المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9148 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

نظرة نقديّة لفنون العمل الأدبي-التمثيلية
14-08-2015
محول قوسي arc converter
23-11-2017
الصفات الموضوعية للمحقق
19-3-2018
chain/choice (n.)
2023-06-24
خدمات الصحافة الإلكترونية: 5 - البحث في الأرشيف Archives
2-2-2022
متسلسلة هندسية حسابية Arithmetice Geometric Series
1-12-2015


[الحسن والحسين الولادة الميمونة في بيت الهدى]  
  
4751   09:48 صباحاً   التاريخ: 17-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص25-29.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الولادة والنشأة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-3-2016 7854
التاريخ: 16-3-2016 4458
التاريخ: 2-04-2015 3572
التاريخ: 17-3-2016 4207

أفرعت دوحة النبوّة وشجرة الإمامة الذرّية الطاهرة التي تشكّل الامتداد الرسالي بعد النبي (صلّى الله عليه وآله) فكان الوليد الأوّل أبا محمد الزكي وقد امتلأت نفس النبي (صلّى الله عليه وآله) سروراً به فأخذ يتعاهده ويغذّيه بمثُله ومكرمات نفسه التي طبق شذاها العالم بأسره ولم تمضِ إلاّ أيّام يسيرة ـ حدّدها بعض المؤرّخين باثنين وخمسين يوماً حتّى علقت سيّدة النساء بحمل جديد ظلّ يتطلّع إليه الرسول (صلّى الله عليه وآله) وسائر المسلمين بفارغ الصبر وكلهم رجاء وأمل في أن يشفع الله ذلك الكوكب بكوكب آخر ليضيئا في سماء الاُمّة الإسلامية ويكونا امتداداً لحياة المنقذ العظيم ؛ ورأت السّيدة اُمّ الفضل بنت الحارث  في منامها رؤيا غريبة لم تهتدِ إلى تأويلها فهرعت إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قائلة له : إنّي رأيت حلماً منكراً ؛ كأنّ قطعة من جسدك قُطعت ووضعت في حجري!

فأزاح النبي (صلّى الله عليه وآله) مخاوفها وبشّرها بخير قائلاً : خيراً رأيتِ ؛ تَلد فاطمة إن شاء الله غلاماً فيكون في حجرك ومضت الأيّام سريعة فوضعت سيّدة النساء فاطمة ولدها الحسين فكان في حجر اُمّ الفضل كما أخبر النبي وظلّ الرسول (صلّى الله عليه وآله) يترقّب بزوغ نجم الوليد الجديد الذي تزدهر به حياة بضعته التي هي أعزّ الباقين والباقيات عنده من أبنائه وبناته.

ووضعت سيّدة نساء العالمين وليدها العظيم الذي لم تضع مثله سيّدة من بنات حواء لا في عصر النبوة ولا فيما بعده أعظم بركة ولا أكثر عائدة على الإنسانية منه فلم يكن أطيب ولا أزكى ولا أنور منه.

لقد أشرقت الدنيا به وسعدت به الإنسانية في جميع أجيالها واعتزّ به المسلمون وعمدوا إلى إحياء هذه الذكرى افتخاراً بها في كل عام فتقيم وزارة الأوقاف في مصر احتفالاً رسميّاً داخل المسجد الحسيني اعتزازاً بهذه الذكرى العظيمة كما تقام في أكثر مناطق العالم الإسلامي ؛ وتَردّد في آفاق يثرب صدى هذا النبأ المفرح فهرعت اُمّهات المؤمنين وسائر السّيدات من نساء المسلمين إلى دار سيّدة النّساء وهنّ يهنئنها بمولودها الجديد ويشاركنها في أفراحها ومسرّاتها ؛ ولمّا بشّر الرسول الأعظم بسبطه المبارك خفّ مسرعاً إلى بيت بضعته فاطمة (عليها السّلام) وهو مثقل الخطا قد ساد عليه الوجوم والحزن فنادى بصوت خافت حزين النبرات : يا أسماء هلمّي ابني فناولته أسماء فاحتضنه النبي (صلّى الله عليه وآله) وجعل يوسعه تقبيلاً وقد انفجر بالبكاء فذُهلت أسماء وانبرت تقول : فداك أبي واُمّي! ممّ بكاؤك؟!

فأجابها النبي (صلّى الله عليه وآله) وقد غامت عيناه بالدموع  : من ابني هذا وملكت الحيرة إهابها فلم تدرك معنى هذه الظاهرة ومغزاها فانطلقت تقول : إنه وُلد الساعة.

فأجابها الرسول بصوت متقطّع النبرات حزناً وأسى قائلاً : تقتله الفئة الباغية من بعدي لا أنالهم الله شفاعتي ؛ ثمّ نهض وهو مثقل بالهمّ وأسرَّ إلى أسماء قائلاً : لا تخبري فاطمة ؛ فإنها حديثة عهد بولادة وانصرف النبي (صلّى الله عليه وآله) وهو غارق بالأسى والشجون ؛ فقد استشفّ من وراء الغيب ما سيجري على ولده من النكبات والخطوب التي تذهل كل كائن حي.

واستقبل سبط النبي (صلّى الله عليه وآله) دنيا الوجود في السنة الرابعة من الهجرة وقيل : في السنة الثالثة واختلف الرواة في الشهر الذي ولِد فيه فذهب الأكثر إلى أنّه ولِد في شعبان في اليوم الخامس منه ولم يحدّد بعضهم اليوم وإنّما قال : ولِد لليالي خلون من شعبان  وأهمل بعض المؤرّخين ذلك مكتفياً بالقول : إنّه ولِد في شعبان وذهب بعض الأعلام إلى أنّه ولِد في آخر ربيع الأوّل إلاّ أنّه خلاف المشهور فلا يُعنى به .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.