المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الحاجات الحياتية للأطفال  
  
1752   10:12 صباحاً   التاريخ: 25-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص107-109
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية والجنسية /

إن أول واهم حاجة تشغل الإنسان منذ ولادته وحتى وفاته حاجته الحياتية، فالإنسان قادر على البقاء على قيد الحياة بدون ان يملك عاطفة او إحساساً بالرغبة، او بدون مرح ونشاط، او بدون جوانب الرشد الراقية، ولكنه غير قادر على الحياة بدون قضاء الحاجات الحياتية الاساسية، فالحاجات الحياتية امر مهم لاستمرار الحياة واستمرار بقاء الإنسان، وحاجتنا الى بعضها قد تصل الى حد من الشدة، بحيث لن نكون قادرين على العيش لساعة بدونها، وقد لا تصل حاجتنا الى الاخريات الى هذا الحد، ومثالنا عن الحالة الاولى هو الهواء والاوكسجين، وللحالة الثانية الغذاء والنوم والاستراحة.

الحاجات الحياتية يمكن تشبهها بحاجة السيارة الى الوقود، حيث تتوقف الحياة بدونها، كالحاجة للماء والخبز، والنوم والاستراحة، والصحة، والنظافة، والحركة قد شبهت هذه اللبنات التحتية، وفقدانها سيهيء الشروط المناسبة للشعور بالألم والاختلال السلوكي، واحياناً العقد والاضطراب والحيرة.

ـ اهمية الغذاء :

تأتي الحاجة للغذاء بعد الحاجة للهواء والاوكسجين من حيث الاهمية، والتي لها تأثير بالغ في السلامة والمرض والنواحي العاطفية والنفسية عند الطفل، فالأمهات ومن خلال ارضاع الحليب لأولادهن سيهيئن الظروف المناسبة لرشدهم ونموهم العاطفي.

وعلينا الاهتمام بغذاء الطفل، لأن الجوع الشديد يسبب الضعف والنحول وفقدان الاشتهاء، واحياناً يسبب تهيجاً وتحريكاً للأحاسيس والعصبية والاضطراب، ويزيد من مشاكل الطفل وانزعاجه، فالكثير من اختلاق الأعذار والشعور بالتعب والعذاب وتوهم الاحساس بالخطر والاهتمام الزائد بالحصول على الطعام، ينشأ عن هذا النقص.

وفي الوقت نفسه ينبغي ان نذكر ونشير الى انه لا يجب اعتبار كل مشكلة تطرأ على الطفل مرتبطة بغذائه، او ان تقوم بعد موت الاب او استشهاده بإغراء الطفل بالطعام واشغاله به لكسب قلب الطفل واشغاله عن الحادث، والتصرف بهذه الطريقة فضلاً عن ضرره التربوي سيسبب صدمة قوية للطفل، ولربما عرض سلامته ايضاً للخطر.

طبعاً نحن لا ننكر بأنه بالإمكان جعل الطفل اكثر ارتباطاً بنا من خلال التغذية والاعتناء بغذاء الطفل، حيث نكون فضلاً عن قيامنا بالقضاء على الشعور بالخوف والخطر الناتج عن موت الاب لدى الطفل زدنا من ارتباط الطفل بنا ووجهناه الى الناحية المنشودة وفي الاتجاه الذي نرى فيه الخير والصلاح.

" الإنسان عبد الإحسان والبر" كما يقال، والطفل ارقى اوجه الإحسان تتمثل في الاعتناء بغذائه.

ـ النوم والاستراحة :

يخلد جميع الافراد بعد التعب والجهد اليومي الى النوم، ولكن النوم بالنسبة لهؤلاء الاطفال له معنى آخر ايضاً، فهو وسيلة لتهدئته وإخماد حزنه وعذابه، النوم نعمة كبيرة للأطفال المصابين باليأس، والمغمورين بالحزن، والذين يبكون على موت الاب دائماً، ربما كان سبباً ايضاً للنسيان في بعض الاحيان.

يجب تعيين برنامج محدد لنوم هؤلاء الاطفال واستراحتهم، حتى وان تطلب ذلك دفع الطفل للعب او القيام ببعض الحركات والانشطة الرياضية المفيدة قبل النوم، وبالتالي إرهاقه وإخضاعه للتعب مما يجعله يسترخي في نوم عميق.

ففي السنين الاولى وحتى السابعة من المناسب تعيين (8 -12) ساعة يومياً لنومه واستراحته، وفي الوقت نفسه علينا وقايته من التعب الزائد والتحريك العصبي.

تخمد الهيجانات نتيجة النوم الكافي، وكذلك تنبعث في الجسم طاقة جديدة للعمل والنشاط، والتي ستؤدي وبالتالي الى الشعور بالحيوية، وكذلك يعمل النوم الكافي على ترميم قوى الإنسان ويساهم في نموه من دون صعوبة، وهذا الامر إيجابي بالنسبة إليهم. وفي بعض الاحيان قد يتعذر النوم على الطفل لأسباب نفسية، او لحزن واسى المّ به نتيجة امر ما، في هذه الحالة فإن قصّ بعض القصص والحكايات له سيؤثر تأثيراً كبيراً في خلوده للنوم.

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.