المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الطفل والنماذج المغلوطة  
  
2442   10:34 صباحاً   التاريخ: 15-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص264ـ265
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

غالباً ما يشاهد الطفل في البيت نماذج قدوة مناسبة وجديرة بالاحترام لكنه في المدرسة أو المجتمع وربما عند الجيران والأقارب يشاهد نماذج أخرى لها اثر سيء في نفسه أو انه يشاهد تصرفات غير صحيحة تشدد فيه حالة التمرد ومن الطبيعي ان مهمة الوالدين التربوية ستكون أصعب في مثل هذه الحالات.

من الضروري ان يحذر المربون قدر ما يستطيعون الطفل ويحثونه على عدم معاشرة مثل هذه النماذج وتنبيهه الى نقاط الضعف فيهم والآثار المترتبة على معاشرتهم بالأسلوب الذي يفهمه الطفل حتى ينظر إليهم نظر الكاره لهم أو على الاقل نظر الشك وبالتالي لا يقبل عملهم.

هذه الحالات المذمومة قد يتعلمها الطفل عن طريق وسائل الإعلام، والصور والبوسترات، والمجلات والصحف، والأفلام ولذا كان من الواجب مراقبة هذه العوامل، كما انه ينبغي إبعاد الطفل عن النزاعات الشخصية حتى لا تترك اثرها السلبي عليه ولو حصل شيء من هذا القبيل فينبغي تبريره له بشكل معقول ومنطقي. وعلى كل حال ينبغي أن تكون الرقابة منطلقة من كون ان ينظر الطفل للأمر الجيد بنظرة إيجابية وللسيء منه بنظرة سلبية.

ـ أخطاء المربين :

يرتكب كل منا في حياته جملة من الأخطاء، وقد يكون ذلك بمرأى من الطفل.. والأسوأ من ذلك اننا نعتبر ما صدر منا صحيحاً ونصر عليه حفاظاً على مكانتنا وشأننا ثم نروح إلى ابعد من ذلك فنعمد الى ذكر الاخطاء في الوسط العائلي وأمام الأطفال ونفخر بها!. إن المصلحة تقتضي بأن يتحمل الوالدان والمربون مسؤولية خطئهم الذي ارتكبوه ويعترفوا به حتى يعتبر منه الطفل وفي الوقت نفسه يفهم انه ليس من المهم ارتكاب الخطأ بل المهم الاعتراف به والسعي إلى ازالته. إذا تشاجر الوالدان امام الطفل فعليهما ان يعترفا بخطئهما أو ان يعللا له سبب ذلك وانهما اضطرا لذلك، وبعبارة أخرى تبرير ما قاما به بشكل منطقي وإلا لن تكون هناك وسيلة لإصلاح الطفل وتأهيله، علماً أن ذلك يستلزم من المربين تأهيل أنفسهم وتربيتها وإلا قلّت احتمالات نجاحهم في مهمتهم في تأهيل الأطفال وتربيتهم.

 

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.