المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

خطر اتباع الهوى
11-1-2016
منحنى تكراري Frequency Curve
20-12-2015
كيف نحدد حجم اللقطة- اللقطات البعيدة
18-9-2021
إقامته
15-8-2016
شعر للقاضي أبي موسى ابن عمران
2023-02-12
الواجب الكفائي
30-8-2016


موقف الطفل من زواج أمه !  
  
2244   12:42 صباحاً   التاريخ: 18-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص323-325
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

يأخذ الطفل موقفاً تجاه الوضع الجديد لأنه يبقى عديم الاكتراث، وهذا الموقف يمكن ان يكون هادئاً او شديداً، مقبولاً او مرفوضاً، ويمكن تصوير التصرف والسلوك المتوقع من الابناء كما يلي:ـ

1ـ القبول: وهذا يصدق بشأن الاطفال الصغار تماماً، وكما قلنا:ـ كلما كان عمر الطفل اقل فإن قبوله يكون اكثر، وفي بعض الحالات يمكن ان يترافق هذا القبول من الاصرار. اما تقبل الاطفال الاكبر سناً، خصوصاً هؤلاء الذين يذهبون الى المدرسة فصعب، حتى انهم يسعون لإخفاء هذا الامر امام الآخرين والتكتم عليه، وعدم الخوض فيه، ولكن لدينا بعض الناشئين وبسبب تفهمهم وادراكهم للقضية، واستقلاليتهم في التفكير والرأي وحب الخير، وبعد النظر لا يقفون في وجه هذا الزواج، فيكون موقفهم موقف الموافقة والقبول.

2ـ المقاومة امام الام: نعرف افراداً، وللأسباب المذكورة اعلاه، لم يكن لديهم الاستعداد لقبول زواج امهاتهم، وقاموا برسم الخطط لإفشال ذلك، وهددوا واثاروا الضجيج، وخلقوا مشاكل وصعوبات، وحتى ان بعض من لديهم القدرة والقوة الجسمية والبدنية، قاموا بطرد الام وإخراجها من المنزل و.. الخ.

هذا النوع من المواقف ناشئ عن الجهل والعصبية، والغرور والتفكير الاحمق الناتج عن الثقافة الخاطئة، وهذه الحالات تخلق للام متاعب واوجاعاً، ولعل الانسب للأم في هذه الحالة ان يكون لديها الوعي المسبق قبل الاقدام على الزواج، وان تمهد له الارضية المناسبة قبل الدخول فيه.

3ـ التعلق الشديد: بعض هؤلاء خصوصاً الذين كانوا اقل سناً، قلقوا من زواج امهاتهم ورأوا فيه تعرض شعورهم بالأمن للخطر، خصوصاً بالنسبة للأطفال الذين كان لدى امهاتهم عدم وعي الى كيفية التصرف مع هذا الموضوع وعدم اهتمام بأمر الطفل كما يجب، أو انها لم تقم بتبرير وتسويغ الواقعيات والظروف الجديدة له، مثل هؤلاء الاطفال صار عندهم تعلق شديد بأمهاتهم، لدرجة افقدتهن حتى الحرية الجزئية في النوم والاستراحة واللباس وتناول الطعام، ولا سيما انه وجد الآن مبرراً اقوى لهذا التعلق، ويشتد هذا الوضع عندما تنجب الام على اثر هذا الزواج طفلاً فتثور حمية وحساسية الطفل، كما تؤدي آثار محبة الوليد الجديد الى إثارة حمية الطفل اكثر فأكثر.

4ـ الرفض والانزواء: يمكن ان يلجأ ابنك في بعض الاحيان الى التقوقع على نفسه منزعجاً، ومنزوياً، وذلك عندما يشعر بانعدام القدرة لديه على مواجهة الأم، ولا يرغب بمجابهتها، وهذه الحالة من الانزواء كارثة في طريق تربيته وإصلاحه، ولا بد من إخراجه من هذه الحالة.

وهذا الامر كثيراً ما يشاهد بالنسبة للأطفال الذين لديهم حساسية اكثر من غيرهم، او عند الطفل الوحيد لأهله، والذي كان مدللاً وغارقاً في حنان ومحبة ابيه على النحو الامثل، وترى هذه الحالة ايضاً عند الاطفال الذين يلحظون تغيراً في وضع امهاتهم على اثر الزواج، وتغييراً لأسلوبها في الحياة.

5ـ المقاومة في وجه العم (زوج الام): احياناً يقوم الاطفال باختلاق انواع الاشتباكات والاضطرابات السلوكية والتصرفات غير الصحيحة مع زوج امهم، فيعاندون دون اي سبب، ويخلقون الكدورات له بلا طائل، وهم في حالة بحث دائم عن عذر وسبب للوقوف في وجه زوج الام ومجابهته، هنا اذا كان زوج الام شخصاً واعياً وناضجاً ولبيباً فلن يكون لدى الام مشكلة، ولكن الصعوبة تنشأ عندما يعتبر زوج الام هذا التصرف إهانة له ويسارع للمواجهة والرد عليه، وفي هذه المناوشة دون ادنى شك لن يكون ابنك هو الغالب، وهذا سوف يشكل له صدمة نفسية لا يمكن معالجتها.

6ـ اعراض اخرى: عادة ما يصبح الاطفال الذين لا يُبَرَّرُ لهم الوضع الجديد، وتغييراته عرضة للحقد، فيشرعون بتوجيه الاهانات والتحقير، ثم يتعودون على هذا العمل مع الآخرين ايضاً، او انهم يبنون بنيانهم على اساس سوء التصرف والسلوك مع الاخرين ومشاكستهم، وهذا ما يؤدي الى خلق روح الفوضى والاساءة لديهم لدرجة التجذر والتأصل فيه، مما يؤدي الى ازدياد الوضع سوءاً.

وهذا الأمر يلاحظ حتى عند الاطفال في السنة الاولى والثانية من اعمارهم ممن يتميزون عن اقرانهم بحدة الذكاء نسبياً، فهؤلاء ايضاً يظهرون للشخص الغريب رد فعل سلبي ويخلقون له المشاكل، ولو من قبيل الغضب والانزعاج السريع والمؤقت، وإضمار السوء، وغيره من الاعراض الاخرى التي تذكر في هذا المجال، كالحسد والغيرة وإضمار السوء والشر.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.