المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

عمليات خدمة الخروع بعد الزراعة
30-11-2019
الطبيعة القانونية للمواعيد الإجرائية
14-7-2022
الاعتراض على تقدير العوامل المحذوفة
4-03-2015
فاكهة الكاريسا Carissa macrocarpa
12-11-2017
coarticulation (n.)
2023-07-04
التاثير الكهروضوئي Photo electric effect
2024-04-17


التوبة والفطرة  
  
4896   10:05 صباحاً   التاريخ: 25-09-2014
المؤلف : محمد جواد مغنية
الكتاب أو المصدر : تفسير الكاشف
الجزء والصفحة : ج2/ ص275ـ278
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9/12/2022 1461
التاريخ: 24-11-2014 4921
التاريخ: 2023-04-13 1127
التاريخ: 2024-11-11 150

 التوبة فرع عن وجود الذنب ، لأنها طلب للصفح عنه . . ولا يخلو الإنسان من ذنب ما كبيرا كان أو صغيرا إلا من عصم اللَّه ، وقد نسب إلى الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) قوله :

ان تغفر اللهم تغفر جما * وأي عبد لك ما ألمّا

وقد أوجب سبحانه التوبة على من أذنب ، تماما كما أوجب الصوم والصلاة ، ومن الآيات الدالة على وجوبها هذه الآية : {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ} [النساء: 17] .

وقوله : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا } [التحريم: 8]. وقوله :

{وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا } [هود: 3]. وقوله :

{وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11].

والحقيقة ان وجوب التوبة لا يحتاج إلى دليل ، لأنه من القضايا التي تحمل دليلها معها ، فكل انسان يدرك بفطرته ان على المسئ أن يعتذر عن إساءته ، ويطلب الصفح ممن أساء إليه ، وقد جرى على ذلك عرف الدول والشعوب ، حتى ولو حصل التعدي خطأ ، ومن غير قصد ، فإذا اخترقت طائرة دولة أجواء دولة أخرى ، أو تجاوز زورق من زوارقها المياه الإقليمية ، دون إذن سابق وجب أن تعلن اعتذارها ، والا أدانها العرف والقانون . . إذن ، كل آية أو رواية دلت على وجوب التوبة فهي تقرير وتعبير عن حكم الفطرة ، وليست تأسيسا وتشريعا جديدا لوجوب التوبة .

وعلى هذا فمن أذنب ، ولم يثب فقد أساء مرتين : مرة على فعل الذئب ، ومرة على ترك التوبة ، وأسوأ حالا ممن ترك التوبة من فسخها ، وعاد إلى الذنب بعد أن عاهد اللَّه على الوفاء بالطاعة والامتثال ، قال تعالى : {عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} [المائدة: 95] . وفي الحديث : « المقيم على الذنب . وهو مستغفر منه كالمستهزء » . . اللَّه يستهزئ بهم ، ويمدهم في طغيانهم يعمهون . ويتحقق الذنب بترك ما أمر اللَّه به ، أو فعل ما نهى عنه عن قصد وتصميم . .وبديهة ان أحكام العقل هي أحكام اللَّه بالذات ، لأنه جل وعز يبلغ أحكامه بوسيلتين : العقل ، ولسان رسله وأنبيائه . . والنتيجة الحتمية لهذا المبدأ انه لا ذنب ولا عقاب بلا بيان ، على حد تعبير الفقهاء المسلمين ، أو بلا نص على حد تعبير أهل القوانين الوضعية .

إذا تمهد هذا تبين معنا ان الإنسان انما يكون مذنبا وعاصيا إذا فعل ما نهى اللَّه عنه ، أو ترك ما أمر اللَّه به عن تعمد وعلم ، فإذا فعل أو ترك ناسيا ، أو مكرها ، أو جاهلا من غير تقصير وإهمال فلا يعد مذنبا ، وينتفي السبب الموجب للتوبة ، قال : {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ } [المائدة: 39] أي بعد ذنبه ، لأن كل من أقدم على الذنب فقد ظلم نفسه بتعريضها للحساب والعقاب .

أما تحديد التوبة فهي أن يندم المذنب على ما كان منه ، ويطلب من اللَّه العفو والمغفرة ، ولا يعود إلى الذنب ثانية ، فإن عاد بطلت التوبة ، واحتاج إلى استئنافها بعهد أحكم ، وقلب أسلم ، قال الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : « اللهم ان يكن الندم توبة إليك فأنا أول التائبين ، وان يكن الترك لمعصيتك إنابة فأنا أول المنيبين ، وان يكن الاستغفار حطة للذنوب فإني لك من المستغفرين » .

والمراد بالاستغفار الاستغفار بالفعل ، لا بالقول ، فيبدأ قبل كل شيء بتأدية حقوق الناس ، ورد ظلامتهم ، فإذا كان قد اغتصب درهما من انسان أعاده إليه ، وان كان قد أساء إليه بقول أو فعل طلب منه السماحة . . ثم يقضي ما فاته من الفرائض ، كالحج والصوم والصلاة ، سمع أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) رجلا يقول : أستغفر اللَّه . فقال الإمام : أتدري ما الاستغفار ؟ انه درجة العليين ، وهو واقع على ستة معان . . وذكرها الإمام ، منها العزم على ترك العودة إلى الذنب ، وتأدية الحقوق إلى المخلوقين ، وقضاء الفرائض ، ومتى توافرت هذه العناصر للتائب كان من الذين عناهم اللَّه بقوله : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82] أي استمر على الهداية ، وهي الإيمان والعمل الصالح ، وفي الحديث : « التائب من الذنب كمن لا ذنب له » . بل يصبح من المحسنين ، قال تعالى : {تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا } [هود: 3]. وقال : إِنَّ اللَّهً يُحِبُّ التَّوَّابِينَ . وقال الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) : من رأى انه مسيء فهو محسن .

أما السر لا حسان التائب ، وعظيم منزلته عند اللَّه سبحانه فهو معرفته بنفسه ،

ومحاسبتها على كل عيب ونقص ، وجهادها على الكمال والطاعة ، هذا الجهاد الذي عبّر عنه رسول اللَّه (صلى الله عليه واله) بالجهاد الأكبر . . وقديما قال الأنبياء والحكماء :

اعرف نفسك . ومرادهم ان يعرف الإنسان ما في نفسه من عيوب ، ويعمل على تطهيرها من كل شائبة .

وقد يقول قائل : ان الإنسان نتيجة لعوامل كثيرة : منها أبواه ومدرسته ، ومجتمعه ومناخه ، وما إلى ذلك مما يؤثر في تكوين شخصيته ، ولا حول معه ولا طول ، وعليه فلا يتصف الإنسان بأنه أذنب وأساء ، لأن الذنب ذنب المجتمع والظروف ، ومتى انتفى الذنب انتفى موضوع التوبة من الأساس ؟ .

الجواب : صحيح ان محيط الإنسان وظروفه تؤثر به . . ولكن صحيح أيضا ان ذات الإنسان وإرادته تؤثر في ظروفه وبيئته ، كما يتأثر هو بها ، لأن لكل من الإنسان وظروفه واقعا ملموسا ، وكل شيء له واقع ملموس لا بد أن يكون له أثر كذلك ، وإلا لم يكن شيئا ، وعلى هذا يستطيع الإنسان أن يؤثر في ظروفه ، بل يستطيع أن يقلبها رأسا على عقب ، إذا كان عبقريا . . والشاهد الحس والوجدان .

ان شأن الظروف التي يعيشها الإنسان أن تبعث في نفسه الميل والرغبة في ثمار الظروف ونتاجها ، وعلى الإنسان أن ينظر ويراقب هذه الثمار ، وتلك الرغبة ، فإن كانت متجهة إلى الحسن من الثمار اندفع مع رغبته ، وإلا أوقفها وكبح جماحها . . وليس هذا بالأمر العسير . . ولو لم يكن للإنسان مع ظروفه حول وطول لما اتصف بأنه محسن ، وبأنه سئ ، ولبطل العقاب والثواب ، وسقط المدح والذم ، ولما كان لوجود الأديان والأخلاق والشرائع والقوانين وجه ومبرر .

سؤال ثان : قلت : ان التوبة فرع الذنب ، مع العلم بأن الأنبياء والأئمة كانوا يتوبون إلى اللَّه ، وهم مبرو أن عن العيوب والذنوب .

الجواب : ان الأنبياء والأئمة مطهرون من الدنس والمعاصي ، ما في ذلك ريب . . ولكنهم كانوا لمعرفتهم باللَّه ، وشدة خوفهم منه يتصورون أنفسهم مذنبين ، فيتوبون من ذنب وهمي لا وجود له . . وهذا مظهر وأثر من آثار عصمتهم وعلو مكانتهم . . لأن العظيم من لا يرى نفسه عظيما ، بل لا يراها

شيئا مذكورا في جنب اللَّه ، ويتهمها دائما بالتقصير في طاعته وعباده ، ومن أجل هذا يسأله العفو ، ويستعين به على حسن العاقبة ، على العكس من {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 104].

وخير ما قرأته في هذا الباب قطعة من مناجاة الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، يطلب فيها من اللَّه أن يسخر له عبدا من عباده الصالحين مستجاب الدعوة لديه تعالى . . كي يرى هذا العبد سوء حال الإمام من شدة خوفه من اللَّه ، فيتأثر ، وتأخذه الرقة على الإمام ، ويتوسل إلى الخالق الجليل ان يرفق بالإمام ، فيسمع اللَّه دعوة هذا العبد الصالح ، وينجو الإمام من غضب اللَّه وسخطه ، ويفوز برضاه ومغفرته ، وهذا ما قاله الإمام بالحرف : « فلعل بعضهم برحمتك يرحمني لسوء موقفي ، وتدركه الرقة عليّ لسوء حالي ، فينالني منه بدعوة هي أسمع لديك من دعائي ، أو شفاعة أوكد عندك من شفاعتي تكون بها نجاتي من غضبك ، وفوزي برضاك » .

قال الإمام زين العابدين ، وسيد الساجدين مخاطبا ربه : ( لعل بعضهم أوكد عندك من شفاعتي تكون بدعوته نجاتي ) قال هذا يوم لا أحد على وجه الأرض يدانيه في فضيلة واحدة من فضائله الجلى . . وهنا يكمن سر الجلال والعظمة والكمال .

وبعد ، فإن التوبة متشعبة الأطراف ، وتتسع لكتاب مستقل ، وقد نعود إلى الكلام عنها في مناسبة ثانية .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .