخول الآراء في الاسلام في مقابل تعطيل النصوص الشريفة وإخماد الأخبار والآثار ، وهو ما اطلق عليه آنذاك اصطلاحا بالاجتهاد ، لذا نجد روايات مأثورة عن أئمّة أهل البيت (عليه السلام) تذم الاجتهاد وتريد به ذلك المبدأ الفقهي الّذي يتّخذ من التفكير الشخصي مصدرا من مصادر الحكم ، كما نجد أصحابهم قد صنّفوا الكتب في مواجهة ذلك ، فقد صنّف عبد اللّه الزبيري كتابا أسماه (الاستفادة في الطعون على الأوائل والردّ على أصحاب الاجتهاد والقياس) وصنّف هلال المدني كتابا باسم (الردّ على من ردّ آثار الرسول واعتمد على نتائج العقول) ، كما صنّف النوبختي القريب من عهدهم كتابا في الردّ على عيسى بن أبان في الاجتهاد ، وقد ذكر تلك الكتب النجاشي في ترجمة كل واحد من هؤلاء «2» .
واستمرّ الموقف هذا عند علماء الإمامية حتّى أواخر القرن السابع ، إذ انتقل مصطلح الاجتهاد إلى مدرسة أهل البيت (عليه السلام) ، ولكن بمعنى آخر غير الاجتهاد المذموم عند السابقين ، فقد استخدمه المحقق الحلي في كتاب (المعارج) ، مبيّنا أنّ الاجتهاد «في عرف الفقهاء بذل الجهد في استخراج الأحكام الشرعية ، وبهذا الاعتبار يكون استخراج الأحكام من أدلّة الشرع اجتهادا . . . فإذا استثني القياس كنّا من أهل الاجتهاد في تحصيل الأحكام بالطرق النظرية الّتي ليس أحدها القياس» «3» .
على أنّ ذلك لم يقنع جماعة من المحدّثين ، الّذين عارضوا الاجتهاد وبالتالي شجبوا علم الاصول ، فإنّ هؤلاء استفزّتهم كلمة الاجتهاد لما تحمل من تراث المصطلح الأوّل الّذي شنّ أهل البيت (عليه السلام) حملة شديدة عليه . . . وقد شكّل هذا فيما بعد تيارا- اتّسع في بعض الفترات ، ولكنه عاد فتقلص- تحت عنوان «الأخباريين» ، والذي اعتبره بعض العلماء موازيا لتيار «الحشوية» عند أهل السنّة «4» .
_________________________
(1)- القرآن في الاسلام/ ص 76- 77 .
(2)- المعالم الجديدة للأصول/ الصدر/ ص 24 .
(3)- م . ن/ ص 26 .
(4)- صيانة القرآن من التحريف/ ص 198 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|