أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-03-2015
3669
التاريخ: 9-5-2017
4758
التاريخ: 2024-09-14
200
التاريخ: 2024-09-08
189
|
يمكن أن نذكر لمراحل التفسير في عصر التدوين أربع خطوات :
الأولى : تدوين الأحاديث التفسيرية ضمن الكتب الروائية.
الثانية : تدوين الأحاديث التفسيرية مع الأسانيد مستقلة عن كتب الحديث ، مثل ما فعل ابن أبي حاتم ، المتوفى سنة 327هـ وغيره من العلماء .
الثالثة : تدوين الأحاديث التفسيرية مع اختصار في الاسانيد أو حذفها رأساً ، فنقلوا الأقوال التفسيرية المأثورة دون أن ينسبوها لقائليها ، فدخل الوضع في التفسير ، والتبس الصحيح بالعليل ، فنقله كثير من المتأخرين في تفاسيرهم ، بظن أن كل ما فيها صحيح .
الرابعة : اختلاط التفسير بالمأثور بالتفسير العقلي ، وقد امتدت من العصر العباسي الى يومنا هذا ، وقد تدرجت كما يلي :
بدأ ذلك أولاً على هيئة محاولات فهم شخصي ، وترجيج لبعض الأقوال على بعض ، وكان هذا أمراً مقبولاً ما دام يرجع الجانب العقلي منه الى حدود اللغة ودلالة الكلمات القرآنية ، ثم أخذت محاولات هذا الفهم الشخصي تزداد ، متأثره بالمعارف المختلفة ، والعلوم المتنوعة والآراء والعقائد المتباينة ، فتشعبت مذاهب الخلاف الفقهي ، وأثيرت مسائل الكلام ، وظهر التعصب المذهبي في العصر العباسي ، وقامت الفرق الإسلامية بنشر مذاهبها ، وترجمت كتب كثيرة من كتب الفلاسفة ، فامتزجت هذه العلوم وما يتعلق بها من أبحاث بالتفسير ، حتى غلب الجانب العقلي على الجانب النقلي ، فظهرت آثار الثقافة الفلسفية للمسلمين في تفسير القرآن ، كما ظهرت آثار التصوف وآثار النحل والأهواء فيه ظهوراً جليا.
وإنا نلحظ بوضوح : أن كل من برع في فن من فنون العلم ، يكاد يقتصر تفسيره على فن الذي برع فيه ، فالنحوي لا هم له إلا الإعراب ، وذكر ما يحتمل فيه من أوجه ، وتراه ينقل مسائل النحو وفروعه وخلافياته ، ومن هؤلاء الزجاج والواحدي في (البسيط) ، وأبو حيان في (البحر المحيط).
ونرى صاحب العلوم العقلية يعنى في تفسيره بأقوال الحكماء والفلاسفة ؛ كالفخر الرازي في (مفاتيح الغيب).
وصاحب الفقه تراه يعنى بتقرير الأدلة للفروع الفقهية ، والرد على من يخالف مذهبه ؛ كالجصاص والقرطبي.
وصاحب التاريخ ، ليس له شغل إلا القصص وأخبار من سلف .
وأصحاب التصوف قصدوا ناحية الترغيب والترهيب ، واستخراج المعاني الإشارية من الآيات القرآنية ، بما يتفق مع مشاربهم (1).
قال الدكتور رضائي الاصفهاني ما ملخصه : يمكن تحديد أسباب ظهور المناهج التفسيرية وألوانها بما يلي :
طبيعة القرآن
نزل القرآن طيلة ثلاث وعشرين سنة بآيات مختلفة المضامين ، ومن المعلوم أن مقتضى طبيعة كتاب كهذا ، إذا اردنا معرفته ، هي الرجوع الى آيات منه لحل الإجمال في آيات أخرى ، ففيه ناسخ ومنسوخ ، وعام وخاص ، ومطلق ومقيد ، ومن هنا نشأ منهج تفسير القرآن بالقرآن .
أمر القرآن باتباع كلام الرسول (صلى الله عليه واله)
إن القرآن يكلف النبي (صلى الله عليه واله) ببيان القرآن للناس ، فيجب على الناس الاستماع الى الروايات التفسيرية المأثورة عن النبي (صلى الله عليه واله) فمن هنا نشأ منهج التفسير بالمأثور .
عقائد المفسرين
بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه واله) ظهرت مذاهب مختلفة ، مثل : الشيعة والسنة ، ومذاهب فقهية ، مثل : المذاهب الأربعة المعروفة. ووجدت أيضاً المذاهب الكلامية مثل المعتزلة والأشاعرة ، وامتدت هذه الاختلافات العقائدية الى تفسير الآيات ، فأكد أصحاب هذه المذاهب الآيات المناسبة لمذاهبهم وتوسعوا فيها ، وأولوا الآيات المخالفة لآرائهم أو سكتوا عنها في الغالب .
تأثير الآراء والمذاهب والعلوم في التفسير
شهد القرن الثاني ترجمة كثير من تأليفات اليونانيين والإيرانيين الى اللغة العربية ، مما كان يتعلق بالعلوم العقلية أو التجريبية ، وفي ظل هذه العملية ظهر علم الطب والفلسفة بين المسلمين ، فظهرت بتأثير ذلك المناهج العلمية والفلسفية في التفسير .
الأجواء الحاكمة في زمن المفسر
أراد بعض المفسرين ، حل المشاكل الاجتماعية التي كانت موجودة في زمنهم وحاكمة على بلادهم ، فاستفادوا من الآيات ما يرون فيه حلا لما يعانونه من المشكلات الأخلاقية أو السياسية أو غيرهما ، ومن هنا نشأ التفسير العصري والاجتماعي .
ونرى ظهور هذه التفاسير أكثر من السابق ، بعد تفسير المنار ، فهو الرائد للتفاسير العصرية والحامل للأفكار التي تهدف لحل المشاكل الوافدة على الأمة الإسلامية ، ولا يزال هذا النوع من التفسير مستمراً حتى الآن .
تخصص المفسر
بعض المفسرين متخصص في بعض العلوم ، وهؤلاء حينما يفسرون القرآن ويصلون الى الآيات المرتبطة بتخصصهم يقفون عندها أكثر من غيرهم ، ويستفيدون من علومهم في تفسير هذه الآيات ، الأمر الذي يلون تفسيرهم بلون خاص (2).
طبيعة الخلقة الإنسانية
إن الله تعالى لم يخلق الناس على نمط واحد ، بل خلقهم مختلفين ، فلا يمكن أن نجد إنساناً يماثل إنساناً آخر في الفكر من جميع الجهات ، حتى لو كانا من أب واحد وأم واحدة ، أو كانا توأمين ، وهذا الاختلاف موجود في ظاهر الإنسان وباطنه ، ولأجل ذلك نرى معطياتهم في العلوم والصنائع مختلفة ، وقد نرى أحياناً تلميذين يدرسان لدى استاذ واحد وعلى مذهب واحد ، ولكن كل واحد منهما يميل الى منهج يختلف عن منهج الآخر ، ولا نرى علة لذلك إلا أن نقول : إن الله تعالى خلق الإنسان وجعل فيه ما يجعله يكون شخصية بإرادته .
ونستفيد من معرفة هذه الخلقة الإلهية وجوب تحمل الآخرين ، وعدم التعصب الأعمى ، وعدم التكفير واللعن ؛ فإن من مظاهر الجهل الاجتناب عن العقل .
________________________
1- راجع : التفسير والمفسرون ، للذهبي 1 : 140-148.
2- راجع : روشها وكرايش هاى تفسيرى قرآن ، د. محمد على رضائي اصفهاني : 28-32.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|