المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

كتابة العناوين الرئيسة للإعلانات
3/9/2022
Electrophilic Additions to Alkenes
16-1-2022
ما هو الحس ؟
8-05-2015
إتمام الحجّة من فلسفة بعثة الانبياء
10-12-2015
مرض النار الضارية في التبغ
2023-02-06
المشارك الفطري Mycobiont
10-4-2019


تربية الطفل اليتيم  
  
3966   01:54 صباحاً   التاريخ: 17-1-2016
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : التربية الفاشلة وطرق علاجها
الجزء والصفحة : ص108-111
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-1-2016 2550
التاريخ: 30-1-2021 1897
التاريخ: 18-1-2016 2129
التاريخ: 25-7-2016 5313

اليتيم بعد فقد والده أو والدته أو كليهما يشعر بالحرمان المطلق , حرمان من إشباع حاجاته العاطفية والروحية , وحرمان من إشباع حاجاته المادية وكيفيتها كالحاجة الى المأكل والمشرب والملبس , فتنتابه الهواجس والمخاوف , ويخيم عليه القلق والاضطراب , فالشعور بالحرمان من العطف والحنان له تأثيراته السلبية على كيان الطفل وعلى بناء شخصيته , ومن خلال متابعة الواقع الاجتماعي نجد أن أغلب الايتام الذين لم يجدوا العناية والاهتمام من قبل الآخرين كانوا مضطربي الشخصية , تنتابهم العقد النفسية , وسوء التوافق مع المجتمع , الذي حرمهم من العناية والاهتمام .

لذا أوصى الإسلام برعاية اليتيم رعاية خاصة لا تقل عن الرعاية الممنوحة للأطفال الآخرين , فأكد على إشباع جميع حاجاتهم المادية والروحية , وكانت الآيات القرآنية المختصة برعاية الأيتام أكثر من الآيات المختصة بعموم الأطفال لأهميتها .ومن الحاجات التي أكد الإسلام على إشباعها هي الحاجات المادية .

قال سبحانه وتعالى:{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا}[الإنسان: 8],{أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ}[البلد: 14، 15].{وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ}[البقرة: 177].

وجعل الله تعالى لليتيم حقا في أموال المسلمين:{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ}[الأنفال: 41].

وقال تعالى:{قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ}[البقرة: 215]

ونهى تعالى عن التصرف بأموال اليتيم إلا بالصورة الأحسن التي تجدي له نفعا وربحا:{وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ}[الأنعام: 152] ، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):(من عال يتيما حتى يستغني , أوجب الله له بذلك الجنة) (1) .

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):(من كفل يتيما من المسلمين فادخله الى طعامه وشرابه  أدخله الله الجنة البتة, إلا أن يعمل ذنبا لا يغفر)(2) .

وقال:(صلى الله عليه وآله):(أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين – وهو يشير بإصبعيه )(3) . وراعى المنهج الإسلامي إشباع الحاجات المعنوية لليتيم كالإحسان إليه والعدل معه .

قال سبحانه وتعالى:{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ}[البقرة: 83] .

وقال تعالى:{وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ}[النساء: 127].

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):(خير بيت من المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه , وشر بيت من المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه)(4) .

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):(حث الله تعالى على بر اليتامى لانقطاعهم عن آبائهم , فمن صانهم صانه الله تعالى , ومن أكرمهم أكرمه الله تعالى , ومن مسح يده برأس يتيم رفقا به جعل الله تعالى له في الجنة بكل شعرة مرت تحت يده قصرا أوسع من الدنيا وما فيها ....)(5) ،وقال الإمام الصادق (عليه السلام) :

(ما من عبد يمسح يده على رأس يتيم ترحما له إلا أعطاه الله تعالى بكل شعرة نورا يوم القيامة)

(6) .

كما أكد الإسلام على رعاية اليتيم ومعالجة المشاكل التي تواجهه والتي تسبب له الألم والقلق والاضطراب , قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):(إذا بكى اليتيم اهتز العرش على بكائه فيقول الله تعالى : يا ملائكتي اشهدوا علي أن من أسكته واسترضاه ارضيته في يوم القيامة) (7).

وعنه (صلى الله عليه وآله):(إذا بكى اليتيم في الارض يقول الله من أبكى عبدي وأنا غيبت اباه في التراب فوعزتي وجلالي إن من أرضاه بشطر كلمة أدخلته الجنة)(8).

وأكد أيضا على توصية بشؤون اليتيم وادخال الفرح على قلبه بإشباع حاجاته المادية أو الروحية من احترام وتقدير ومحبة أو مدح وتشجيع الى غير ذلك .

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):(إن في الجنة دارا يقال له دار الفرح لا يدخلها إلا من فرح يتامى المؤمنين)(9) .

كما وأعطى الإسلام الاهتمام والعناية باليتيم من جهة تربيته تربية صالحة واعداده إعدادا جيدا كي يكون عنصرا صالحا في المجتمع , قال أمير المؤمنين على (عليه السلام):(أدب اليتيم بما تؤدب منه ولدك ...)(10) . فاليتيم الذي يحصل على العناية والرعاية والحب والحنان يشعر بالراحة والطمأنينة ويعيش سويا في عواطفه وفي شخصيته , أما في حالة الحرمان فإنه لا يصبح سويا وقد يلتقطه بعض المنحرفين فيوجهه الوجهة غير الصالحة فيصبح عنصر ضارا في المجتمع)(11) . بل قد تنشأ لديه نتيجة الحرمان حالة الانتقام وحالة العدوانية على الآخرين وقساوة القلب .

__________________

1ـ تحف العقول : 198 .

2ـ مستدرك الوسائل 148:1 .

3ـ المحجة البيضاء 403:3 .

4ـ المحجة البيضاء 403:3 .

5- المحجة البيضاء 403:3 .

6- المحجة البيضاء 403:3 .

7- مستدرك الوسائل 623:2 .

8- مستدرك الوسائل 623:2 .

9- كنز العمال 170:3 ح6008 .

10- الكافي 47:6 ح8 باب تأديب الولد .

11- تربية الطفل في الإسلام: 87-91 , مركز الرسالة , قم .

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.