المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

مولد الامام الحسين (عليه السلام)
2-04-2015
Enantioselective Synthesis
11-12-2019
أحكام صلاة المسافر
30-11-2016
echo (n.)
2023-08-19
Mycetocytes
10-4-2019
Reliability of s as a Measure of Precision
2-5-2017


[الوضع السياسي بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله)]  
  
6037   10:02 صباحاً   التاريخ: 20-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص229-233.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

الشيء المحقّق أنّ الرسول (صلّى الله عليه وآله) قد اهتمّ اهتماماً بالغاً بتكييف حالة المسلمين وتقرير مصيرهم واستمرار حياتهم في طريقها إلى التطور في مجالاتها الاجتماعية والسياسية ورسم لها الطريق على أساس من المنهج التجريبي الذي لا يخضع بأيّ حال لعوامل العاطفة أو المؤثرات الخارجية فعيّن لها الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) لقيادتها الروحية والزمنية ؛ وذلك لِما يتمتع به من القابليات الفذّة التي هي بإجماع المسلمين لم تتوفر في غيره ولعلّ من أهمّها ما يلي :

1 ـ إحاطته بالقضاء فقد كان المرجع الأعلى للعالم الإسلامي في ذلك وقد اشتهرت مقالة عمر فيه : لولا علي لهلك عمر ؛ ولم ينازعه أحد من الصحابة في هذه الموهبة فقد أجمعوا على أنّه أعلم الناس بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأبصرهم بأمور الدين وشؤون الشريعة وأوفرهم دراية في الشؤون السياسية والإدارية وعهده لمالك الأشتر من أوثق الأدلّة على هذا القول ؛ فقد حفل هذا العهد بما لم يحفل به أيّ دستور سياسي في الإسلام وغيره فقد عنى بواجبات الدولة تجاه المواطنين ومسؤوليتها بتوفير العدل السياسي والاجتماعي لهم ؛ كما حدّد صلاحيات الحكّام ومسؤولياتهم ونصّ على الشروط التي يجب أن تتوفر في الموظف في جهاز الحكم من الكفاءة والدراية التامّة بشؤون العمل الذي يعهد إليه وأن يتحلّى بالخلق والإيمان والحريجة في الدين إلى غير ذلك من البنود المشرقة التي حفل بها هذا العهد والتي لا غنى للاُمّة حكومةً وشعباً عنها ؛ وقد ألمعت كثير من رسائله إلى ولاته وعمّاله بالشؤون السياسية التي دلّت على أنه ألمع سياسي في الإسلام وغيره وكما كان أعلم المسلمين بهذه الاُمور فقد كان من أعلمهم بسائر العلوم الاُخرى ؛ كعلم الكلام والفلسفة وعلم الحساب وغيرها وقد فتق أبواباً كثيرة من العلوم تربو على ثلاثين علماً حسب ما يقول المترجمون له ومع هذه الثروات العلمية الهائلة التي يتمتّع بها كيف لا ينتخبه الرسول (صلّى الله عليه وآله) أو يرشّحه لمنصب الخلافة التي هي المحور الذي تدور عليه سيادة الاُمّة وأمنها؟!

إنّ الطاقات العلمية الضخمة التي يملكها الإمام تقضي بحكم المنطق الإسلامي الذي يؤثر الصالح العام على كل شيء أن يكون هو المرشّح للقيادة العامة دون غيره فإنّ الله تعالى يقول : {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9].

وليس أدعى إلى السخرية من القول : بجواز تقديم المفضول على الفاضل ؛ فإنّ هذا المنطق يوجب الغبن في العلم والزهد في الفضيلة وتأخير الاُمّة وانحطاط قِيَمها ومثُلها.

2 ـ إنّ الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) كان من أشجع الناس وأثبتهم قلباً وقد استوعبت شجاعته النادرة جميع لغات الأرض وهو القائل (سلام الله عليه) : لو تظافرت العرب على قتالي لَما ولّيت عنها ؛ وقد قام هذا الدين بسيفه وبُني على جهاده وجهوده وهو صاحب المواقف المشهورة يوم بدر ويوم حنين ويوم الأحزاب قد حصد رؤوس المشركين وأباد ضروسهم وأشاع فيهم القتل لم تنفتح ثغرة على الإسلام إلاّ تصدّى إلى إسكاتها وقدّمه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أميراً في جميع المواقف والمشاهد وأسند إليه قيادة جيوشه العامة وما ولج حرباً إلاّ فتح الله على يده وهو الذي قهر اليهود وفتح حصون خيبر وكسر شوكتهم وأخمد نارهم ؛ والشجاعة من العناصر الأساسية التي تتوقّف عليها القيادة العامة فإنّ الاُمّة إذا مُنيت بالأزمات والنكسات وكان زعيمها ضعيف الإرادة خائر القوى جبان القلب فإنها تصاب حتماً بالكوارث والخطوب وتلاحقها الضربات والنكبات ؛ ومع توفّر هذه الصفة بأسمى معانيها في الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) كيف لا يرشّحه النبي (صلّى الله عليه وآله) للخلافة الإسلامية؟ إنه بحكم شجاعته الفذّة التي تصحبها جميع الصفات الفاضلة والمثُل الكريمة كان متعيّناً لقيادة الاُمّة وإدارة شؤونها حتّى لو لم يكن هناك نصّ من النبي (صلّى الله عليه وآله) عليه.

3 ـ وأهمّ صفة لا بدّ من توفّرها عند مَن يتصدّى لزعامة الاُمّة نكران الذات وإيثار مصلحة الاُمّة على كل شيء وعدم الاستئثار بالفيء وغيره من أموال المسلمين وكانت هذه الظاهرة من أبرز ما عرف به الإمام أيّام حكومته فلم يعرف المسلمون ولا غيرهم حاكماً تنكّر لجميع مصالحه الخاصة كالإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) فلم يدّخر لنفسه ولا لأهل بيته شيئاً من أموال الدولة وتحرّج فيها تحرّجاً شديداً وقد أجهد نفسه على أن يسير بين المسلمين بسيرة قوامها الحق المحض والعدل الخالص وسنذكر ذلك بمزيد من التفصيل عند البحث عن حكومته.

4 ـ العدالة وهي من أبرز الصفات الماثلة في شخصية الإمام فقد أترعت نفسه الشريفة بتقوى الله والتجنّب عن معاصيه فلم يؤثر أي شيء على طاعة الله وقد تحرّج أشدّ ما يكون التحرّج عن كل ما لا يقرّه الدين وتأباه شريعة الله وهو القائل : والله لو اُعطيت الأقاليم السبع بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في جلب شعيرة أسلبها من فم جرادة ما فعلتُ.

وكان من مظاهر عدالته النادرة أنه امتنع من إجابة عبد الرحمان بن عوف حينما ألحّ عليه أن يقلّده الخلافة شريطة الالتزام بسياسة الشيخين فأبى إلاّ أن يسير على وفق رأيه واجتهاده الخاص ولو كان من طلاّب الدنيا وعشّاق السلطان لأجابه إلى ذلك ثمّ يسير على وفق ما يراه ولكنه لا يلتزم بشيء لا يقرّه فلم يسلك أيّ طريق فيه التواء أو انحراف عن مثُل الإسلام وهديه ؛ لقد توفّرت العدالة بأرحب مفاهيمها في شخصية الإمام (عليه السّلام) وهي من العناصر الرئيسة التي يجب أن يتحلّى بها مَن يتقلّد زمام الحكم ويلي أمور المسلمين.

هذه بعض خصائص الإمام (عليه السّلام) فكيف لا يرشحه النبي (صلّى الله عليه وآله) ولا ينتخبه لمنصب الخلافة؟! على أنّا لو التزمنا بمبدأ الوراثة الذي احتجّ به المهاجرون على الأنصار لكان الإمام أولى من غيره بمقام النبي (صلّى الله عليه وآله) ؛ فهو ابن عمّه وختنه على ابنته وأبو سبطيه.

يقول سيديو : لو كان قد تمّ الاعتراف بمبدأ الوراثة وهو في صالح علي منذ البداية لكان بوسع ذلك أن يمنع المنازعات النكباء التي أغرقت الإسلام في الدم ؛ كان زوج فاطمة يضمّ في شخصه حقّ الوراثة كوارث شرعي للرسول كما يضمّ الحقّ بالانتخاب .

إنّ التأمّل الدقيق الذي لا يخضع لعوامل العاطفة والتقليد يقضي بأن النبي (صلّى الله عليه وآله) قد عيّن مَن ينوب عنه في إدارة شؤون الخلافة ولم يهمل هذه الجهة المصيرية لاُمّته وإنه قد نصّ على الإمام أمير المؤمنين لا لقاعدة الوراثة وغيرها من الاعتبارات العاطفية وإنّما لتوفّر الصفات القيادية في شخصيته , وإنّ من أوهى الأقوال وأكثرها بُعداً عن منطق الدليل القول : بأنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) قد أهمل أمر الخلافة ولم يعرض لها بشيء وإنّما ترك أمرها للمسلمين وجعل لهم الحرية في اختيار مَن شاؤوا فإنّ ذلك ـ حسب ما يقوله علماء الشيعة : تدمير للبناء الاجتماعي الذي أقامه الإسلام وإلقاء للاُمّة في الفتن والأزمات وفعلاً قد تحقّق ذلك على مسرح الحياة الإسلامية حينما عمدت الاُمّة إلى إلغاء النصوص الواردة من النبي في حقّ الإمام (عليه السّلام) فقد واجهت هزّات عنيفة وعصفت بها الفتن والأهواء فقد سادت الأطماع السياسية عند الكثيرين من قادة المسلمين وتهالكوا على الإمرة والسلطان فدفعوا بالقطاعات الشعبية إلى الحروب الطاحنة ؛ تحقيقاً لأهدافهم ومطامعهم حتّى شاع الثكل والحداد في جميع أنحاء العالم الإسلامي.

يقول الاستاذ محمد سيّد الكيلاني : لقد تنازع القوم على منصب الخلافة تنازعاً قلّ أن نجد له مثيلاً في الاُمم الاُخرى وارتكبوا في سبيل ذلك ما نتعفّف نحن عن ارتكابه الآن فترتّب على ذلك أن أزهقت أرواح ودمّرت مدن وهدّمت قرى وأحرقت دور وترمّلت نساء وتيتّمت أطفال وهلك من المسلمين خلق كثير , ومن الطبيعي أنّ ذلك الدمار الذي حلّ بالمسلمين كان نتيجة حتمية لانحراف الخلافة عن مجراها الأصيل الذي أراده الله لها من جعلها في العترة الطاهرة التي هي عديلة القرآن الكريم ؛ وعلى أيّ حال فإنّي أحاول بكل جهد في هذه البحوث أن اتّجه صوب الحقّ واُصوّر الأحداث التي رافقت بيعة الشيخين اُصوّر ذلك بدقّة وتجرّد شأن الباحث الذي يهمّه الوصول إلى الواقع مهما استطاع إليه سبيلاً.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.