المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



ماذا يفعل الطفل في الخلاء؟  
  
2150   11:16 صباحاً   التاريخ: 18-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص205ـ208
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

الجواب هو انه يقضي الوقت .. علينا ان لا نتوقع من الطفل ان ينجز في دقائق الفراغ عملاً قيماً وكأن بإمكانه اختراع شيء ما، هذا في الوقت الذي قد يكون عملاً مضراً. لذا كان من الضروري ان نعلم كيف يقضي الطفل وقته؟ وبأي طريقة يمكن تقليص مدى الخطرات الناجمة عن ذلك.

لقد اثبتت التجارب بأن الطفل ينشغل في الخلاء بأحد الأمور التالية:ـ

1ـ التخريب: يعمد الى العبث بالأشياء الموجودة كأن يتناول الساعة المنضدية ويفتحها ليعبث بها أو انه يعبث بشيء آخر الى ان تخرب تلك الحاجة. لا شك ان هذا الفعل ناجم عن حب استطلاعه والتعرف على أسرار ذلك الجهاز أو تلك الوسيلة، فيرغب ان يعرف كيف تعمل الساعة؟ أو هل صحيح ان الكهرباء تصعق الإنسان؟ أو كيف تعمل ماكنة الخياطة؟..

وعلى خلفية تلك الافعال تقوم أحياناً القيامة في البيت ولذلك على الوالدين مراقبة الطفل حفاظاً عليه من اخطار الوحدة وابعاد الأشياء الخطرة عنه.

2ـ السرقة: في الواقع إن الطفل ليس لصاً لكن الوساوس أحياناً تطرق بابه وتدفعه للقيام بفعل ما نسميه نحن السرقة.

إن السرقات التي يقوم بها الأطفال تكون في الغالب صغيرة وغير ملحوظة ولتلبية حاجة آنية فيتجه مثلاً نحو الاكل والفواكه والخبز والحلويات وربما النقود من أجل ان يؤمن ما يرغب به في حين لو انه طلب هذا الشيء من والديه لوفراه له، وقد يكون عدم طلبه الشيء من والديه ناجماً عن خجله أو عدم إهتمامهما بمطاليبه.

غير انه سرعان ما يشعر بالندم الشديد بعد قيامه بذلك الفعل.

3ـ التخيل: يحملق الطفل بعينيه أحياناً في نقطة واحدة ويستغرق في تصور وتخيل.

إن قوة التخيل تدفعه الى البحث والعثور على خط موصل بالحياة والشيء الذي يستحوذ على فكره، فأحياناً يرى نفسه قد امتطى السحب محلقاً فيكنف السماء أو انه يرى تحقق مطاليبه في عالم الخيال بحيث يسكّن بها مشاعره العدائية وهكذا.

هذه الحالة تجعله يشعر بالارتياح الى حد ما، على ان لا يكون ذلك مكرراً أو كثيراً يصل مستوى الاستمرارية. على كل حال يشعر الطفل في تلك الحالة بنوع من الهدوء والسكينة والتوازن.

4.مص الابهام:ـ إعتاد الناس على ان يروا الطفل وهو يمص إبهامه لكنهم لا يعرفون أنه محلّق – وهو في هذه الحالة – في عالم الخيال، وأن انشغاله بالمص يبلغ حداً بحيث إنه لا ينتبه الى مراقبة الآخرين له ولا لقبح عمله.

إنه يفكر في تلك اللحظات في ابعد نقطة، في الأمور التي لا يمكن بلوغها، إنه يرى البعيد قريباً والقريب بعيداً. وفي نفس الوقت فإن مص الأبهام ناجم عن اضطراب يؤذي روحه من الداخل.

5ـ الإنشغال بالنفس: ينشغل الطفل أحياناً في الخلاء بنفسه ويقوم بحركات تعلمها من الآخرين، وبالتدريج تراه يفكر في نقاط الاختلاف بينه وبين الآخرين ويشغل نفسه بذلك.

ويلعب التحفيز الصادر من قبل البيئة والعائلة والنظرات والاقوال دوراً مؤثراً في هذا المجال

ولهذا أوصي الوالدان بأن تكون علاقاتهما الخاصة بعيداً عن نظر الأطفال ولا يعمدا الى المزاح والتصرفات التي يتعلم منها أموراً غير ممدوحة أو تكشف له الستار عن الغرائز، بل عليهما ان يسعيا في سن معينة الى ان لا يكون أولادهما في مكان مختلط حتى في الصفوف.

6ـ اللعب بمفرده: ينشغل الطفل أحياناً لوحده بوسائل لعبه، فيسلي نفسه ويسكن غضبه من احد اعضاء العائلة أو الآخرين عبر ضرب الدمية التي بين يديه.

حينما يدخل علبة في أخرى يشعر بأنه موفق وقد انجز شيئاً مهماً، وحينما يمزق قطعة قماش أو ورقة يشعر بارتياح خفيف وتسكن رغبته للانتقام ولا بد من مراقبته على كل حال لئلا يضر بنفسه أو بأموال البيت.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.