الكلام عنوان على صاحبه ... علمت الكلام عنوانًا على صاحبه
المجاملة حارسة للصداقة ... ظننت المجاملة حارسة للصداقة
الوفاء دليل على النبل ... اعتقدت الوفاء دليلًا على النبل
الماء الجامد ثلج ... صبر البرد الماء ثلجًا
الجلد أسود ... ردت الثمن المجلد أسود
الخشب مشتعل ... تركت النار الخشب رمادًا
من النواسخ ما يدخل -في الغالب- على المبتدأ والخبر فينصبهما معًا، ويُغير اسمهما؛ إذا يصير اسم كل منهما: "مفعولًا به"4 للناسخ. "مثل: علم، ظن - أعتقد - صبر ...، وغيرها من الكلمات التي تحتها خط في الأمثلة المعروضة". وهذا هو: "القسم الثالث" من النواسخ، ويشتهر باسم:
ص3
"ظن وأخواتها" وليس يه حروف؛ فكله أفعال، أو أسماء تعمل عملها. وتنحصر هذه الأسماء في مصادر تلك الأفعال، وفي بعض المشتقات العاملة عملها. فالفعل الماضي المتصرف هنا، لا ينفرد وحده بالعمل السالف؛ وإنما يشابهه فيه ما قد يكون له من مضارع، وأمر، ومصدر، واسم فاعل، واسم مفعول، دون بقية المشتقات الأخرى. أما غير المتصرف فعمله مقصور على صبغته الخاصة به، إذا ليس لها فروع، ولا صيغ أخرى تتصل بها.
وقد ارتضى بعض النحاة تقسيم الأفعال العاملة هنا قسمين؛ مراعيًا الأغلب في استعمالها؛ هما: "أفعال قلوب" و "أفعال تحويل". ولا بد لكل
ص4
فعل من القسمين من فاعل, ولا يغني عنه وجود المفعولين أو أحدهما:
أ- فأما أفعال القلوب فمنها ما قد يكون معناه العلم. "أي: الدلالة على اليقين والقطع"، ومنها ما قد يكون معناه الرجحان والنوعان صالحان للدخول - مباشرة - على المبتدأ الصريح، وعلى المصدر المؤول من "أن مع معموليها"، أو: "أن والفعل مع مرفوعة".
ويشتهر من الأفعال الأول سبعة:
1- علم؛ مثل: علمت البر سبيل المحبة، وعملت المحبة سبيل القوة.
2- رأى؛ مثل: رأيت الأمل داعي العمل، ورأيت اليأس رائد الإخفاق، وقول الشاعر:
ص5
رأيت لسان المرء وافد عقله ... وعنوانه؛ فأنظر بماذا تعنون؟
3- وجد؛ مثل: وجدت ضعاف الأمم تهبًا لأقوياتها، ووجدت العلم أعظم أسباب القوة.
4- دري؛ مثل: دريت المجد قريبًا من الدائب في طلبه، ودريت لذة إدراكه ماحية تعب السعي إليه.
5- ألفي4, مثل: ألفيت الشدائد صاقلة للنفوس، وألفيت إحتمالتها سهلًا على كبار العزائم.
6- جعل؛ مثل: جعلت الإله واحدَا، لا شك فيه.
7- تعلم, مثل: "اعلم": مثل: تعلم وطنك شركة بين أبنائه، وتعلم نجاح الشركة رهنًا بالإخلاص والعمل.
ص6
ويشتهر من الأفعال الثانية ثمانية، هي:
1- ظن ؛ مثل: ظن الطيار النهر قناة، وطن البيوت الكبيرة أكواخًا.
2- خال2, مثل: خال المسافر الطيارة أنفع له، وهو يحال الركوب فيها متعة.
3- حسب؛ مثل: أحسب السهر الطويل إرهاقًا، وأحسب الإرهاق سبيل المرض، وقول الشاعر:
لا تحسبن الموت موت المبلي ... وإنما الموت سؤال الرجال
4- زعم؛ مثل: زعمت الملاينة مرغوبة في مواطن، وزعمت التشدد مرغوبًا في أخرى.
ص7
الاكثر قراءة في ظن وأخواتها
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة