أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-12-2015
589
التاريخ: 13-12-2015
615
التاريخ: 18-1-2016
576
التاريخ: 13-12-2015
770
|
إذا سلم عليه وهو في الصلاة وجب عليه الرد لفظا عند علمائنا - وبه قال سعيد بن المسيب، والحسن، وقتادة(1) - لقول الباقر عليه السلام: " إن عمارا سلم على رسول الله صلى الله عليه وآله فرد عليه السلام "(2).
وقال محمد بن مسلم: دخلت على الباقر عليه السلام وهو في الصلاة، فقلت: السلام عليك، فقال: " السلام عليك " قلت: كيف أصبحت فسكت، فلما انصرف، قلت له: أيرد السلام وهو في الصلاة؟ قال: " نعم مثل ما قيل له "(3).
ولان الامر بالرد مطلق فيتناول حال الصلاة كغيرها، و لأنه واجب فلا تبطل الصلاة به كالكلام الواجب عند الشافعي(4).
وقال الشافعي: يرد السلام بالإشارة(5) لان أبا مسعود لما قدم من الحبشة سلم على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو في الصلاة فلم يرد عليه، قال أبو مسعود: فأخذني ما قرب وما بعد، فلما فرغ، قلت: يا رسول الله أنزل في شئ؟ قال: (لا ولكن الله يحدث من أمره ما يشاء، وأن مما أحدث أن لا تتكلموا في الصلاة)(6) وليس حجة لجواز أن يكون قبل الامر بالرد، أو أنه حياه بغير السلام وسماه سلاما مجازا.
وقال أبو حنيفة: لا يرد عليه وتبطل(7)، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله دخل مسجد بني عمرو بن عوف يصلي، ودخل معه صهيب، فدخل معه رجال من الانصار يسلمون عليه، فسألت(8) صهيبا كيف كان يصنع إذا سلم عليه؟ فقال: كان يشير بيده(9).
وقال عطاء، والنخعي، والثوري: يرد بعد فراغه، ونقله الجمهور عن أبي ذر(10).
فروع:
أ - لا يكره السلام على المصلي - وبه قال ابن عمر، وأحمد -(11) للأصل، ولقوله تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [النور: 61] وهو عام، وحكى ابن المنذر عن عطاء، وأبي مجلز، والشعبي، وإسحاق بن راهويه، وجابر الكراهة(12)، وعن أحمد روايتان(13)، وظاهر كلام الشافعي الكراهة لأنه كره السلام على الامام حال الخطبة(14) فحال الصلاة أولى.
ب - إذا سلم بقوله: سلام عليكم رد مثله، ولا يقول: وعليكم السلام لأنه عكس القرآن، ولقول الصادق عليه السلام وقد سأله عثمان بن عيسى عن الرجل يسلم عليه وهو في الصلاة: " يقول: سلام عليكم، ولا يقول: وعليكم السلام، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله كان قائما يصلي فمر به عمار بن ياسر فسلم عليه فرد عليه النبي صلى الله عليه وآله هكذا "(15).
ج - لو سلم عليه بغير اللفظ المذكور فإن سمي تحية فلوجه: جواز الرد به، وبقوله: سلام عليكم، لعموم قوله تعالى، {فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: 86] ولو لم تسم تحية جاز إجابته بالدعاء له إذا كان مستحقا له وقصد الدعاء، لا رد السلام، ولو سلم عليه بقوله: عليك السلام ففي جواز إجابته بالصورة إشكال ينشأ من النهي، ومن جواز الرد مثل التحية.
د - لو اتقى رد فيما بينه وبين نفسه تحصيلا لثواب الرد وتخليصا من الضرر، ولقول الصادق عليه السلام: " إذا سلم عليك رجل من المسلمين وأنت في الصلاة فرد عليه فيما بينك وبين نفسك، ولا ترفع صوتك "(16) وفي رواية أخرى: " ترد عليه خفيا " (17).
_______________
(1) الميزان 1: 159، بداية المجتهد 1: 181.
(2) الفقيه 1: 241 / 1066.
(3) التهذيب 2: 329 / 1349.
(4) المجموع 4: 81 و 82، فتح العزيز 4: 115.
(5) المجموع 4: 93، الميزان 1: 159، المهذب للشيرازي 1: 95، فتح العزيز 4: 117.
(6) صحيح البخاري 9: 187، سنن النسائي 3: 9، سنن أبي داود 1: 243 / 924، مسند أحمد 1: 435 و 463 وفي جميع المصادر ورد عن ابن مسعود.
(7) اللباب 1: 84، بدائع الصنائع 1: 237.
(8) كذا في الاصلين. والسائل هو عبدالله بن عمر كما في المصادر.
(9) سنن البيهقي 2: 259.
(10) المجموع 4: 105، الميزان 1: 159، المغني 1: 748.
(11) المغني 1: 748، المجموع 4: 105.
(12) المجموع 4: 105، المغني 1: 748، الشرح الكبير 1: 720.
(13) كشاف القناع 1: 378.
(14) مختصر المزني 1: 27، المجموع 4: 523.
(15) التهذيب 2: 328 / 1348، الكافي 3: 366 / 1 وفيه: عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبدالله عليه السلام. فلاحظ.
(16) الفقيه 1: 240 / 1064، التهذيب 2: 331 / 1365.
(17) الفقيه 1: 241 / 1065، التهذيب 2: 332 / 1366.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|