المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



رشيد الدين الوطواط  
  
5285   01:49 صباحاً   التاريخ: 27-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص367-369
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015 1942
التاريخ: 10-2-2016 6334
التاريخ: 30-9-2019 2231
التاريخ: 30-12-2015 7375

هو رشيد الدين محمّد بن محمّد بن عبد الجليل بن عبد الملك بن محمّد ابن عبد للّه العمريّ، نسبة الى عمر بن الخطّاب، المشهور باسم رشيد الدين الوطواط، ولد في بلخ. و كانت وفاته في خوارزم، سنة 573 ه‍ (1177- 1178 م) .

كان رشيد الدين الوطواط أديبا كاتبا شاعرا عالما باللغة و النحو و الأدب يكتب باللغة العربية و اللغة الفارسية. و له شعر و رسائل. و نثره أفضل من شعره. ثمّ انّ رشيدا الوطواط مصنّف له باللغة العربية: ديوان شعر- ديوان رسائل- تحفة الصديق من كلام أبي بكر الصدّيق-فصل الخطاب من كلام عمر بن الخطّاب- أنس اللهفان من كلام عثمان بن عفّان-مطلوب كلّ طالب من كلام عليّ بن أبي طالب[عليه السلام].

مختارات من آثاره:

- كتب رشيد الدين الوطواط تقليد حسبة صدر عن ديوان خوارزم (مرسوما صادرا عن ديوان دولة خوارزم لتعيين محتسب-موظّف يتولّى النظر في الأسواق لمنع الغشّ و للمحافظة على الأخلاق و الآداب العامّة) :

«انّ أولى الأمور بأن تصرف أعنّة العناية الى ترتيب نظامه، و تقصر الهمم على مهمّة إتمامه، أمر يتعلّق به صلاح الدين و يتوقّف عليه صلاح المسلمين، و هو أمر الاحتساب. . . . .

(و قد عيّنا فلانا في هذا المنصب) «و أمرناه أولا: أن يجعل التقوى شعاره و الزهد دثاره (1)، و العلم معلمه و الدين مناره (2)؛ ثمّ يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و يقيم حدود الشرع على وفق النصوص و الأخبار و مقتضى السنن و الآثار (3). . . . . و أمرناه أن يبالغ في تعديل المكاييل و الموازين على وفق أحكام الشرع و الدين. فان وجد تفاوتا في شيء منها سوّاه و عدّله و غيّره و بدّله و أدّب صاحبه على رؤوس الأشهاد لينزجر(4)عن مثله أهل الخيانة و الفساد. . . . . و سبيل الأئمّة العلماء و كافة الرعايا-حاطهم اللّه-أن يتوفّروا على تعظيم قدره و تفخيم أمره. . . . و لا يعترضوا عليه في شغل الاحتساب، فإنّ ذلك أمانة هو حاملها و وديعة هو ضامنها، و السلام» .

- و قال في أحوال الدنيا:

تروح لنا الدنيا بغير الذي غدت... و تحدث من بعد الأمور أمور

و تجري الليالي باجتماع و فرقة... و تطلع فيها أنجم و تغور

فمن ظنّ أن الدهر باق سروره... فقد ظنّ عجزا: لا يدوم سرور

__________________________

1) الشعار: ثوب يلبس مما يلي البدن. الدثار: رداء ضاف يلبس فوق الثياب. -أن يتقي اللّه في كل أمر.

2) المعلم: العلامة على الطريق يستدل بها المسافر على وجهة سفره. المنار: الضوء الذين يستنير به الانسان في سيره.

3) النصوص: نصوص الشرع (من القرآن و الحديث و الفقه) . الأخبار و السنن و الآثار: الأحوال المروية في السلوك في الحياة و في الأمور عن الرسول و الصحابة.

4) على رؤوس الاشهاد: علنا. انزجر عن الأمر: ابتعد عنه، اجتنبه.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.