أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-4-2021
1642
التاريخ: 20-1-2016
1490
التاريخ: 13-4-2021
1166
التاريخ: 16-4-2021
1836
|
مسببات الأمراض
تتوزع وتنتشر أنواع مسببات الأمراض والتي تنقلها الحشرات ومفصلية الأرجل الأخرى بين عدد من الشعب الحيوانية بالإضافة إلى الرواشح والركتسيا والبكتريا والفطريات خارج المملكة الحيوانية. أن هذه الكائنات الطفيلية والمسببة للأمراض تتباين كثيرا في الحجم ومظاهر الحياة حسب الموقع التصنيفي بين الكائنات.
١- الرشحيات (الفيروسات):
وهي عبارة عن كائنات (لا يعرف في الحقيقة فيما إذا كانت حية أو غير حية) دقيقة جدا بحيث لا يمكن رؤيتها بأي تكبير بالميكروسكوب الضوئي, وتمر من خلال أدق أنواع المرشحات أو المصفيات المعروفة, لذلك أطلق عليها أسم الرواشح أو الرشحيات (فيروسات). يمكن الآن رؤية صورها المأخوذة باﻟﻤﺠاهر الإلكترونية, وحتى الرشحيات تكون متباينة فيما بينها بالحجم من كائن لا يزيد عن كونه جزئية بروتينية كبيرة قد لا يزيد عن ١٠ ملي ما يكرون ( ١/ ١٬٠٠٠٬٠٠٠ ملم) , بينما توجد هناك رواشح تزيد عن الحجم هذا بحوالي ٢٥ مرة. كل الرواشح كائنات بسيطة ليس لها من صفات الحياة سوى التكاثر, وحتى هنا فأنها لا يمكن أن تتكاثر خارج خلية الكائن الحي (نباتي أو حيواني أو غيرهما) فهي حالة بسيطة من الحياة وكلها طفيلية على خلايا الكائنات الحية , ولا يمكن تربيتها على وسط غير حي. إننا لا يمكن أن نتعرف على الرشحيات إلا من خلال الأعراض المرضية التي تسببها في الخلايا الحية أو عن طريق ظاهرة الترسيب التي تحدث إذا ما جمعت مع الأجسام المضادة التي تنتجها الكائنات الحية ضدها. ومن الأمثلة على هذه الكائنات: رشح الجدري والحصبة وذات السحايا والأنفلونزا وحمى الضنك والحمى الصفراء والحمى النزفية وكثير من الرشحيات المسببة للأمراض النباتية.
٢- الركتسيا:
تأتي بعد الرشحيات وهي تتراوح بالحجم بين رشح كبير وبكتريا صغيرة , أي أن هذه الكائنات تقع بين الرواشح والبكتريا من حيث الحجم وهي بصورة عامة أقل من ميكرون ( ١/ ١٠٠٠ ملم) بالحجم , كل الركتسيا طفيلية في بعض الأدوار على مفصلية الأرجل , ولكنها أيضا تتطفل على الفقريات. إن هذه الكائنات هي أنواع متخصصة من الرواشح فهي تتأثر بالمضادات الحياتية بينما لا تتأثر الرواشح بالمضادات, ومن أمثلة الركتسيا أنواع التيفوس وحمى كيو وحمى الجبال الصخرية النمشية.
٣-البكتريا:
كائنات صغيرة متباينة وكثيرة الأنواع, منها ما يعيش حرا ومنها ما يعيش طفيليا, فمن الأنواع الطفيلية عصوات الطاعون Bacilli وحجمها ٠٬٦ x ١٬٨ ميكرون, واللولبيات Spirachaetes التي تسبب الحمى الراجعة, وحجمها 8-15 x ٠٬3 مايكرون. العصوات تكون ذات جدار سميك وصلب, بينما تكون اللولبيات ذات جدار رقيق مرن, والخلية اللولبية عليها خيط رقيق تستعمله للحركة. لا شك أن هناك أنواعا أخرى كثيرة من البكتريا التي تنقلها الحشرات بصورة ميكانيكية مثل بكتريا التيفوئيد واليارا تيفوئيد والسل وغير ذلك من أمراض القاذورات.
٤- الحيوانات الابتدائية:
وهي حيوانات صغيرة بعضها لا يزيد عن البكتريا ولكنها تمثل تطورا أعلى في حياة الخلية, كما أن لها نواة حقيقية ذات كروموسومات , تنفصل الكروموسومات عن طريق الانقسام الاختزالي عندما تنقسم الخلية. تتراوح هذه الكائنات في الحجم بين ٢- ٤ ميكرون في طفيليات الملاريا إلى اللشمانيا التي هي أكبر, وحتى التريبانوسوما التي تصل إلى ١٢ - ٤٠ ميكرون في الحجم. بصورة عامة تعود الحيوانات الابتدائية المسببة للأمراض والتي تنقلها الحشرات إلى الأصناف التالية من الحيوانات الابتدائية:
أ- صنف الأصيبيات Rhizopoda ومن الأمثلة على هذه اﻟﻤﺠموعة مسببات الزحار الأميبي Entamoeba histolytica تسبب مرضا في القناة الهضمية وتنقلها ميكانيكيا الصراصير الحمراء وأنواع الذباب.
ب- صنف السوطيات Mastigophora وتشمل أجناسا وأنواعا متعددة من مسببات الأمراض , منها ما تنقلها الحشرات بصورة ميكانيكية مثل الجيارديا والترايكوموناس , وتعيش في القناة الهضمية و ينقلها الذباب المنزلي والصراصير الحمراء , ومنها ما تنقلها الحشرات نقلا حيويا مثل مسببات مرض النوم الأفريقي , وينقلها ذباب التسي تسي ومسببات حبة بغداد والكلازار وينقلها الحرمس الواخز ومسببات مرض جاغز وتنقلها البقة القاتلة تحت عائلة Reduviidae)Triatominae ). بعض هذه الحيوانات تسبب أمراضا للإنسان وبعضها الآخر للحيوانات , ولكنها كلها تحتاج إلى الحشرات لنقلها من حيوان أو إنسان لآخر وتقضي فيها بعض أدوار حياتها.
ج- صنف الهدبيات Ciliaphora مثل البلانتديوم وتصيب القناة الهضمية وينقلها الذباب والصراصير نقلا ميكانيكياً.
د- صنف السبوريات و يشمل هذا الصنف عدة أجناس وأنواع تسبب أمراضا للإنسان (الملاريا) وللحيوانات Piroplasma.
ه- الديدان الخيطية: اﻟﻤﺠموعة الأخيرة من مسببات الأمراض التي تنقلها الحشرات, وتعمل الحشرات (مثل البعوض والبرغش الواخز والذباب الأسود وذباب الخيل) على نقل بعض أنواع الديدان لأنها تمتص الدم للتغذية, وفي هذا الدم يوجد الدور اليرقي للديدان والذي لا يزيد في حجمه عن ٦ x ٣٠٠ ميكرون, تكون هذه الحشرات الناقلة هي المعيل الوسيط للديدان, وكل حالات النقل هو نقل حيوي دوري-إنمائي وبدون أن يتكاثر المسبب داخل الحشرات. أهم الديدان التي تنقلها الحشرات هي من الفلاريا مثل مسببات داء الفيل ومسببات عمى الأنهار في الإنسان, وهناك عدد آخر تسبب أمراضا للحيوان.
إن كل مسببات الأمراض التي مر ذكر مجاميعها يعتمد كليا على الحشرات, فهي لا تتمكن أن تتحرك وتنتقل بعيدا, وأن كان لبعضها بعض عضيوات الحركة من الأهداب والأسواط التي تساعدها على الحركة لمسافات قصيرة في الأوساط السائلة ,ولكن حتى هذه تعتمد على الصدف وتوفر بعض العوامل مثل الهواء والماء, مثل هذه الحركة مفيدة للكائنات التي تعيش رمية في التربة, ولكن تلك التي تعيش طفيلية فأن مواطنها محدودة الحجم وتعيش بعيدة بعضها عن بعض, ومحلات تكاثرها تكون محلات نهاياتها إذا لم تتمكن أن تنتقل إلى محلات جديدة, أما إذا كان الطفيلي مسببا للمرض فأن الانتقال يصبح ضرورة, بعضها تمكن أن يخرج من معيله عن طريق أكياس تسقط من الخلايا إلى قناة الهضم ثم إلى الغائط والى الخارج , وبعد ذلك تلوث الغذاء والماء أو تستعمل بعض الحشرات للانتقال. كما أن اللعاب والسعال والعطاس يساعد في انتقال بعض هذه الكائنات الطفيلية إلى الهواء, وقد تصيب معيلا جديدا. ثم بعد هذا تمكنت بعض الأنواع الطفيلية من التحور والتكيف لتعيش بصورة متبادلة بين معيلين لا فقري وفقري. وقد استفاد من هذه التحورات والتكيفات التطورية الطفيليات التي كانت في الأصل متخصصة على اللافقريات أو تلك التي كانت متخصصة على الفقريات الكبيرة التي تخدم في الوقت نفسه بصفة معيلات لمسببات الأمراض.
عندما نأخذ أمراض الإنسان أو الحيوان بنظر الاعتبار, فإن الحشرات تكون هي الناقلة بينما يكون الإنسان أو الحيوان هو الخازن فتكون الأولى مسؤولة عن انتقال وانتشار مسببات الأمراض بينما تكون الثانية هي المصدر للعدوى. قد تكون هناك حالات تنعكس الآية فيها فالإنسان المصاب بالملاريا أو الحمى الصفراء والذي يأتي ويدخل منطقة خالية من أمثال هذه الأمراض فأنه ينقل وينشر المرض من منطقة إلى أخرى , فهنا يكون الإنسان حاملا للمسببات, كما أن القمل والقراد قد تكون هي الحيوانات الخازنة للمسببات.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|