أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-09-2014
8687
التاريخ: 24-09-2014
8164
التاريخ: 29-09-2015
8120
التاريخ: 13-12-2015
9240
|
[جواب الشبهة ]:
اعتقد الذهبي برؤية اللّه تعالى يوم القيامة ، وذلك لأخذه بظاهر بعض الآيات الواردة بهذا الشأن كقوله تعالى : {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة : 22 ، 23] ، واستنادا إلى بعض الروايات من أنّ اللّه- تعالى عن ذلك- يظهر للناس يوم القيامة كما يظهر البدر ليلة تمامه ، فيرونه بأعين رءوسهم «1» .
لذا فإنّ الذهبي اعتبر كلّ من أوّل الآيات القرآنية- خلافا لما يعتقده في الرؤية- قد فسّر القرآن برأيه متعصّبا لمذهبه ، حتّى لو كانت هذه التأويلات ممّا تحتمله اللّغة وتستند إلى آيات محكمة أخرى .
فهو أوّلا يبيّن أنّ التوحيد أساس عقيدة الاعتزال- والشيعة بحسب رأيه أخذوا من المعتزلة - ، فيقول في بيان اصول المعتزلة : «أمّا التوحيد فهو لبّ مذهبهم واسّ نحلتهم ، وقد بنوا على هذا الأصل : استحالة رؤية اللّه سبحانه وتعالى يوم القيامة ، وأنّ الصفات ليست شيئا غير الذات ، وأنّ القرآن مخلوق للّه تعالى» «2» .
ثمّ راح الذهبي يتابع مفسّري المعتزلة والشيعة . . مفسّرا مفسّرا ، فمن لا يقول برؤية اللّه- وكلّهم لا يقولون بذلك- فقد فسّر الآيات تفسيرا مذهبيّا (مبتدعا) «3» .
ففي معرض نقده العام لاعتماد المعتزلة على التفسير اللّغوي ، في صرف ظاهر الآيات عن المعاني المشتبهة- كالرؤية- ، يقول الذهبي : «فمثلا الآيات التي تدلّ على رؤية اللّه تعالى . . . نجد المعتزلة ينظرون إليها بعين غير العين التي ينظر بها أهل السنّة ، ويحاولون بكل ما يستطيعون أن يطبّقوا مبدأهم اللّغوي ، حتّى يتخلّصوا من الورطة التي أوقعهم فيها ظاهر اللّفظ الكريم ، فإذا بهم يقولون : إنّ النظر إلى اللّه معناه الرجاء والتوقّع للنّعمة والكرامة ، واستدلّوا على ذلك بأنّ النظر إلى الشيء في العربية ليس مختصّا بالرؤية الماديّة . . .» «4» .
ثمّ يتابع هذا الموضوع كأوّل المعايير لتقييم التفاسير ، فهو عند ما يدرس (تنزيه القرآن عن المطاعن للقاضي عبد الجبّار) ، يقول : «ولمّا كان المعتزلة لا يجوّزون وقوع رؤية اللّه في الآخرة ، فإنّ صاحبنا قد تخلّص من كلّ آية تجوّز وقوع الرؤية» «5» .
وعند ما يدرس (أمالي الشيخ المرتضى) يضرب من قول المرتضى بنفي الرؤية مثالا على التعصّب المذهبي عنده ، إذ إنّه «يقف من الآيات التي تعارضه موقفا يلتزم فيه مخالفة ظاهر القرآن ، ويفضّل فيه التفاسير الملتوية لبعض الألفاظ على ما يتبادر منها إرضاء لعقيدته وتمشّيا مع مذهبه» «6» .
وكذلك فعل مع الزمخشري ، فهو يقول : «وكذلك نرى الزمخشري . . . إذا مرّ بلفظ يشتبه عليه ظاهره ولا يتّفق مع مذهبه ، يحاول بكل جهوده أن يبطل هذا المعنى الظاهر وأن يثبت للفظ معنى آخر موجودا في اللّغة ، فمثلا نراه عند ما تعرّض لتفسير قوله في الآيتين (22 ، 23) من سورة القيامة : {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة : 22 ، 23] يتخلّص من المعنى الظاهر لكلمة ناظرة؛ لأنّه لا يتّفق مع مذهبه الذي لا يقول برؤية اللّه تعالى . . .» «7» .
فيستنكر الذهبي أي تفسير آخر- غير الرؤية بالعين الباصرة- حتّى ولو كان هذا التفسير موجودا في اللّغة ، وكذلك لم يرتض حمل الآيات المتشابهة على الآيات المحكمة ، كحمل تلك الآيات على قوله تعالى : {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام : 103] «8» .
وتابع الذهبي هذا الموضوع مع مفسّري الشيعة واحدا واحدا ، فعند دراسته لتفسير (مجمع البيان) للشيخ الطبرسي قال : «كذلك يقول الطبرسي بما يقول به المعتزلة من عدم جواز رؤية اللّه ووقوعها في الآخرة ، ولهذا نراه يفسّر قوله تعالى في الآيتين (22 ، 23) من سورة القيامة . . . بما يتّفق ومذهبه . . .» «9» .
وتابع الأمر مع بقيّة المفسّرين الشيعة كالفيض الكاشاني والسيد عبد اللّه شبّر وكذلك بيان السعادة الصوفي «10» .
_____________________
(1)- الدرّ المنثور/ ج 8/ ص 350- 360 ، وسنأتي على دراستها في موضوع : الوضع في التفسير .
(2)- التفسير والمفسّرون/ ج 1/ ص 369 .
(3)- م . ن/ ص 375 ، 404 ، 445 ، 455 و467 وج 2/ ص 141 ، 197 ، 212 و248 .
(4)- م . ن/ ص 375 .
(5)- م . ن/ ص 397 .
(6)- م . ن/ ص 404 .
(7)- م . ن/ ج 2/ ص 445 .
(8)- م . ن/ ص 455 .
(9)- م . ن/ ص 141 .
(10)- م . ن/ ص 197 ، 212 و248 .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|