المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



وليد بن غانم  
  
2887   01:26 صباحاً   التاريخ: 11-3-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص126-128
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-06-2015 2019
التاريخ: 10-04-2015 2257
التاريخ: 13-08-2015 1895
التاريخ: 26-1-2016 4150

هو وليد بن عبد الرحمن بن عبد الحميد بن غانم، كان جدّه عبد الحميد من موالي عبد الرحمن الداخل و من قوّاده. و أمّا أبوه عبد الرحمن فقد تولّى الوزارة و الحجابة للحكم بن هشام (١٨٠-206 ه‍) ثمّ لابنه و خليفته عبد الرحمن الأوسط (206-٢٣٨ ه‍) . و كانت وفاة عبد الرحمن بن عبد الحميد في الحبس سنة ٢١٠ ه‍ (1). 
و يبدو أنّ أسرة وليد بن غانم كانت قد انتقلت إلى كورة الموسّطة (2)، و كان قومه من أجناد الدولة. 
لا نعرف شيئا من أخبار وليد بن غانم قبل أن يتولّى منصب صاحب المدينة للأمير محمّد (٢٣٨-٢٧٣ ه‍) . ثمّ رفع إلى منصب الوزارة. و في سنة 263 ه‍ خرج تحت إمرة الأمير منذر (3) لقتال عبد الرحمن بن مروان الجلّيقيّ (4). أمّا وفاته فكانت في شعبان من سنة ٢٧٢(مطلع عام 886 م) (5) . 
كان وليد بن غانم «من المحكوم لهم بالتبريز في العقل و الفضل و جودة الرأي و حسن السيرة و سداد المذاهب» وفيّا لأصدقائه. و كان أديبا مترسّلا و بليغا، و قيل إنّ له شعرا. و نثره ينكشف عن متانة و فهم للّغة مع إحاطة بعدد من وجوه المعرفة. 
مختارات من آثاره: 
-خرج الوزير هاشم بن عبد العزيز في حملة على الثائر عبد الرحمن بن مروان الجلّيقيّ فهزمه عبد الرحمن و أسره. و وصل الخبر إلى الأمير محمّد فلام هاشما و رماه بالعجز و الطيش. و كان الوليد بن غانم في المجلس فدافع عن هاشم، و كان صديقا له، فقال (المقتبس-مكّي-ص ١٧٨) : 
أصلح اللّه الأمير. إنّه لم يكن على هاشم التخيّر في الأمر و لا الخروج على القدر (6) ، بل استفرغ نصحه و أعمل جهده و حامى استطاعته، فأسلمه اللّه بخذلان من معه و نكول من أطاف به (7) . فجوزي عن نفسه و سلطانه خيرا! أصلح اللّه الأمير. إنّما كان هاشم عبدك و نشء صنيعتك و سيفا من سيوفك و سهما من سهامك، 
نفذ أمرك فيه و استقدم للدفاع عن سلطانك حتّى فلّ (8) في مرضاتك. فالأولى بكرم الأمير و شرف خليقته أن يحسن خلافة هاشم في عقبه و يحفظه في ساقته (9) و يهوّن عليه بلاءه بإمضاء ولده على خدمته و خلافته بحضرته (10) حتّى يمنّ اللّه تعالى بيمن الأمير فيطلق سراحه و يقيل عثرته (11). 
- و بلغ إلى هاشم بن عبد العزيز ما قاله وليد بن غانم فكتب إليه فيشكره على وفائه و كرم أخلاقه. فردّ عليه وليد برسالة فيها: 
أسأل اللّه راغبا إليه فكّ أسرك و تعجيل تخليصك و تيسير إطلاقك. ورد كتابك، يا سيّدي، فسكّن من حرقي بك و أطفأ من غلّتي (12) فيك و هدّأ من عويلي عليك. فيا لهفي على فراق غرّتك و فقدان رؤيتك لهفا ما إن ينقطع و لا ينصرم (13) . و لئن صرت-خلّصك اللّه-من حكم اللّه إلى مشيئته، و من نافذ أمره إلى سابق علمه (14) ، لما قصّرت في المحاماة عن سلطانك و دينك و التعرّض للشهادة بجهدك (15) فما إن تجد للاحيك و لائمك خللا في عرضك و حزمك (16) و لا إضاعة في تدبيرك و ضبطك. 
_____________________
1) راجع تعليقا لمحمود علي مكّي (المقتبس 45٠) . فعلى هذا يجب أن يكون وليد بن غانم قد بلغ نحو سبعين سنة من العمر. 
2) المقتبس 141. الموسّطة: كورة قريبة من كورة رية (المقتبس ٣٩٣) . و «كورة رية التي منها مالقة «نفح الطيب 1:263) في جنوب الأندلس. 
3) قبل أن يتولّى الحكم. 
4) عبد الرحمن بن مروان الجليقيّ من أهل ماردة (شمال غربي قرطبة بنحو مائة و ستّين كيلو مترا) ثار سنة 254 ه‍. و طالت فتنة ابن مروان الجليقيّ و وصل يده بألفونس الثالث ملك قشتالة. و ظلّ ابن مروان الجليقي ثائرا إلى أيام عبد الرحمن الناصر. 
5) في المقتبس أن وفاته كانت ٢٩٢، و يبدو أنّه خطأ. 
6) ما كان يستطيع أن يبدّل القضاء و القدر. 
7) الخذلان ترك نصرة الذي ينتظر منك النصرة. النكول: الرجوع عمّا يعد به الإنسان. 
8) كسر (شبّههه بالسيف الذي إذا فلّ لم يقطع) . 
9) أن يحسن خلافته (الاهتمام برعاية أهله) في عقبه (نسله، أهل بيته) . 
10) يدخل ابنه (ابن هاشم بن عبد العزيز) في خدمة الدولة اعترافا بفضل هاشم. 
11) يفتديه من الأسر. 
12) الغلّة: العطش (حرقة الحزن) . 
13) «إن» هنا و فيما يلي زائدة بعد «ما» النافية. 
14) . . . لو رجعت إلى ما كنت فيه (من الحرّية) . . . 
15) التعرّض. للشهادة (للموت في الجهاد) . 
16) اللاحي: اللائم. لما وجد أحد فيك نقصا. 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.