أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-8-2021
1707
التاريخ: 15-4-2021
1561
التاريخ: 20-1-2016
1967
التاريخ: 6-8-2021
1498
|
الأمراض التي ينقلها البرغوث
١- الطاعون:
من أهم الأمراض التي ينقلها البرغوث هو مرض الطاعون وهو المرض المشهور بالتاريخ والذي كثيرا ما سبب البلاء. والشقاء والموت لبني الإنسان على مر الدهور , ولا يزال التاريخ يحتفظ لنا بتسجيلات كاملة للمآسي والموت الزؤام الذي حل بالبشرية منذ بدء تسجيل التاريخ , وما هذا التسجيل إلا لكون الطاعون يترك أثرا ونتائج واضحة وبالغة عندما يحل بمنطقة ما.
وكثيرا ما نقرأ في تراجم علمائنا وأدبائنا «مات بالطاعون الذي أجتاح بغداد أو الموصل أو القاهرة.. الخ ». إن مصدر الطاعون هو آسيا الوسطى ومنها كان ينتشر متبعا طرق القوافل والتجارة , و بعد ذلك آخذا بالطرق البحرية والسفن والبواخر. أن طرق المعالجة والمكافحة الحديثة طبعا قللت إلى حد كبير من مآسي الطاعون وأوبئته. في عقد الستينات من هذا القرن كان مجموع الإصابات, حسب تقارير منظمة الصحة الدولية, بين ( ١٠٠٠ -٦٠٠٠ ) حالة , مات بسببها بين ( ١٠٠ - ٢٠٠ ) نسمة.
الطاعون أساساً مرض القوارض ويبقى ويستمر بينها بصورة متوطنة , أحيانا يصل إلى حد الوباء بينها بحيث يقتل الكثير منها. ينتقل بين هذه القوارض بواسطة البراغيث التي تعيش عليها , ولما كانت هذه البراغيث قل أن تصل الإنسان وتتغذى عليه , فإن طاعون القوارض البرية قل أن يشكل خطرا مباشرا على الإنسان. إن أوبئة الطاعون حدثت عندما كانت هناك حالات من وصول براغيث القوارض البرية إلى القوارض الداجنة في حواف ومحيطات المدن. عند ذلك ينتشر المرض بسرعة بين القوارض الداجنة ويقتل عددا كبيراً منها.
الجرذ الأسود يعيش في البيوت الريفية والخشبية وقد يصل إلى البيوت الحديثة وهذا يعني أنه يكون قريبا من الإنسان. عندها تحدث الخطوة الأخيرة وهي انتقال البراغيث من الجرذان المصابة والميتة إلى الإنسان. في الإنسان تنتشر وتتكاثر بكتريا الطاعون بسرعة في الدم مسببة الطاعون التسممي (الدموي) وهو سريع القتل. في أكثر الحالات, يتمكن الجسم أن يقاوم البكتريا و يقلل منها كثيرا , ولكنها تبقى في محلات معينة في الورك وتحت الإبط مسببة الطاعون الدملي. لا يكون الإنسان معديا للبراغيث بسبب هذا التواجد المحدود للبكتريا , والطاعون الدملي لا ينتقل إلى أشخاص آخرين. أحيانا تحدث إصابة شديدة في الرئة مسببة طاعونا رئويا خطرا جدا , لأن البكتريا تنتشر في هذه الحالة مع رذاذ السعال وتنتقل بواسطة الهواء. لذلك فإن انتشار الطاعون بين الناس يحدث بدون أن يكون للبراغيث علاقة به بعد العدوى الأولى. أن البكتريا المسببة للطاعون هي Yersinia Pestis وهي من نوع العصيات, وليس معروفا فيما إذا كانت في الأصل من طفيليات اللبائن أو من طفيليات مفصلية الأرجل , يظهر أن تطفلها على القوارض ثم على البراغيث كان قديما جدا, مع ذلك فإن هذه البكتريا ليست من الطفيليات الحميدة-غير المؤذية-للبائن , كما أنها لم تتطور بالمفصليات بحيث يكون لها جزء من دورة للحياة تحتاج البراغيث لها. كل ما يحدث في البرغوث هو أن البكتريا تتكاثر في معدة الحيوان مكونة كتلة من البكتريا مع بعضها تسد إلى حد ما قناة الهضم , لذلك فالبرغوث لا يتمكن من ابتلاعها أو ابتلاع وجبة غذاء جديدة وكلما ازداد جوعا أزداد مهاجمة للمعيل الفقري من أجل الغذاء.
دورة حياة البرغوث
يأخذ البرغوث الدم ولكن الدم لا يتعدى المنطقة المسدودة بكتلة البكتريا, لذلك فإنه يرجع ثانية إلى المعيل الفقري. هذه العملية تساعد على أخذ قطع من كتلة البكتريا, وعندما تنقل إلى الحيوان الفقري المعيل تسبب العدوى له. إذا استمرت كتلة البكتريا بسد قناة الهضم فإن البرغوث يموت في النهاية من الجوع, ولا يقاوم الجوع أكثر من أسبوع. أن موت البرغوث لا يحدث بسبب مرضه من البكتريا , ومع ذلك فإن تكوين كتلة البكتريا تعني أنه لم تصل حالة المعايشة بين البرغوث والبكتريا إلى حد عدم الأضرار بالبرغوث , فهنا تكون الحالة تطفلا ازدواجيا يضر بالمعيلين معا إلى حد ما , تشكل البراغيث رتبة صغيرة من الحشرات لا تزال علاقاتها التطورية غريبة وغير واضحة. البراغيث البالغة كلها بدون أجنحة ولكنها تمر باستحالة
كاملة في دورة حياتها, مما يدل على أنها بالأصل كانت مجنحة. يرقاتها بدون أرجل , دودية تشبه نوعا ما يرقات بعض الأنواع في رتبة ثنائية الأجنحة. جسم البرغوث البالغ مفلطح جانبيا , وحتى شوكاته وشعيراته كلها تتجه إلى الخلف مما يساعده كثيرا في حياته بين الشعر والفرو والريش. للبراغيث القدرة الكبيرة على القفز مما يساعدها في العثور على معيلات جديدة وبنفس الوقت في التخلص من أعدائها , بعض البراغيث متخصصة على معيلاتها ولا تأخذ الدم من غيرها , والبعض الآخر بدون هذا الاختصاص. فالبرغوث المعروف ببرغوث الإنسان يتكاثر و يعيش بالقرب من الخنازير وحيوانات برية أخرى مثلما يعيش بالقرب من الإنسان , ولكنه لا يستسيغ كثيرا دم القوارض ولذلك قل أن يكون سببا في وصول الطاعون إلى الإنسان , أكثر الأنواع خطرا بهذا الصدد هي التي تعود للجنس Xenopsylla إذ أنها تعيش على القوارض وتنتقل بدون تأخير إلى الإنسان , لذلك فهي أهم الأنواع الناقلة للطاعون.
إن مرض الطاعون مميت وقد تصل نسبة الموت من جرائه ( ٢٠ - ٩٠ ) % , للتمريض والعناية أهمية كبيرة في الشفاء. من أهم الأدوية التي انتشر استعمالها ضد الطاعون هي السلفوناميد والمضادات الحياتية. مع أن الحالات والانتشار والأوبئة أمكن إيقافها, ولكن المرض لا يزال خطرا.
مكافحة وإبادة الطاعون تعتمد على المسح والتفتيش المستمرين في مناطق وبؤر الطاعون بين القوارض البرية (أو ما يسمى بالطاعون البري أو طاعون الغابات) في محلات مختلفة من العالم. ليس من الممكن إبادة هذه البؤر والقضاء عليها , لذلك فمن المهم منع امتدادها ووصولها إلى القوارض نصف الداجنة ومن هذه إلى القوارض الداجنة في المدن وأماكن الحضر.
إن خطر حدوث وباء بين القوارض الداجنة هو أنه قد يصل الطاعون إلى الإنسان إذا كانت القوارض موجودة بكثرة ومعها طفيلياتها من أنواع جنس براغيث Xenopsylla . لذلك من الضروري مكافحة القوارض بالبناء المانع الجيد و بالمبيدات مثل المبيدات المضادة للتخثر مثل الورفارين والبراكومين أو بالمبيدات السريعة مثل فوسفيد الزنك.
عندما تظهر إصابات بالطاعون فإن الاهتمام يجب أن يكون أولا ضد البراغيث. لذلك يجب تعفير ممرات الفئران ومغاراتها بمبيدات الحشرات مثل الد. د. ت , وتلوث الفئران والجرذان بهذه المبيدات يقضي على طفيلياتها من البراغيث أو غيرها , هذه المكافحة سوف توقف الإصابات مما يتيح للجهات المعنية توجيه اهتمامها نحو القوارض التي قد تحتاج إلى وقت أطول.
٢- التيفوس المتوطن:
ويسمى التيفوس المنقول بالبراغيث أو تيفوس الفئران والمسبب لهذا المرض هو أيضا من كائنات الركتسيا R.typhi) Rickettsia mooseri) البرغوث يأخذ الطفيلي مع وجبة الدم. تتكاثر الركتسيا في القناة الهضمية ولكنها لا تسبب أي انسداد في القناة كما يحدث في حالة بكتريا الطاعون. عدوى الإنسان تحدث عن طريق ابرازات البراغيث الملوثة بالركتسيا والتي تسقط على الجلد وتدخل إلى الدم عن طريق الحكة والهرش , أو بوصولها إلى الأنسجة الطلائية الطرية الرخوة مثل منظمة العين وتبطين الأنف والفم.
أحيانا أفراد البراغيث المصابة المسحوقة أيضا تسبب العدوى. تبقى ابرازات البراغيث معدية لمدة طويلة في الظروف العادية , (٤- ٩) سنوات. كما هي الحالة بالنسبة للطاعون فإن التيفوس المتوطن هو مرض القوارض أصلا , لا سيما الجرذان. ينتقل بين هذه الحيوانات بواسطة أنواع جنس البراغيث Xenopsylla وأنواع بعض الأجناس الأخرى , وأحيانا حتى ببعض أنواع قمل القوارض وحلمة الجرذان الاستوائية.
ينتقل المرض إلى الإنسان بواسطة أنواع البراغيث التالية:
Xenopsylla cheopis
Nosopsyllus fasciatus
Ctenocephalides Canis
Ct. felis felis
Pulex irritans
٣- الديدان الشريطية:
مثل الدودة Dipylidium Caninum
وهي عامة توجد على الكلاب والقطط ولكنها أحيانا قد تصل وتصيب الإنسان , والنوع الآخر Hymenolopis diminuta يصيب الجرذان وأحيانا يصل الإنسان. تنقل البراغيث هذه الديدان الشريطية إلى القوارض والإنسان بالطريقة التالية: تخرج البيوض من المعيل الفقري مع الغائط , تلتهمها يرقات البراغيث التي تتغذى على هذا الغائط. تفقس البيوض في يرقة البرغوث وتنفذ من جدار القناة الهضمية وخلال تجويف الجسم حيث تبقى هناك.
تبقى بنفس المحل إلى دور الخادرة في البرغوث وأخيرا إلى البرغوث البالغ , حيث تتحول إلى اليرقات المعدية (سستاسركويد). الحيوانات الفقرية تحصل على الديدان بابتلاعها البراغيث أثناء تنظيف نفسها. وقد يحصل عليها الأطفال عندما يلعبون و يقبلون القطط والكلاب فيبتلعون البراغيث التي عليها.
٤- بعض الأمراض الأخرى:
هناك بعض الأمراض القليلة الأهمية التي تنقلها البراغيث ولكنها لا تلعب في نقلها دورا كبيرا. من هذه الأمراض:
Rickettsia Conori- التولار يا- Pasteurella =(Francisella) tularensis
Rickettsia Pavlovskyi-
Coxiella burneti-
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد الثاني والعشرين من سلسلة كتاب العميد
|
|
|