المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



تربية الطفل في ظل العدل والحرية  
  
1878   01:54 صباحاً   التاريخ: 17-1-2016
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص269-270
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2016 1808
التاريخ: 18-8-2022 1524
التاريخ: 25-5-2022 2125
التاريخ: 25-1-2023 1302

ان العدل والحرية عاملان اساسيان في البناء التربوي للطفل، ولهما الاثر الفاعل في بناء شخصيته ونموّه وترقيته وتفوّقه لذا يجب على الاباء والمربين والمعلمين ان يضعوا العدل والحرية والرحمة موضع اهتمامهم البالغ اثناء قيامهم بأعمالهم التربوية والتعليمية ليكسبوا ودّ الاطفال حتى ينجحوا في تحقيق اهدافهم المرسومة.

يقول الله تعالى في كتابه المجيد:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}[آل عمران:159] .

والحقيقة، ان غريزة التفوق، وحب الكمال من الامور الفطرية عند الانسان، وهما بالإمكان ان يكونا اساسا ثابتا لتربية الطفل لأنهما من فروع حب الذات التي جبل عليها الانسان. وعليه ينبغي على الاباء والمربين الواعين ان يستغلوا هذه الثروة النفسية، وهذا الجانب المعطاء، ويقيموا شطراً من الطرق الناجحة والاساليب التربوية على هذا الاساس فيهدوا الطفل إلى السمو، ويسوقوه إلى طريق التقدم والرقي.

لقد جاء في بحار الانوار حديث عن الامام الحسن بن علي (عليه السلام) بهذا الصدد مفاده:     ( انه دعا بنيه وبني اخيه، فقال : انكم صغار قوم، ويوشك ان تكونوا كبار قوم آخرين، فتعلموا العلم .. فمن لم يستطع منكم ان يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته)(1).

فالإمام الحسن في حديثه الشريف هذا يحثّ ويشجّع ابناءهُ وابناء اخيه على اكتساب العلم والمعرفة، ويرسم لهم الطريق الموصل إلى عزّتهم وكمالهم وغدهم المشرق، مستفيداً من حبهم لذاتهم، ورغبتهم في التفوق والترقي من دون ان يلجا إلى اسلوب عنيف او زجر مخيف، وهذا يعد من افضل الاساليب وأعظمها في مجال التربية والتعليم في هذا العصر.

لذلك يصبح من الواجب على المربين  ـ وخصوصا الوالدين ـ ان يشجعوا ابناءهم على اكتساب العلوم والمعارف بهذا الاسلوب التربوي الناجح، ويدفعهم منذُ الفترات الاولى من حياتهم إلى التفوق والترقي لان الاطفال بطبيعتهم الذاتية يسعون إلى التعرف على الاشياء وكسب العلم والحصول على المعرفة بدوافع ذاتية فيما بعد دونما حاجة إلى التعقيب والزجر والتهديد.

________________

1ـ بحار الانوار:ج1،ص110.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.