المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



صفات المربي في عملية التربية  
  
4946   11:04 صباحاً   التاريخ: 18-1-2016
المؤلف : محمد بن محمود آل عبد الله
الكتاب أو المصدر : دليل الآباء في تربية الأبناء
الجزء والصفحة : ص14-24
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

ـ صفات المربي كثيرة أهمها : العلم , والأمانة ، والقوة , والعدل  والحرص , والحزم ، والصلاح ، والصدق ، والحكمة .

1ـ العلم :

عُدَّةُ المربي في عملية التربية؛ فلا بد أن يكون لديه قدر من العلم الشرعي ، إضافة إلى فقه الواقع المعاصر .

والعلم الشرعي : هو علم الكتاب والسنة ولا يطلب من المربي سوى القدر الواجب على كل مكلف أن يتعلمه , وقد حدده العلماء بأنه (القدر الذي يتوقف عليه معرفة عبادة يريد فعلها , أو معاملة يريد القيام بها ، فإنه في هذا الحال يجب أن يعرف كيف يتعبد الله بهذه العبادة وكيف يقوم بهذه المعاملة)(1) .

وإذا كان المربي جاهلا بالشرع فإن أولاده ينشؤون على البدع والخرافات وقد يصل الأمر إلى الشرك الأكبر – عياذا بالله - .

ولو نظر المتأمل في أحوال الناس لوجد أن جل الأخطاء العَقَدية , والتعبدية إنما ورثوها عن آبائهم وأمهاتهم , ويظلون عليها إلى أن يقيّض الله لهم من يعلمهم الخير ويربيهم عليه كالعلماء والدعاة والإخوان الصالحين أو يموتون على جهلهم  .

والمربي الجاهل بالشرع يحول بين أبنائه وبين الحق بجهله ؛ وقد يعاديه لمخالفته إياه , كمن يكره لولده كثرة النوافل أو ترك المعاصي أو الأمر بالمعروف أو طلب العلم أو غير ذلك .

ويحتاج المربي أن يتعلم أساليب التربية الإسلامية ويدرس عالم الطفولة ، لان لكل مرحلة قدرات واستعدادات نفسية وجسدية ، وعلى حسب تلك القدرات يختار المربي وسائل زرع العقيدة والقيم وحماية الفطرة السليمة (2) . ولذا نجد اختلاف الوسائل التربوية بين الأطفال إذا اختلفت أعمارهم ، بل إن الاتفاق في العمر لا يعني تطابق الوسائل التربوية ؛ إذ يختلف باختلاف الطبائع .

وعلى المربي أن يعرف ما في عصره من مذاهب هدامة وتيارات فكرية منحرفة فيعرف ما ينتشر بين الشباب والمراهقين من المخالفات الشرعية التي تفد إلينا ؛ أقدر على مواجهتها وتربية الأبناء على الآداب الشرعية .

2- الأمانة : وتشمل كل الأوامر والنواهي التي تضمنها الشرع في العبادات والمعاملات (3) . ومن مظاهر الأمانة : أن يكون المربي حريصا على أداء العبادات ، آمراً بها أولاده , ملتزما بالشرع في شكله الظاهر وفي الباطن ، فيكون قدرة مع القريب والبعيد في كل حال وفي كل مكان ؛ لأن هذا الخلق منبعه الحرص على حمل الأمانة بمعناها الشامل .

3- القوة : أمرٌ شامل فهي تفوّقُ جسديٌّ وعقليٌّ وأخلاقيٌّ , وكثير من الآباء يتيسر لهم تربية أولادهم في السنوات الأولى , لأن شخصياتهم أكبر من شخصيات أولادهم (4) ، ولكن قليلٌ أولئك الآباء الذي يظلون أكبر وأقوى من أبنائهم ولو كبروا .

وهذه الصفة مطلوبة في الوالدين ومن يقوم مقامهما ، ولكن لا بد أن تكون للأب وهي جزء من القوامة, ولكن ثمة خوارقٌ تكسر قوامة الرجل وتضعف مكانته في الأسرة منها :

* أن تكون المرأة نشأت في بيت تقوده المرأة , والرجل فيه ضعيف منقاد ، فتغتصب هذه المرأة القوامة من الرجل بالإغراء , أو التسلط وسوء الخلق ، واللسان الحاد (5) .

*أن تعلن المرأة أمام أولادها التذمر أو العصيان ، أو تتهم الوالد بالتشدد والتعقيد , فيرسخ في أذهان الأولاد ضعف الأب واحتقار عقليته (6) .

*أن تعرض المرأة على زوجها أمرا  فإذا أبى الزوج خالفته خفية مع أولادها فيتعود الأولاد مخالفة الوالد والكذب عليه .

ولا بد أن تسلم المرأة قيادة الأسرة للرجل , أبا كان أو أخا كبيرا أو خالا أو عما , وعليها أن تنقاد لأمره ليتربى الأولاد على الطاعة ، وإن مَنَعَ شيئا فعليها أن تطيع (7) . وإن خالفه بعض أولادها فيجب أن تخبر الأب ولا تسر عليه لأن كثيرا من الانحرافات تحدث بسبب تستُّر الأم .

وفي بعض الأحوال تصبح الأم في حيرة ، كأن يطلب الأولاد شيئا لا يمنعه الشرع , ولا الواقع  ولكن الأب يمانع لرأي يراه قد يفصح عنه وقد يكتمه , فيحاول الأولاد إقناع الأب فلا يقتنع ، ففي هذه الحال لا بد أن تطيع المرأة , وتطيب نفس أولادها وتبين لهم فضل والدهم ورجاحة عقله وتعزيهم بما في الحياة من أحداث تشهد ان للوالدين إحساسا لا يخيب , هذا الإحساس يجعل الأولاد أحيانا يرفض سفر ولده مثلا , ثم يسافر الأصدقاء فيصابون بأذى فيكون رفض الوالد خيرا وذلك بسبب إحساسه .

4- العدل : وقد كان السلف خير أسوة في العدل بين أولادهم , حتى كانوا يستحبون التسوية بينهم في القُبَل (8) ، وعاتب النبي (صلى الله عليه وآله) رجلا أخذ صبي وقبله ووضعه على حجره ولما جاءت بنته أجلسها إلى جنبه , فقال له : (ألا سويت بينهما) وفي رواية (فما عدلت بينهما) (9).

والعدل مطلوب في المعاملة والعقوبة والنفقة والهِبَة والملاعبة والقُبَل , ولا يجوز تمييز أحد الأولاد بعطاء لحديث النعمان المشهور حيث أراد أبوه ان يهبه دون إخوته ، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) : (أشهِد غيري فإني لا أشهد على جور)(10) ، إلا أن هناك أسباب تبيح تمييز بعض الأولاد كاستخدام الحرمان من النفقة عقابا ، وإثابة المحسن بزيادة نفقته , أو أن يكون بعضهم محتاجا لقلة ماله وكثرة عياله (11) .

ولا يعني العدل تطابق أساليب المعاملة ، بل يتميز الصغير والطفل العاجز أو المريض (12) وذلك لحاجتهما إلى العناية . وكذلك الولد الذي يغيب عن الوالدين  بعض أيام الأسبوع للدراسة أو العلم أو العلاج ، ولا بد أن يبين الوالدان لبقية الأولاد سبب تمييز المعاملة بلطف وإشفاق،  هذا التمييز ليس بالدرجة الكبيرة ولكن فرق يسير بين معاملة هؤلاء ومعاملة البقية , وهذا الفرق اليسير يتسامح الإخوة به ويتجاوزون عنه .

ومما يزرع الكراهية في نفوس الإخوة تلك المقارنات التي تعقد بينهم ، فيمدح هذا ويذم هذا وقد يقال ذلك عند الأصدقاء والأقارب فيحزن الولد المذموم ويكره أخاه .

والعدل ليس في الظاهر فقط ، فإن بعض الناس يعطي هذا خفية عن إخوته وهذا الاستخفاء يعلم الطفل الأنانية والتآمر (13) .

5- الحرص : وهو مفهوم تربوي غائب في حياة كثير من الأسر ، فيظنون أن الحرص هو الدلال او الخوف الزائد عن حده والملاحقة الدائمة، ومباشرة جميع حاجات الطفل دون الاعتماد عليه، وتلبية جميع رغائبه.

والأم التي تمنع ولدها من اللعب خوفا عليه , وتطعمه بيدها مع قدرته على الاعتماد على نفسه

والأب الذي لا يكلف ولده بأي عمل بحجة أنه صغير كلاهما يفسده ويجعله اتكاليا ضعيف الإرادة , عديم التفكير , والدليل المشاهد هو : الفرق الشاسع بين أبناء القرى والبوادي وبين أبناء المدينة (14) .

والحرص الحقيقي المثمر : إحساس متوقد يحمل المربي على تربية ولده وإن تكبد المشاق أو تأمل لذلك الطفل . وله مظاهر منها :

(أ‌) الدعاء : إذ دعوة الوالد لولده مجابة لان الرحمة متمكنة من قلبه فيكون أقوى عاطفة واشد إلحاحا (15) ، ولذا حذر الرسول (صلى الله عليه وآله) الوالدين من الدعاء على أولادهما فقد توافق ساعة إجابة .

(ب‌) المتابعة والملازمة : لأن العملية التربوية مستمرة طويلة الأمد , لا يكفي فيها التوجيه العابر مهما كان خالصا صحيحا (16) ، وقد أشار إلى ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) حيث قال :(الزموا أولادكم ... واحسنوا آدابهم)(17) .

والملازمة وعدم الغياب الطويل عن البيت شرط للتربية الناجحة , وإذا كانت ظروف العمل أو طلب العلم أو الدعوة تقتضي ذلك الغياب فإن مسؤولية الأم تصبح ثقيلة , ومن كان هذا حاله عليه أن يختار زوجة صالحة قوية قادرة على القيام بدور أكبر من دورها المطلوب .

6- الحزم : وبه قوام التربية ، والحازم هو الذي يضع الامور في مواضعها , فلا يتساهل في حال تستوجب الشدة ولا يتشدد في حال تستوجب اللين والرفق (18) .

وضابط الحزم: أن يلزم الوالد ولده بما يحفظ دينه وعقله وبدنه وماله وأن يحول بينه وبين ما يضره في دينه ودنياه ، وأن يلزمه التقاليد الاجتماعية المرعيَّة في بلده ما لم تعارض الشرع . قال ابن الجوزي (فإنك إن رحمت بكاءه لم تقدر على فطامه ، ولم يمكنك تأديبه ، فيبلغ جاهلا فقيرا)(19) .

وإذا كان المربي غير حازم فإنه يقع أسير حبه للولد ,فيدللـه وينفذ جميع رغائبه ، ويترك معاقبته عند الخطأ , فينشأ ضعيف الإرادة منقادا للهوى , غير مكترث بالحقوق المفروضة عليه (20) .

وليس حازما من كان يرقب كل حركة وهمسة وكلمة ,ويعاقب عند كل هفوة أو زلة , ولكن ينبغي أن يتسامح أحيانا (21) .

ومن مظاهر الحزم كذلك عدم تلبية طلبات الولد ؛ فإن بعضها ترف مفسد ، كما أنه لا ينبغي أن ينقاد المربي للطفل إذا بكي أو غضب ليدرك الطفل أن الغضب والصياح لا يساعده على تحقيق رغباته (22) وليتعلم أن الطلب أقرب إلى الإجابة إذا كان بهدوء وأدب واحترام .

ومن أهم ما يجب أن يحزم فيه الوالدان النظام المنزلي , فيحافظ على أوقات النوم والأكل  والخروج , بهذا يسهل ضبط أخلاقيات الأطفال,(وبعض الأولاد يأكل متى شاء وينام متى شاء ويتسبب في السهر ومضيعة الوقت وإدخال الطعام على الطعام ، وهذه الفوضوية تتسبب في تفكك الروابط واستهلاك الجهود والأوقات ، وتنمي عدم الانضباط في النفوس .. وعلى رب الأسرة الحزم في ضبط مواعيد الرجوع إلى المنزل والاستئذان عند الخروج للصغار – صغار السن أو صغار العقل-)(23) .

7- الصلاح : فإن لصلاح الآباء والأمهات أثرا بالغ الأهمية في نشأة الأطفال على الخير والهداية – بإذن الله – وقد قال سبحانه:{وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا}[الكهف: 82] ، وفيه دليل على أن الرجل الصالح يحفظ في ذريته , وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة ,بشفاعته فيهم ، ورفع درجتهم إلى درجته في الجنة لتقر عينه كما جاء في القرآن العظيم ووردت به السنة المطهرة (24) .

ومن المُشاهَد أن كثيرا من الأسر تتميز بصلاحها من قديم الزمن وإن ضل ولد أو زلَّ فَاءَ إلى الخير بعد مدة ؛ لصلاح والديه وكثرة طاعتهما لله . وهذه القاعدة ليست عامة ولكن هذا حال غالب الناس . وقد يظن بعض الناس أن هذا لا أثر له , ويذكرون أمثلة مخالفة لذلك , ليروا تقصيرهم وضلالهم .

8- الصدق : وهو (التزام الحقيقة قولا وعملا) ، والصادق بعيد عن الرياء في العبادات والفسق في المعاملات ، وإخلاف الوعد وشهادة الزور , وخيانة الأمانات (25) .

وقد حذر النبي (صلى الله عليه وآله)المرأة المسلمة التي نادت ولدها لتعطيه , فسألها :(ماذا أردت أن تعطيه ؟) قالت : أردت أن أعطيه تمرا , فقال :(لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبة) (26) .

ومن مظاهر الصدق ألا يكذب المربي على ولده مهما كان السبب لأن المربي إذا كان صادقا اقتدى به أولاده، وإن كان كاذبا ولو مرة واحدة أصبح عمله ونصحه هباء , وعليه الوفاء بالوعد الذي وعده للطفل , فإن لم يستطع فليعتذر إليه (27) .

وبعض الأطفال يتعلم الرياء بسبب المربي الذي يتظاهر أمام الناس بحال من الصلاح أو الخلق أو الغنى أو غيرها ثم يكون حاله خلاف ذلك بين أسرته (28) .

9- الحكمة : هي وضع كل شيء في موضعه ، أو بمعنى آخر : تحكيم العقل وضبط الانفعال ولا يكفي أن يكون قادرا على ضبط الانفعال واتباع الأساليب التربوية الناجحة فحسب , بل لا بد من استقرار المنهج التربوي المتبع بين أفراد البيت من أم وأب وجد وجدة وإخوان وبين البيت والمدرسة والشارع والمسجد وغيرها من الأماكن التي يرتادها ؛ لأن التناقض سيعرض الطفل لمشكلات نفسية (29) .

وعلى هذا ينبغي تعاون الوالدين واتفاقهما على الاسلوب التربوي

المناسب ، وإذا حدث  أن أمر الأب بأمر لا تراه الأم  فعليها ألا تعترض أو تسفه الرجل ، بل تطيع وتنقاد ويتم الحوار بينهما سرا لتصحيح خطأ أحد الوالدين دون أن يشعر الطفل بذلك .

دلت الآيات والأحاديث على فضل تربية الولد , ومنها قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}[التحريم: 6].

قال قتادة - : (تأمرهم بطاعة الله وتنهاهم عن معصية الله ,أن تقوم عليهم بأمر الله وتأمرهم به وتساعدهم عليه , فإذا رأيت معصية قذعتهم عنها , وزجرتهم عنها)(30) .

وعن ابن عمر قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول :(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، الإمام راع ومسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ...)(31) .

وقال (صلى الله عليه وآله):(ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يُحِطها بنصحه إلا لم يرح رائحة الجنة) (32) .

وقال ابن عمر : (أدب ابنك فإنك مسؤول عنه , ماذا أدبته ؟ وماذا علمته ؟ وهو مسؤول عن برك وطواعيته لك)(33) .

وأخبر النبي (صلى الله عليه وآله) أن التربية خير من الصدقة , فقال : لأن يؤدب الرجل ولده خير من أن يتصدق بصاع)(34) . كما ارشد إلى أن تعليم الولد الخُلُقَ الحسن افضل من كل عطاء فقال : (ما نَحَلَ (35) والد ولدا أفضل من أدب حسن)(36) .

وأما تربية البنات فهي حجاب عن النار ، فعن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (من كان له ثلاث بنات يؤدبهن ويكفيهن , ويرحمهن ، فقد وجبت له الجنة) فقال رجل من بعض القوم : وثنتين يا رسول الله ؟ قال :(وثنتين)(37) .

____________

1ـ كتاب العلم : الشيخ محمد بن عثيمين : ص 21 .

2- انظر : أصول التربية الإسلامية : عبد الرحمن النحلاوي : ص 175 .

3- انظر : تيسير العلي القدير : محمد نسيب الرفاعي : 3 /521 .

4- انظر : منهج التربية الإسلامية : محمد قطب , ص 280 .

5- انظر : المرجع السابق : ص 68 – 69 .

6- انظر : كيف تربي أطفالنا : محمود الإستانبولي : ص 70 .

7- انظر : تربية البنات ، خال الشتنوت : ص 69 .

8- انظر : المغني ، ابن قدامة : 5 / 666 .

9- أخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال : 4 / 239 ، رقم الحديث 1067 .

10-  أخرجه مسلم : كتاب الهبات , باب كراهة تفضيل الأولاد في الهبة , ص 1241 ، والنسائي في سنته : كتاب النحل , باب ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر النعمان بن بشير في النحل : 6 / 260 ، واحمد في مسنده : 4/286 .

11- انظر : المغني ، ابن قدامة : 5/604 .

12- انظر : كيف نربي أطفالنا, محمود الإستانبولي , ص 76 .

13- استمع الى : شريط (تربية الابناء)،احمد القطان.

14- انظر : كيف نربي أطفالنا ، محمود الاستنابولي : ص 62 – 63 .

15- انظر : منهج التربية النبوية , محمد نور سويد : ص 322 .

16- انظر : منهج التربية الإسلامية محمد قطب : ص 285 .

17- أخرجه ابن ماجه في كتابه الأدب , باب بر الوالدين والإحسان إلى البنات : 2/1211 ورقم الحديث 3671 , ولفظه ((أكرموا أولادكم أحسنوا آدابهم)) ، وقد ضعفه الجزائري في كتابه مناهج المسلم : ص 91 .

18- انظر : أصول التربية الإسلامية ، عبد الرحمن النحلاوي : ص 174 .

19- صيد الخاطر : ابن الجوزي : ص 540 .

20- انظر : كيف نربي أطفالنا ، محمود الإستانبولي : ص 63 .

21- انظر : أصول التربية الإسلامية عبد الرحمن النحلاوي : ص 175 .

22- انظر : كيف نربي أطفالنا ، محمود الاستانبولي : ص 144 .

23- أربعون نصيحة لإصلاح البيوت ، محمد المنجد : ص 44 .

24- انظر : تيسير العلي القدير ، محمد الرفاعي : 3 / 88 – 89 .

25- انظر : أخلاق المسلم ، محمد مبيض : ص 61 .

26-  أخرجه أبو داود في سنته : كتاب الأدب ، باب في التشديد في الكذب : رقم الحديث (4991) 2/716 ، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده : 3/447) .

27- انظر : أخلاق المسلم ، محمد مبيض : ص 72 .

28- انظر : أصول التربية الإسلامية ، عبد الرحمن النحلاوي : ص 173 .

29- انظر المشكلات النفسية عند الأطفال  ، زكريا الشربيني : ص 14 .

30- تفسير ابن كثير : 4/391 .

31- أخرجه البخاري : كتاب الجمعة ، باب الجمعة في القرى والمدن , رقم الحديث (855) : 6/14 ، وأخرجه أحمد في مسنده : 2/5 ، 54 ، 55 .

32- رواه البخاري : كتاب الأحكام ، باب من أسترعي رعية فلم ينصح ، رقم الحديث (6716) : 24 / 199 ، ومسلم في صحيحه : كتاب الإمارة ، باب فضيلة الأمير العادل وعقوبة الجائز والحث على الرفق : 12 / 214 ، ورواه أحمد في مسنده : 2/15.

33- تحفة المودود بأحكام المولود : ابن القيم : ص 177 .

34- أخرجه أحمد في مسنده : 5 / 96 ، والترمذي : كتاب البر والصلة : 4/337 ، والحاكم في المستدرك : 263 ، والطبراني : 2 / 274 .

35- نحل : أي أعطى .

36- رواه الترمذي في سننه كاب البر والصلة : 4/337 – 338 .

37- رواه مسلم : كتاب البر الوصلة والأدب ، باب فضل الإحسان إلى البنات : رقم الحديث 2629 .

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.