أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2015
1464
التاريخ: 23-09-2014
2329
التاريخ: 11-12-2015
2026
التاريخ: 23-11-2014
3904
|
قال الإمام عليّ (عليه السلام) : «وكمال توحيده الاخلاص له ، وكمال الاخلاص له نفي الصّفات عنه ، لشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف ، وشهادة كلّ موصوف أنّها غير الصّفة . فمن وصف اللّه سبحانه فقد قرنه ، ومن قرنه فقد ثنّاه ، ومن ثنّاه فقد جزّأه ، ومن جزّأه فقد جهله ، ومن جهله فقد أشار إليه ، ومن أشار إليه فقد حدّه ، ومن حدّه فقد عدّه .
فاعل لا بمعنى الحركات والآلة ، بصير إذ لا منظور إليه من خلقه ، متوحّد إذ لا سكن يستأنس به ولا يستوحش لفقده .
كائن لا عن حدث ، موجود لا عن عدم ، مع كلّ شيء لا بمقارنة ، وغير كلّ شيء لا بمزايلة» «1» .
وقال الإمام الصّادق (عليه السلام) : «إنّ المذهب الصحيح في التوحيد ما نزل به القرآن من صفات اللّه (عزّ وجلّ) ، فانف عن اللّه تعالى البطلان والتشبيه ، فلا نفي ولا تشبيه ، هو اللّه الثابت الموجود تعالى اللّه عمّا يصفه الواصفون ، ولا تعدوا القرآن فتضلّوا بعد البيان» «2» .
وفق هذا المنهج الذي حدّده أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) ، تحدّدت رؤية الشيعة حول قضايا التوحيد انطلاقا ممّا كان يؤكّده أئمّتهم (عليهم السلام) على توحيد اللّه وتنزيهه ونفي الشّرك عنه ، في الذات والصّفات والأفعال والعبادة «3» .
فكان منهجهم :
1- توحيد اللّه في ذاته :
قال الإمام عليّ (عليه السلام) : «التوحيد ألّا تتوهّمه ، والعدل ألّا تتّهمه» «4» .
وقال الإمام الصادق (عليه السلام) : «من شبّه اللّه بخلقه فهو مشرك ، ومن أنكر قدرته فهو كافر» «5» .
2- توحيد اللّه في صفاته :
فقد كان منهجهم البيّن من خلال أحاديثهم الكثيرة أنّ صفات اللّه من العلم والقدرة والحياة ، هي عين ذاته ، فلا نفي لصفاته ولا تشبيه بخلقه .
روى الحسين بن خالد ، قلت له- للرضا (عليه السلام)- : يا ابن رسول اللّه ، إنّ قوما يقولون : إنّه (عزّ وجلّ) لم يزل عالما بعلم ، وقادرا بقدرة ، وحيّا بحياة ، وقديما بقدم ، وسميعا بسمع ، وبصيرا ببصر .
فقال (عليه السلام) : من قال ذلك ودان به ، فقد اتّخذ مع اللّه آلهة اخرى ، وليس من ولايتنا على شيء . ثمّ قال (عليه السلام) : لم يزل (عزّ وجلّ) عليما قادرا حيّا قديما سميعا بصيرا بذاته ، تعالى عمّا يقول المشركون والمشبّهون علوّا كبيرا» «6» .
3- توحيد اللّه في أفعاله :
وهو الإيمان بأنّ اللّه سبحانه هو وحده القادر على فعل أفعاله كالخلق والرّزق والإحياء والإماتة .
«فمن اعتقد أنّ شيئا من الرّزق أو الخلق أو الموت أو الحياة لغير اللّه فهو كافر مشرك خارج عن ربقة الاسلام» «7» .
وأنّ الأسباب الطبيعية والبشرية هي جارية تحت قدرته وسلطانه ، ولا ينافي ذلك الارادة البشرية ، «فلا جبر ولا تفويض وإنّما هو أمر بين الأمرين» «8» .
وأنّ اللّه سبحانه وتعالى لا يفعل شيئا إلّا لغرض وعناية ومصلحة لعباده ، وهو منزّه عن الحاجة إليهم ، فهو غنيّ مفيض الخير على الخلائق كلّها .
4- توحيد اللّه في العبادة :
«وكذا يجب عندهم- الشيعة- إخلاص الطّاعة والعبادة للّه ، فمن عبد شيئا معه أو شيئا دونه أو ليقرّبه زلفى إلى اللّه فهو كافر عندهم أيضا . ولا تجوز العبادة إلّا للّه وحده لا شريك له .
وطاعة الأنبياء والأئمّة (عليهم السلام) فيما يبلّغون عن طاعة اللّه ، ولكن لا يجوز عبادتهم بدعوى أنّها عبادة اللّه ، فإنّها خدعة شيطانيّة وتلبيسات إبليسيّة» «9» .
«أمّا زيارة القبور وإقامة المآتم ، فليست هي من نوع التقرّب إلى غير اللّه تعالى في العبادة . . . بل هي من نوع التقرّب إلى اللّه بالأعمال الصالحة كالتقرّب إليه بعيادة المريض وتشييع الجنائز وزيارة الاخوان في الدّين . . . فإنّ عيادة المريض- مثلا- في نفسها عمل صالح يتقرّب به العبد إلى اللّه تعالى ، وليس هو تقرّبا إلى المريض يوجب أن يجعل عمله عبادة لغير اللّه تعالى أو الشرك في عبادته» «10» .
___________________
(1)- نهج البلاغة/ الشريف الرضي/ الخطبة 1 .
(2)- الاصول من الكافي/ الكليني/ ج 1/ ص 100 .
(3)- التشيّع نشأته ، معالمه/ السيد هاشم الموسوي/ ص 74 .
(4)- نهج البلاغة/ ح 470 .
(5)- التوحيد/ الشيخ الصّدوق/ ص 47 .
(6)- م . ن/ ص 140 .
(7)- أصل الشيعة واصولها/ محمد الحسين كاشف الغطاء/ ص 131 .
(8)- م . ن/ ص 140 .
(9)- أصل الشيعة واصولها/ ص 131 .
(10)- عقائد الإماميّة/ محمّد رضا المظفّر/ ص 38 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|