أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-18
267
التاريخ: 2023-07-23
2318
التاريخ: 16-10-2014
15893
التاريخ: 9-5-2017
5667
|
لاشك أن هداية القرآن أساس دعوته وأصل أصوله وعنها تفرعت آدابه وشرائعه وبها قامت أركان علومه ومعارفه وعلى دعائمها نهضت حكمه وأحكامه إلا إن التفسير الهدائي تأكيد لهداية القرآن في جميع جوانب الحياة ووسيلة للإصلاح والتجديد في الأمم ولهذا يُسمى باسم التفسير الهدايي .
ومن جهة أخرى ، التفسير الهدائي ، تفسير إرشادي يجعل هدفه الأعلى بيان ما أنزل الله ، بتجلية هدايات القرآن وتعاليمه ، وحِكَم الله فيما شرع للناس في القرآن ، على وجه يجتذب الأرواح ويفتح القلوب ، ويدفع النفوس الى الاهتداء بهدى الله .
وفي هذا المنهج من التفسير ، لا يهتم المفسر بالإكثار في بيان الألفاظ والإعراب والقراءات ، وبيان ما يترتب عليها من نكات بلاغية ، وإشارات فنية ، وتطبيقات أدبية ، بل كان هدفه ذكر معارف القرآن والاهتداء بهدايته ، والهداية والإرشاد لا يتحقق إلا بترك المنهج الأدبي والإكثار في الجانب الصوري .
وممن اهتم في بيان هذا المنهج ، ويدعو المفسرين بطريقه ، صاحب تفسير المنار . قال الإمام محمد عبده في حق هذا المنهج وطرقته :
(التفسير الذي نطلبه هو فهم الكتاب من حيث هو دين يرشد الناس الى ما فيه سعادتهم في حياتهم الدنيا وحياتهم الآخرة ، فان هذا هو المقصد الأعلى منه ، وما وراء هذه المباحث تابع له أو وسيلة لتحصيله) (1) .
وفي كلام آخر قال :
(التفسير الذي قلنا إنه يجب على الناس على أنه فرض كفاية ، هو ذهاب المفسر الى فهم مراد القائل من القول ، وحكمة التشريع في العقائد والأخلاق والأحكام على الوجه الذي يجذب الأرواح ، ويسوقها الى العمل ، والهداية المودعة في الكلام ، ليتحقق فيه معنى قوله : ((هدى ورحمة) . فالمقصد الحقيقي وراء تلك الشروط والفنون هو الإهتداء بالقرآن(2)) (3) .
ويستدل أصحاب هذا اللون من التفسير بأن القرآن الكريم أنزله الله دستوراً لحياة الانسان ، ولابد أن يسعى المفسر في بيانه لتوصيل هداية القرآن الى العقول والقلوب ، وذلك بشرح مبادئه ، وبيان الحكمة من شريعته ، وتوضيحها وتقديمها الى المسلمين وأهل الأرض جميعاً ، من حيث أنها شريعة فطرية تحقق سعادة البشر وتكفل مصالحه ، والحذر من كل ما يصرفه . (4)
وممن يتبع هذا المنهج من المعاصرين الزحيلي في تفسير المنير والقرائتي في تفسير النور والقرشي في أحسن الحديث وسعيد حوى في الأساس في التفسير والشعراوي في تفسيره وسيد قطب في تفسير في ظلال القرآن . وفي تقديري أن هذه الخطى من التفسير في بيان المراد من آي الكتاب من أحسن الطرق في تفسير كتاب الله العزيز في وقت كثر فيه القول والبيان والدعوة الى الإسلام وعند ما يظل الكتاب هو المرجع وموضع الثقة ، فالتفسير الهدايي إرشاد وهداية لتدبر القرآن الكريم وإيضاح لمراداته والتقرب الى سلوكه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- المنار ، 1/17 .
2- نفس المصدر .
3- راجع : شريف محمد إبراهيم شريف ، اتجاهات التجديد في القرآن الكريم/ 309 .
4- أنظر مقدمة تفسير الشعراوي في ذلك وكيف نتعامل مع القرآن ، لمحمد الغزالي من المعهد العالمي للفكر الإسلامي .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|