القراد والحمى الراجعة

يحدث في حزام عريض حول المنطقة الاستوائية وشبه الاستوائية -أي في وسط أفريقيا وجنوبها الشرقي- الحمى الراجعة التي هي في الأساس مرض القوارض وتنتقل إلى الإنسان صدفة. الحمى الراجعة تنقلها أنواع القراد الرخو التي تعيش في التربة في أرض الغرف والبيوت البدائية. أما بين القوارض فإن المرض ينتقل عن طريق القراد الذي يعيش بين الشعر في القوارض والحيوانات الصغيرة الأخرى. الحمى الراجعة هنا متوطنة, على عكس الحالة في الحمى التي ينقلها القمل حيث تكون وبائية. ويعاني الصيادون والمسافرون والسواح كثيرا من هذا المرض عندما يصلهم من الحيوانات أو عندما تصلهم العدوى من جراء نومهم في الأكواخ. أن طبيعة هذا المرض هي نفس طبيعة المرض الذي ينقله القمل. مدة الحضانة قصيرة, حمى عالية. بعد (٤- ٥) أيام (أو أقل في الحالة الأفريقية) ثم تهبط الحرارة. قد تحدث رجعة للحمى بعد فترات قصيرة ولثلاث أو أربع مرات عندما لا يأخذ المريض العلاج اللازم. المسبب هو نوع من جنس البكتريا Borrelia ,والنوع المتوطن في أفريقيا يعرف باسم B.duttoni تدخل البكتريا مع الغذاء إلى القناة الهضمية ثم تأخذ طريقها تدريجيا إلى كثير من الأعضاء مثل الغدد اللعابية أو الغدد الحرقفية , ومن هذه وعن طريق إفرازاتها تنتقل العدوى إلى الإنسان. وهذه الطريقة مخالفة وتختلف عن تلك التي رأيناها في مرض الحمى الراجعة التي ينقلها القمل , إذ العدوى هناك تتم عن طريق تحطيم القملة الناقلة وتغلغل البكتريا خلال الجلد. القراد الرخو يعيش فترة طويلة قد يبقى معديا لعدة سنين , لذلك فالقراد الرخو يشكل خازنا حيوانيا , بالإضافة إلى الحيوانات الخازنة الأخرى. الأنواع الناقلة كلها تعود للجنس ,Ornithodoros وأهم نوع في هذا الجنس هو O.moubata وأفراده توجد بكثرة في البيوت في أجزاء واسعة من جنوب وشرق أفريقيا.

المكافحة والعلاج:

المعالجة هنا تتم كما هي في معالجة الحمى الراجعة التي ينقلها القمل. والمكافحة في المناطق الموبوءة التي يتوطن فيها المرض في إفريقية تتم باستعمال مبيدات القراديات ورشها على جدران وأرضيات البيوت الموبوءة بالقراد الناقل , أحسن المبيدات هو اللندين. من المستحسن استعمال الأسرة للنوم في المناطق الموبوءة. يجب فحص الأمتعة والملابس والحقائب جيدا قبل استعمالها للتخلص من القراد.