المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الائمة هم المتبعون لرضوان الله
2024-10-23
أجهزة أخرى في الاستديو
14/9/2022
التخمرات المغلقة Batch Fermentations
9-7-2017
تعريف اكمال نطاق العقد
5-5-2016
من بركات الاجتناب عن الذنب
21-4-2020
السؤال البرلماني
2024-05-29


قتالُ المارقين  
  
3327   11:27 صباحاً   التاريخ: 15-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج2, ص83-85.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-5-2016 3039
التاريخ: 30-01-2015 4506
التاريخ: 19-4-2022 2101
التاريخ: 20-4-2022 2007

كره أصحاب الإمام (عليه السّلام) أنْ يسيروا إلى الشام ويتركوا مِن ورائهم الخوارج يستبيحون أموالهم وأعراضهم مِن بعدهم فطلبوا مِن الإمام (عليه السّلام) أنْ ينهض بهم لمناجزتهم فإذا فرغوا منهم تحولوا إلى حرب معاوية فأجابهم الإمام (عليه السّلام) إلى ذلك وسار بهم حتّى أتى النهروان فلما صار بإزاء الخوارج أرسل إليهم يطلب منهم قَتَلة عبد الله بن خباب ومَنْ كان معه مِن النسوة كما طلب منهم قتلة رسوله الحرث بن مرّة ليكفّ عنهم ويمضي إلى حرب معاوية ثمّ ينظر في أمورهم فأجابوه : ليس بيننا وبينك إلاّ السيف إلاّ أنْ تقرّ بالكفر وتتوب كما تبنا.

فالتاع الإمام (عليه السّلام) منهم وانطلق يقول : أبعد جهادي مع رسول الله وإيماني أشهد على نفسي بالكفر؟! قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنْ الْمُهْتَدِينَ , وجعل الإمام (عليه السّلام) يعظهم تارة ويراسلهم اُخرى فجعل كثير منهم يتسللون ويعودون إلى الكوفة وقسم منهم التحق بالإمام (عليه السّلام) وفريق ثالث اعتزل الحرب ولمْ يبقَ إلاّ ذو الثفنات عبد الله بن وهب الراسبي زعيم الخوارج ومعه ثلاث آلاف ؛ ولمّا يئس الإمام (عليه السّلام) مِن إرشادهم عبّأ جيشه وأمر بأنْ لا يبدؤوهم بقتال حتّى يُقاتلوهم , ولمّا نظر الخوارج إلى تهيئة الإمام (عليه السّلام) تهيّؤوا للحرب وكانت قلوبهم تتحرّق شوقاً إلى القتال تحرّق الظمآن إلى الماء وهتف بعضهم : هل مِن رائح إلى الجنّة! فتصايحوا جميعا : الرواح إلى الجنّة ؛ ثمّ حملوا حملة منكرة على جيش الإمام (عليه السّلام) وهم يهتفون بشعارهم : لا حكم إلاّ لله ؛ فانفرجت لهم خيل الإمام (عليه السّلام) فرقين ؛ فرق يمضي إلى الميمنة وفرق يمضي إلى الميسرة والخوارج يندفعون بين الفرقين ولمْ تمضِ إلاّ ساعة حتّى قتلوا عن آخرهم ولمْ يفلت منهم إلاّ تسعة ؛ ولمّا وضعت الحرب أوزارها طلب الإمام (عليه السّلام) مِن أصحابه أنْ يلتمسوا له ذا الثدية في القتلى ففتّشوا عنه فلمْ يظفروا به فعادوا إليه يخبرونه بعدم ظفرهم به فأمرهم ثانياً أنْ يبحثوا عنه قائلاً : والله ما كذبتُ ولا كُذّبت ويحكم! التمسوا الرجل فإنّه في القتلى , فانطلقوا يبحثون عنه فظفر به رجل من أصحابه ـ وكان قد سقط قتيلاً في ساقية ـ فمضى يهرول فأخبر الإمام (عليه السّلام) به فلما سمع النبأ خرّ ساجداً هو ومَنْ معه مِن أصحابه ثمّ رفع رأسه وهو يقول : ما كذبتُ ولا كُذّبت ولقد قتلتم شرّ الناس ؛ وأخذ الإمام (عليه السّلام) يحدّث أصحابه بما سمعه مِن النّبي (صلّى الله عليه وآله) فيه أنّه قال : سيخرج قوم يتكلّمون بكلام الحقّ لا يجاوز حلوقهم يخرجون مِن الحقّ خروج السّهم ـ أو مروق السّهم ـ إنّ فيهم رجلاً مُخدج اليد في يده شعرات سود فإنْ كان فيهم فقد قتلتم شرّ الناس , وأمر الإمام (عليه السّلام) بإحضار جثّته فأُحضرت له فكشف عن يده فإذا على منكبه ثدي كثدي المرأة وعليها شعرات سود تمتد حتّى تحاذي بطن يده الاُخرى فإذا تركت عادت إلى منكبه فلمّا رأى ذلك خرّ لله ساجداً ؛ ثمّ عمد الإمام (عليه السّلام) إلى القتلى من الفريقين فدفنهم وقسّم بين أصحابه سلاح الخوارج ودوابهم وردّ الأمتعة والعبيد إلى أهليهم كما فعل ذلك بأصحاب الجمل وانتهت بذلك حرب النهروان التي تفرّعت مِن واقعة صفّين وقد أسفرت عن تشكيل حزب ثوري عنيف ظهر في الإسلام وهو حزب الحرورية الذي أخذ على نفسه التمرّد على الحكومات القائمة في البلاد الإسلامية ومحاربتها بشكل سافر ممّا أدى إلى إراقة الدماء وإشاعة الفتنة والخلاف في كثير مِن تلك العصور.

لقد كان البارز في الأنظمة الدينية للخوارج هو الحكم بكفر كلّ مَنْ لا يدين بفكرتهم مِن المسلمين واستباحة دمائهم وأموالهم ؛ وفيما أحسب أنّ أكثر الجرائم المريعة التي صدرت في معركة كربلاء تستند إلى هؤلاء الممسوخين الذين سُلِبَتْ عنهم كلّ نزعة إنسانية ؛ فقد تأثّر الكثير مِن ذلك الجيش بأخلاقهم فاندفعوا إلى الجريمة بأبشع صورها وألوانها.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.