أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2014
2187
التاريخ: 17-10-2014
8546
التاريخ: 17-10-2014
10694
التاريخ: 17-10-2014
2493
|
الذي اتفق عليه النحاة المتأخرون ان كان واخواتها ثلاثة عشر فعلا(1)، كلها يرفع الاسم وينصب الخبر. وهي : كان، اصبح، اضحى، ظل، امسى، بات، صار، ليس، ما زال، ما برح، ما انفك ما فتى، ما دام.
ولا يشترط في الثمانية الافعال الاولى ان يتقدمها شيء معين، واما الخمسة بعدها فضربان : احدهما يشترط ان يتقدمه نفي او شبهه، وشبه النفي هو النهي، والاستفهام الانكاري، والدعاء. وهو : زال، برح، انفك، فتى. والاخر : يشترط فيه ان تتقدم عليه ما المصدرية الظرفية وهو دام خاصة.
وما تصرف من هذه الافعال فانه في حال مضيه كما يعمل في سائر احواله. وتنقسم من حيث التصرف الى ثلاثة اقسام :
1- قسم جامد لا يتصرف، وهو (ليس) بالإنفاق، و(دام) على القول الصحيح.
2- قم يتصرف تصرفا ناقصا، فلا يكون منه المصدر ولا الأمر، وهو افعال الاستمرار : ما زال، ما برح، ما فتى، ما انفك.
ص40
3- قسم يتصرف تصرفا تاما، وهو باقي الباب.
وسأتكلم على مظاهر الانشاء في افعال هذا الباب من حيث ذاتها، ثم من حيث مدخولها.
1- اما الكلام على مظاهر الانشاء في افعال هذا الباب من حيث ذاتها فهو وثيق العلاقة بالكلام على تصرفها وعدم تصرفها.
1- فأما ما لت يتصرف مطلقا، وهو : دام وليس، فالكلام في الواحدة منهما يختلف عن الاخرى. اما دام فلا تعمل عملها الا اذا كانت مسبوقة بما الصدرية الظرفية. فهي بذلك تتنافى مع مظهر الانشاء، اذ الظرف والمصدر غير النائب عن فعل الامر لا يوصفان بالإنشاء.
أليس الليل يجمع ام عمرو وايانا فذاك بنا تداني(7)
ص41
2- وما مت يتصرف تصرفا، وهو : زال، وبرح وانفك، وفتى، فانها كما ترد باسلوب خبري ترد كذلك بأسلوب انشائي، بيد انها لا ترد في اسلوب الامر، لان من شرط نقصانها ان يتقدم عليها نفي او شبهه، ملفوظ به او مقدر، ولا ريب ان النفي لا يصلح مع الامر. وهي كذلك بصيغتها الذاتي الماضوية او المضارعية لا تكون منها صيغا أمرية لنقص تصرفها
فالأحوال التي يمكن تصور الاسلوب الانشائي فيها هي احوال تقدم شبه النفي عليها، وشبه النفي هو النهي والدعاء والاستفهام.
فمثالها مع النهي قول الشاعر :
صاح شمر ولا تزال ذاكر المو ت فنسيانه ضلال مبين(8)
ومع الدعاء قول ذي الرمة :
الا يا اسلمى يا دار مي على البلى ولا زال منهلا بجرعائك القطر
ومثله الدعاء بلن، بناء على القول بمجيئها للدعاء، ومنه قول الاعشى :
لن يزالوا كذلكم ثم لا زلـ ـت لهم خالدا خلود الجبال
ومثالها مع الاستفهام الانكاري قولك : الم تزل مصرا على الضلال.
3- ما يتصرف تصرفا تاما، وهي باقي افعال الباب، فتلك الافعال صالحة بطبيعتها لان يأتي منها الامر، والنهي، والدعاء، والاستفهام.
واليك امثله لهذا التصرف الانشائي من الفعل (كان) الذي يسمى ام الباب. فمثال الامر منه قولك : كن ثابت القدم. وقد عرفت ان الامر قد يخرج الى معان مجازية كالتعجيز في قوله تعالى : (قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا) (9)، والتبعيد كقولك : كن مصارعا لهذا الاسد.
ص42
والارشاد كقوله (10) :
وكن على حذر للناس تكتمه ولا يغرنك منهم ثغر مبتسم
ومثال النهي قوله تعالى : (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ)(11).
ومثال الدعاء في الماضي قولك : كان الله عونا لك. وفي المضارع : لا يكون الله غاضبا عليك.
ب- واما من حيث مدخولها فالكلام فيه من ناحيتين :
الاولى : اسمها، وقد اشترط النحاة في اسمها الا يكون مما له الصدارة، وبذلك لا يجوز ان تكون اسماء هذه الافعال متضمنة معنى انشائيا كأسماء الاستفهام، لان الاسم اذا تضمن معنى انشائيا لزم الصدارة. والقاعدة ان اسماء هذه الافعال لا تتقدم عليها.
الثانية : خبرها. وخبرها اما ان يكون مفردا، واما ان يكون جملة اما خبرها (المفرد) فانه يصح ان يكون اسم استفهام متقدما عليها. تقول : اين كان محمد؟ وكيف صار علي؟ ومتى يكون السفر؟ وانما جاز الاخبار بأسماء الاستفهام في هذا لأنها واجبة التقديم، وبتقديمها على الجملة احدثت معنى الاستفهام، فلم يبق في الفعل بعدها اخبار حي يتناقض الكلام.
بيد انت يستثنى من هذه الافعال ليس ودام وافعال الاستمرار، فهذه الافعال لا يصح ان يكون خبرها مما لزم الصدر، لأنه لو كان كذلك لتقدم عليها، وهي لا تتقدم عليها اخبارها كما تتقدم في سائر افعال
ص43
الباب، فلا يجوز ان تقول : عند من ليس زيد؟ ولا اين ما يزال زيد؟ لما ذكرناه.
اما اذا كان خبر هذه الافعال (جملة) فقد منع النحاة ان تكون جملة طلبية، لم يختلفوا في ذلك كما اختلفوا في خبر المبتدأ.
وانما منعوا ذلك لان الافعال الناقصة، أي كان واخواتها، صفات لمصادر اخبارها. فمعنى قولك : اصبح زيد قائما : لزيد قيام في الزمن الماضي وقت الصباح. وكذا سائر الباب، اذ ان سائر هذه الافعال الناقصة فيها معنى الكون مع قيد اخر.
فلو اتت اخبارها جميلا طلبية فليس يخلو امرها هي –أي الافعال- من ان تكون بصيغة الخبر او بصيغة الطلب.
فان كانت الافعال بصيغة الخبر وخبرها بصيغة الطلب، تناقض الكلام. ووجه تناقضه ان هذا الافعال لما كانت صفة لمصدر خبرها دلت على ان المصدر مخبر عنه بالحصول في احد الازمنة، والطلب من الخبر يدل على انه غير محكوم عليه بالحصول في احدها، فمن هناء جاء التناقض. فلو قلت : كان زيد هل ضرب غلامه، كان ضربه لغلامه مخبرا عنه بكان ثابتا عند المتكلم، مسئولا عنه بهل غير ثابت عنده. وهذا تناقض.
وان كانت هذه الافعال الناقصة بصيغة الطلب فانه يكتفي حينئذ بالطلب الذي فيها عن الطلب الذي في اخبارها (ان كان الطلبان متساويين)، اذ الطلب فيها طلب في اخبارها. تقول : كن قائما، أي قم، وهل يكون قائما؟ أي هل يقوم؟ فلا داعي الى تكرار الطلب. ومما
ص44
ورد شاذا قول بعض بني نهشل (12) :
وكوني بالمكارم ذكريني ودلي دل ماجدة صناع
وقد اولوه بتقدير القول، أي ممن اقول له ذكريني.
واما اذا لم يتساو الطلبان اللذان في الفعل الناسخ وفي الخبر، وذلك اذا اختلفا، بان يكون الطلب الذي في الناسخ امرا والطلب الذي في الخبر استفهاما، نحو : كونوا هل فهمتم؟ فانه ممنوع ايضا، لما يترتب عليه من اجماع طلبين مختلفين على مصدر الخبر – وهو الفهم – في حالة واحدة، وهو محال.
سيبويه 1 : 21-37 الانصاف 99-106 ابن يعيش 7 : 89-115 الشذور 218-222، 321 ابن عقيل 1 : 235-268 التصريح 1 : 183-195 الاشموني والصبان 1 : 225-246 الهمع 1 : 111-117 الخزانة 4 : 57
ص45
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قال الرضى في 2 : 27 : (لم يذكر سيبويه منها سوى كان، وصار، ومادام، وليس، ثم قال : وما كان نحوهن من الفعل مما يستغني عن الحبر). قال الرضي : (والتظاهر انها غير محصورة، وقد يجوز تضمين كثير من التامة معنى الناقصة). ثم سرد الرضى افعالا كثيرة حملها على اخوات كان. فأنظره.
(2) الآية 36 من سورة الزمر.
(3 )الآية 53 من سورة الانعام.
(4) الآية 78 من سورة هود.
(5) الآية 37 من سورة الزمر.
(6) هو جحدر بن مالك الحنفي اللص، كما في الخزانة 4 : 483 عن كتاب اللصوص للسكري. ذكر البغدادي انه ارد ما قيل في باب القناعة من لقاء الاحباب. وذكر ابن قتيبة في الشعراء 410 ان الشعر للنعلوط.
(7 ) يروى : (بنا تلاقي)، وهو تحريف. وبعده :
نعم وترى الهلال كما اراه ويعلوها النهار كما علاني
(8) البيت من الابيات المجهولة القائل.
(9) الآية 50 من سورة الاسراء
(10) هو المتبني. ديوانه 2 : 385 برواية : (تستره ولا يغرك).
(11) الآية 47 من سورة الانفال.
(12) الخزانة 4 : 57 ونوادر ابي زيد 30. والشاعر جاهل كما نص ابو زيد. انظر شواهد المغني للسيوطي 309.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|