أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-1-2016
6833
التاريخ: 24-06-2015
2771
التاريخ: 11-3-2016
2523
التاريخ: 21-06-2015
3076
|
هو سعيد بن عبد اللّه الضرير المعروف بسعادة الحمصيّ الأعمى، كان مملوكا لبعض الدمشقيّين، و قد أضرّ (عمي) في شبابه.
كان سعادة الحمصيّ يسكن حمص، و لكنّه - فيما يبدو-كان كثير الأسفار للتكسّب بالشعر: ذهب الى القاهرة و مدح صلاح الدين الأيّوبي (564-589 ه) في مطلع حكمه بقصيدة طائية فأثابه صلاح الدين عليها بألف دينار. و يبدو أنّه مدح آخرين أيضا، فقد رجع من مصر بوفر كبير و غنى ظاهر. ثمّ رأيناه في دمشق في عاشر شعبان من سنة 571(26-2-1176 م) ، و في حماة في ثامن صفر من سنة 572(16-8-1176 م) .
و كانت فاته في أواخر القرن السادس للهجرة (الثاني عشر للميلاد) .
كان سعادة الحمصيّ الأعمى ذكيّا حادّ الذهن و شاعرا مكثرا كثير المعاني متين السبك حسن الصناعة. و أكثر شعره المديح، و له أوصاف بارعة.
مختارات من شعره:
- وفد سعادة الحمصيّ على صلاح الدين الأيوبيّ بقصيدة منها:
وقفت و أنضاء المطيّ ضحى تمطو... وقوف جو أنحى على قربه الشمط (1)
على دارسات من رسوم كأنّها... صحائف كتب لا يبين لها خطّ
أخاطب منها صامتا غير ناطق... و من عبراتي في ترائبها سمط (2)
خليليّ، هل من حامل لي تحيّة... إلى قمر نجم الثريّا له قرط
نشدتكما، بالشام عوجا و سلّما... على ظبيات أسد ألحاظها تسطو
على المائسات اللاء رنّحها الصبا... على الآنسات اللاء نفّرها الوخط (3)
بنفسي و أهلي أنت من بابليّة... لها و اليها الحلّ في السحر و الربط
فلا و لماها العذّب، لا كنت ناقضا... عهود هواها لا و لا ساليا قطّ
فكيف و عندي من هواها صبابة... تكاد بها منّي الجوانح تنقّط (4)
و وجد كوجد الناصر الملك بالعلى... و بالشرف السامي الذي ما له هبط
فتى مهتدي الآراء في كلّ حادث... مضل لآراء الملوك بها خبط (5)
و ما كتبه - مذ كان - الاّ كتائب... حروف ظباها بالطلى ما لها كشط (6)
فتى من بني أيوب، إن همّ أو همى ... فما الغيث إذ يحبو و ما الليث اذ يسطو
- و مدح سعادة الأعمى صلاح الدين، في دمشق سنة 571 ه بقصيدة منها:
و مرابع تهدي الى سكّانها... طيبا إذا نفحت على سكّانها
أرجا لدى الغدوات تحسب أنّه... مسك إذا وافاك من أردانها
فالنّور تيجان على هاماتها... و النّور أثواب على أبدانها
و الورق قينات على أوراقها... تفتنّ بالألحان في أفنانها (7)
و أبيت من و له و فرط صبابة... أبكي على ما فات من أزمانها
أيّام كنت بها و كانت عيشتي... كالروضة الميثاء في إبّانها
دار هي الفردوس الاّ أنها... أشهى من الفردوس عند عيانها
سلطانها الملك ابن أيوب الذي... كفّاه لا تنفكّ عن هطلانها
بمواهب لو لم أكن نوحا لما... نجّيت يوم نداه من طوفانها
تلك السيوف المرهفات بكفّه... أمضى على الأيّام من حدثانها
و اذا جحافله أثرن سحائبا... لمعت بروق النصر في أحضانها
كم قدتهنّ، أبا المظفّر، ظافرا... و الأسد صائلة على عقبانها
متواثبات للطعان؛ فلا كبت... تلك العتاق الجرد يوم طعانها
أقسمت، ما هدّ من أركان العدى... الاّ بما شيّدت من أركانها
- و قال في الشمعة (الصعدة: الرمح. اللهذم: سنان الرمح) :
و شادن نادمته... تحت رواق الغيهب
بدر دجى مقترن... من كأسه بكوكب
يطعن أحشاء الدجى... عند الرضا و الغضب
بصعدة من فضّة... لهذمها من ذهب
- و قال يصف النار:
يا حسن نار أتتنا... في حندس الظلماء
وافت إلينا تهادى... في حلّة حمراء
حتّى إذا ما توارت... عن ذلك الإيراء (8)
أبدت قراضة تبر... في خرقة دكناء (9)
___________________
1) أنضاء المطي (الدواب التعبة) . تمطو: تسرع. جو: محب: انحى: مال. الشمط: بدء الشيب.
2) و من عبراتي (دموعي) في ترائبها (جوانب صدرها) سمط (خيط تنظم فيه اللآلي) كناية عن كثرة بكائه.
3) رنحها: هزها، جعلها تتمايل. الصبا. الشباب. نفرها (أمالها عني) الوخط (كثرة الشيب) .
4) الجوانح: أضلاع الصدر. تنقط: تتقطع.
5) الخبط: السير على غير هدى. مضل نعت «حادث» .
6) الظبا: السيوف. الطلى: الأعناق. الكشط: المحو. الاقلام اذا كتبت في الورق يمحى ما تكتبه و ما تكتبه السيوف في الطلى (الأعناق) لا يمحى.
7) ورق جمع ورقاء: حمامة. قينات: مغنيات. تفتن: تتفنن. أفنان: أغصان.
8) توارت (اختفت) الجمرات تحت الرماد. الايراء: شدة الاشتعال.
9) بقايا النار تشبه قطعا صغيرة من تبر (ذهب) في خرقة دكناء (سمراء) من الرماد.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|