المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



الأرجاني  
  
3592   10:21 مساءاً   التاريخ: 26-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص290-291
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2015 10853
التاريخ: 21-06-2015 1937
التاريخ: 28-12-2015 3560
التاريخ: 4-8-2018 1869

هو القاضي ناصح الدين أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحسين الأرجاني، نسبة الى أرجان (بتخفيف الراء و تشديدها) و هي بلدة في خوزستان. يرجع أصل الأرجانيّ الى الأنصار (أهل المدينة) . و قد كان مولده في شيراز 460 ه‍ (1068 م) .

«كان الأرجانيّ في عنفوان عمره بالمدرسة النظامية في أصبهان» (وفيات الاعيان 1:83) . و قد تولّى القضاء في خوزستان: تارة في تستر و تارة في عسكر مكرم، ناب في القضاء عن ناصر الدين أبي محمّد عبد القاهر بن محمّد ثمّ عن عماد الدين أبي العلاء رجاء.

و مات الأرجاني في ربيع الأوّل من سنة 544(تموز-يوليو 1149 م) في تستر، و قيل في عسكر مكرم.

الأرجاني شاعر مكثر لم يصل إلينا من شعره الاّ نحو عشره. و شعره سهل رائق رقيق النسج واضح المعاني. غير أنّ أكثر شعره المديح و الفخر و يغلب عليهما المتانة و النفس العربي القديم. و له أشياء من الحكم.

مختارات من شعره:

- قال الأرجاني في المشورة:

شاور سواك، إذا نابتك نائبة... يوما؛ و إن كنت من أهل المشورات

فالعين تبصر منها ما دنا و نأى... و لا ترى نفسها إلاّ بمرآة

- و قال في الشكوى من الدنيا و من الناس:

لا عار ان عطلت يداي من الغنى... كم سابق في الخيل غير محجّل (1)

صان اللئيم-و صنت وجهي- ماله... دوني، فلم يبذل و لم أتبذّل (2)

ذهب الذين صحبتهم فوجدته... مسحب المؤمّل أنجم المتأمّل (3)

و بليت بعدهم بكلّ مذمّم ... لا مجمل طبعا و لا متجمّل (4)

فلقد دفعت إلى الهموم، تنوبني... منها ثلاث شدائد جمّعن لي

أسف على ماضي الزمان، و حيرة... في الحال منه، و خشية المستقبل

ما إن وصلت الى زمان آخر... إلاّ بكيت على الزمان الاول

_____________________

1) سابق: حصان يسبق الخيل (في يوم الرهان) . التحجيل بياض في قوائم الفرس، فوق الحافر، و فيه أحوال مختلفة أحسنها أن يكون الفرس محجل القائمتين الخلفيتين و القائمة الامامية اليسرى: محجل الثلاث مطلق اليمين. و التحجيل يدل على كرم أصل الفرس. -يقول الشاعر: قد يسبق الفرس و لو لم يكن محجلا. و كذلك قد يفضل الانسان غيره و لو لم يكن غنيا.

2) هو لم يبذل (لم يعطني) ، و أنا لم أتبذل (لم أذل نفسي بسؤاله) .

3) سحب المؤمل: كرماء يعطون بلا سؤال. أنجم المتأمل: يهتدي بهم كل من اقتدى بهم.

4) مذمم: مذموم، سيء. لا مجمل طبعا و لا متجمل: ليس ذا خلق كريم و لا هو يتظاهر بالخلق الكريم.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.