أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-4-2017
2452
التاريخ: 25-4-2017
4012
التاريخ: 25-4-2017
2379
التاريخ: 11-4-2022
3158
|
التفكك الاجتماعي مصدراً للجريمة مذهب قديم له صيغ متنوعة اخترنا منها صيغة واحدة، هي صيغة عالم الاجتماع الامريكي ثورستن سيللين Therston Sellin الذي يرى ان التفكك الاجتماعي يؤدي دوراً قوياً في نمو ظاهرة الجريمه لان كل فرد يرتبط بمجموعة من الوحدات الاجتماعية وكل وحدة منها تشبع له حاجة اجتماعية او بيولوجية، وداخل كل جماعة منها تقوم معايير سلوكية متنوعة قد تكون عامة ومشتركه بين عدة جماعات وقد لا تكون كذلك بل هي مقصورة على جماعة معينه بذاتها . فالفرد العادي ينتمي الى اسرة معينة تتمثل معاييرها السلوكية بشأن التصرف في مواقف حياته اليومية، وقد ينتمي في نفس الوقت الى جماعة اللهو واخرى للعمل واخرى للدين او للسياسة وفي كل منها يتعلم بعض معايير للسلوك توجه صلاته بأفرادها وهذه المعايير قد تلتئم مع معايير الاسرة وقد لا تلتئم معها بحسب الاحوال، وكلما تعددت الجماعات التي ينتمي اليها الفرد تعددت فرص انتقاء الالتئام بين المعايير السلوكية لهذه الجماعات مهما حدث من تداخل فيما بينها. ومن الملاحظ ان المجتمعات المتحضرة تختلف كل الاختلاف عن المجتمعات البدائية لان في هذه الاخيرة ومثلها المجتمعات الريفية تقل احتياجات الفرد وتتميز المؤثرات المحيطه بها بدرجة من التناسق ومن الثبات وفيها يجد الفرد جميع احتياجاته داخل الجماعة التي يعيش فيها ومن ثم يشعر بدرجة معينه من الامان ومن الاطمئنان الى مستقبله قد لا يشعر بها في غيرها من الجماعات وهو يشعر بهذا الامان حتى في حالات الكوارث وفي العجز والشيخوخة. كذلك تعيش كل جماعة من الناس في حالة اكتفاء ذاتي قد يغنيها عن الالتجاء الى غيرها من الجماعات الاخرى، وفي هذه الظروف تكون نسبة الجرائم قليلة وتقع في الغالب من افراد من جماعة معينه ضد افراد من جماعة اخرى(1). اما المجتمعات المتقدمة حضارياً فانها تنفذ هذه الصفات تدريجياً فتعدد الحاجات عند الافراد، ويتعذر عليهم تحقيقها كما لا يتوافر الشعور بالأمان المطلوب او بالاطمئنان الى مستقبلهم على النحو الموجود في الجماعات الاوَل ، كما هو الحال في المجتمع الريفي بل تتباين فيها اساليب السلوك وتتعدد على نطاق واسع ومن ثم تتعدد صور الصراع داخل هذه المجتمعات وتتباين وفي هذه المجتمعات تتعدد الصلات بين الفرد داخل هذه المجتمعات وبين الافراد وبين عدة بيئات متنوعة لكل منها بأسلوب خاص من السلوك فينشب صراع دائم بين أساليب السلوك ونتيجة لهذا الصراع المستمر، تفقد الشخصية حالة الاتزان النفسي كما تضعف قدرته على التوافق للمواقف الاجتماعية التي يتعرض لها، لذا نجد انه يندفع الكثير منهم إلى الأجرام وبشكل خاص في الظروف غير الطبيعية كما هو الحال عندما يتعرض لضائقة مالية فيندفع الى السرقة والاختلاس والتزوير لمعالجة هذه الأوضاع الاقتصادية التي يواجهها. وهكذا يمكن القول انه كلما تقدمت المجتمعات في الحضارة تقدمت فيها أساليب السلوك وتنوعت مع احتمال التنافر بين بعضها ، وهذه الظاهرة التي تمثل نوعاً من التفكك الاجتماعي ومن عدم التناسق تسبب ضغوطاً متزايدة من المجتمع على الفرد، وتفرض على هذا الأخير ان يتخذ اسلوباً من السلوك لا يتفق مع الأسلوب الذي تعود عليه، ولما كان التكامل الاجتماعي وما يرتبط به من تناسق وانسجام هو الذي يضع الضمير العام او الشعور بالتكامل الاجتماعي الذي يعد اقوى حاجز ضد الانحراف والجنوح فان هذا التفكك وضعف التناسق في المجتمع يؤدي الى ازدياد نسبة الاجرام ويجب اعتباره السبب الحقيقي الكامن وراء تزايد نسبة ظاهرة الاجرام في المجتمعات المتقدمة حضارياً. ان الفرد في المجتمعات الحضارية يشغل عدة ادوار اجتماعية في آن واحد وهذه الادوار تأخذ مكانها في الجماعات والمؤسسات التي ينتمي اليها علماً ان ادوار الفرد تكون بناءة وفاعلة ومتكاملة اذا كانت الجماعات المؤسسة التي ينتمي اليها متجاوبة بعضها مع بعض وذات درجة عالية من التنسيق والتعاون والتفاعل الايجابي الحي. ولكن من الناحية الواقعية لا تكون الجماعات المؤسسية او المرجعية من حيث اتجاهاتها وقيمها وافكارها ومصالحها متعاونة ومنسجمة ومتكاملة، وعلية فان الاثار التي تتركها في مبادئ وسلوكية وعلاقات افرادها تكون مختلفة ومتقاطعة بعضها مع بعض مما يؤثر تاثيراً سلبياً في شخصية الافراد واتزانهم النفسي والانفعالي واستقرارهم الاجتماعي والفكري والاثار السيئة التي تتركها الجماعات المؤسسة المختلفة والمتناقضة غالباً ماتقود الافراد الى الولوج في السلوك الاجرامي الذي لا يضر بالفرد وحده فحسب بل يضر بجماعته ومجتمعه الكبير(2). اذن الضغوط المتعارضة التي تسلط على الفرد من الجماعات المؤسسية التي ينتمي اليها غالبا ما تنتج في تصدع واضطراب شخصيته بحيث لا تقوى على اداء المهمات والمسؤوليات الملقاة على عاتقها وعندما تكون الشخصية عاجزة عن اداء ادوارها الوظيفية الاساسية ولاسيما بعد تعرضها للاخفاقات والانتكاسات والعقوبات بسبب عدم قدرتها على تلبية حاجات واوامر الجماعات المرجعية التي تنتمي اليها فانها تكون عرضة للجنوح والانحراف وتكون مستعدة للقيام بالسلوك الاجرامي(3). اخيرا يمكن القول ان الضغوط المتعارضة التي تفرضها الجماعات المرجعية على الفرد هي ظهور شعور الانتقام والعداوة عنده ولاسيما بعد اضطراب وتحطم شخصيته، وان روح العداوة والانتقام التي يحملها المجرم ضد المجتمع انما هي آتية من حالات الاحباط والخيبة والفشل التي تعرض لها خلال فترة حياته الطويلة(4).
___________________________
1- د. رؤوف عبيد، جرائم الاعتداء على الاشخاص و الاموال ، ط 7 ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، 1978 ، ص356
2 - Sprott. W Human Groups, Apelican pook, England, 1967, p.143.
3Murphy, GAnqutline of Abnormal Psychology, N.Y., 1954. p536.
4- Stewart, E. The Human Bond, John Wiely and Sons, N.Y. 1979,p.260.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|