المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

تقليم أشجار الحمضيات
2023-03-01
موارد سقوط حقّ العامل
26-11-2015
مزايا الوسائل التقليدية لتعويض الضرر المعنوي
21-3-2017
رقيم بن الياس بن عمرو البجلي
19-8-2017
سالم بن عمار الصائدي الهمداني
28-9-2017
السموم المهيجة - المثيرة
8-4-2016


إبراهيم اليازجي  
  
1929   01:27 مساءً   التاريخ: 4-8-2018
المؤلف : عمر الدسوقي
الكتاب أو المصدر : نشأة النثر الحديث و تطوره
الجزء والصفحة : ص :92
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2015 2830
التاريخ: 13-08-2015 2462
التاريخ: 30-12-2015 4460
التاريخ: 27-09-2015 13183


إبراهيم اليازجي، وقد اشتهر بأبحاثه اللغوية، ولكنه كان يحترف الصحافة فأنشأ مجلة البيان، وكان يؤثر الأسلوب المسجوع شأن كل أدباء الشام في تلك الحقبة، ومن مقالاته الأدبية قوله عن الحرب: "الحرب مناجزة المتخاصمين، بالسلاح طمعًا في جر مغنم، أو دفعًا لمغرم، فهي هجوم ودفاع، وسطوة وامتناع، فطر عليها الإنسان، لما في طبعه من الأثرة، والعدوان، ونزعت إليها القبائل، والممالك في كل زمان ومكان على ما يصحبها من نهب الأعمار وهدر الدماء، واستباحة الذمار وجوائح البلاء، وما تجد وراءها من البوار والدمار، والجوع والوباء ... إلخ".
ونرى له قطعًا وصفية في الزهرة والقمر وغيرهما، وهي تسير على هذا النمط، ويكثر فيها من ضروب الخيال التفسيري من تشبيه واستعارة، وترى الافتعال والتكلف واضحين في مثل هذه كقوله يصف الزهرة: "وإذا رأيتها بارزة في طليعة الكواكب، وقد تجلت في فلكها حين لا يبدو طالع، ولا غارب، فاستلت من الهلال سيفًا استقبلت نحر الظلماء، ثم نادت في جيشها، فإذا به قد طبق نواحي السماء، فبرز الرامي فأوتر قوسه، وانتصب للنضال، ووضع الجبار يده على سيفه ونادى: يا للنزال! وأشرك السماك رمحه فخفق له فؤاد العذراء، وأطلق المريخ سهمه، فإذا هو مضرج بالدماء، وتتابع سائر الجيش بسلاحه، فلا ترى إلا وميضًا وبريقًا وأسنة قد غاصت في كبد الدجنة فمزقتها تمزيقًا، فما أقبل جيش الصباح إلا والأفق مخضوب بدم الدجى، وقد بلغ سيله الزبى بل جاوز الربى".
وهكذا نراه قد أقام نجوم السماء في حرب ضروس بعضها مع بعض، وتخيل هذا الخيال الغريب، ولم نفد نحن من هذا الوصف شيئًا، ولم تزدنا تشبيهاته ومجازاته علمًا بالمشبه أو الموصوف، وهذا شأن أدب الصنعة الذي لم تبعثه عاطفة أو غرض سام، وكأني بهؤلاء الناس لم يدركوا وظيفة الأدب، ولا مهمة أركان البلاغة.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.