المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



رُسل الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) إلى الكوفة  
  
3557   11:31 صباحاً   التاريخ: 15-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج2, ص39-40.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-5-2016 3960
التاريخ: 2-5-2016 3365
التاريخ: 31-01-2015 3647
التاريخ: 20-4-2022 2010

أوفد الإمام (عليه السّلام) رسله إلى أهل الكوفة يستنجد بهم ويدعوهم إلى نصرته والقيام معه لإخماد نار الفتنة التي أشعلها المتمرّدون , وأقبلت الرسل إلى الكوفة فوجدوا عاملها أبا موسى الأشعري يدعو إلى الفتنة ويخذّل الناس عن نصرة إمامهم ويدعوهم إلى التمرّد ويحبب لهم العافية , ولمْ تكن لأبي موسى حجّة في ذلك وإنّما كان يعبّر عن حقده وأضغانه على الإمام (عليه السّلام) وكان فيما أجمع عليه المؤرّخون عثمّاني الهوى , وأقبلت رسل الإمام (عليه السّلام) على أبي موسى يعنّفونه ويلومونه إلاّ أنّه لمْ يعنَ بهم فبعثوا إلى الإمام (عليه السّلام) رسالة ذكروا فيها تمرّده وعدم استجابته لنداء الحقّ وأرسل إليه الإمام (عليه السّلام) هاشم المرقال وهو مِنْ خيرة أصحاب الإمام (عليه السّلام) وزوّده برسالة يطلب فيها مجيء أبي موسى إليه ولمّا انتهى إليه هاشم وعرض عليه رسالة الإمام (عليه السّلام) لمْ يستجب له وبقي مصمّماً على عناده وعصيانه فأرسل هاشم إلى الإمام (عليه السّلام) رسالة يخبره فيها بموقف أبي موسى وتمرّده فبعث الإمام (عليه السّلام) ولده الحسن (عليه السّلام) وعمّار بن ياسر ومعهما رسالة بعزله وتعيين قرضة بن كعب الأنصاري في مكانه , ولمّا وصل الإمام الحسن (عليه السّلام) إلى الكوفة التام الناس حوله زمراً وهم يظهرون له الطاعة والولاء وأعلن لهم عزل الوالي المتمرّد وتعيين قرضة في منصبه إلاّ أنّ أبا موسى بقي مصمّماً على غيّه ؛ يثبّط عزائم الناس ويدعوهم إلى التخاذل والخروج عن الطاعة ولم يستجب للإمام الحسن (عليه السّلام) ؛ ورأى الزعيم الكبير مالك الأشتر أنّ الأمر لا يتمّ إلاّ بإخراج أبي موسى مهان الجانب فجمع نفراً مِنْ قومه اُولي بأسٍ شديدٍ فأغار بهم على قصر الإمارة وأخذ الناس ينهبون أمتعته وأمواله فاضطر الجبان إلى الاعتزال عن عمله ومكث ليلته في الكوفة ثمّ خرج هارباً حتّى أتى مكة فأقام مع المعتزلين , ودعا الإمام الحسن (عليه السّلام) الناس إلى الخروج لنصرة أبيه (عليه السّلام) وقد نفر معه آلاف كثيرة ؛ فريق منها ركب السفن وفريق آخر ركب المطي وهم مسرورون كأشدّ ما يكون السرور بنصرتهم للإمام (عليه السّلام) ,          

وطوت الجيوش البيداء تحت قيادة الإمام الحسن (عليه السّلام) فانتهوا إلى ذي قار حيث كان الإمام (عليه السّلام) مقيماً هناك وقد سرّ (عليه السّلام) بنجاح ولده وشكر له مساعيه وجهوده. وانضمّت جيوش الكوفة إلى الجيش الذي كان مع الإمام (عليه السّلام) والبالغ عدده أربعة آلاف وكان فيهم أربعمئة ممّن شهد بيعة الرضوان مع النّبي (صلّى الله عليه وآله) وقد أسند الإمام (عليه السّلام) قيادة ميمنة جيشه إلى الحسن (عليه السّلام) وقيادة ميسرته إلى الحُسين (عليه السّلام)  كما كانت جيوشه مزوّدة بأحسن السلاح ويقول المؤرّخون : إنّ الحُسين (عليه السّلام) كان قد ركب فرس جدّه (صلّى الله عليه وآله) المسمّى بالمرتجز .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.