أقرأ أيضاً
التاريخ: 26/12/2022
1742
التاريخ: 22-10-2019
7457
التاريخ: 17-1-2016
2355
التاريخ: 15-1-2016
2442
|
1- في الجانب الفردي :
إن التأهيل من الناحية الفردية أمر ضروري، ذلك لأن الفرد هو مخلوق الله، وهو أمانة بيد والديه والمربين والمجتمع ونفسه، ولا بد ان تبذل الجهود الكاملة من أجل حفظ هذه الأمانة والسهر عليها.
من ناحية أخرى فإن الطفل هو موجود عزيز، وقد احترمه الإسلام وكرّمه، وكرامته الإنسانية تستدعي ان نؤمّن نواقصه، وأن نبنيه ونكرمه كما اراد له الإسلام ذلك، ليبلغ مقام الخلافة الإلهية.
من جهة ثالثة فإن التربية في الإسلام هي حق للطفل، وللأبناء في هذا المجال حق على والديهم، والوالدان مسؤولان عن اداء هذا الحق، وإذا لم يؤديا حق طفلهما فيستحملان مسؤولية ذلك، ويعاقبان عليه، وعلى الوالدين ان يربيا ابنهما تربية صالحة، وعليهما ان يسُدا النقص الحاصل في تربيتهما السابقة له.
من جهة رابعة فإن الطفل المخالف والمنحرف ليس طفلاً سعيداً ابداً، فهو دوماً عرضة للتحطم والإنسحاق على يده وأيدي الآخرين، فهو في صراع دائم مع نفسه، وسيعيش حياة صعبة وقاسية، وسيقضي عمره بالبطالة.
2ـ في الجانب الاجتماعي :
إن تأهيل الطفل لا يؤمن مصلحته الشخصية وخيره فقط، رغم أن لذلك بذاته قيمة وأهمية، لكن كثيراً من المجتمعات تسعى لإصلاح الأطفال وتأهيلهم من أجل تأمين مصالح المجتمع على أساس ان الطفل يشكل فكرياً وحدة من وحدات تلك الدولة وذلك المجتمع.
فالمجتمع الإنساني بحاجة لوجود أفراد تربوا على الوعي والتوازن وذوي سيرة مدروسة، ويسيرون في طرق بلوغ الأهداف المرجوة. ورغم ان المجتمع ككل يمتلك وجوداً مستقلاً، وفكراً ووجداناً مستقلاً عن فكر ووجدان كل فرد من أفراده، لكن المجتمع يتشكل من أفراد، والمجتمع الإنساني يقتضي أن يتربى جميع أفراده على أساس نظامي، وأن يتحرك كل فرد عند دخوله المجتمع ومشاركته فيه وفي الحياة الاجتماعية على أساس حاجات ذلك المجتمع وتوجهاته.
إن إنحرافات الأطفال التي ينظر إليها اليوم على انها أمور تافهة، ستكون عواقبها وخيمة على الطفل وأسرته مع مرور الزمن. لذلك لا يمكننا ان نغض طرفنا ولا نبالي بما يتعلق بنا وبمصيرنا. فأطفالنا يشكلون نصف مجتمعنا، وما هي إلا عدة أعوام يصبحون عندها من بناة المجتمع وقادته، وإذا كانوا اليوم منحرفين ومذنبين وخطّائين، فسيكون مستقبل مجتمعنا الإنحراف والخطيئة، وسيكون لدينا كبار منحرفون وخطّاؤون.
لهذا فإننا نعتقد ان الوالدين – اللذين هما المسؤولان المباشران عن تربية أبنائهما – إذا لم يؤدوا هذه المهمة، على الحكومة أن تباشر بنفسها بذلك. لأن تأمين الأفراد الموزونين والهادفين في المجتمع يستدعي بذل الجهود لتأهيل الجيل الحديث الولادة وصغار السن.
3ـ في الجانب السياسي :
إننا نعيش اليوم في وضع خاص وعصر خاص، فهناك تحولات سريعة ومفاجئة تظهر في مجتمعنا، وتؤثر على جميع أوضاع مجتمعنا، فالوضع السياسي الجديد يتطلب تغيير الانظمة والبرامج والخطط الموجودة من قبل، وإعادة رسمها بما يتطابق مع التغييرات الحاصلة.
4ـ من ناحية المسؤولية الشرعية :
نحن المسلمين نتحمّل مسؤولية عظيمة من خلال كوننا آباء وأمهات في المجتمع أو أفراد ملتزمين ومسؤولين أمام الجيل وأبناء المجتمع، وعلينا ان نبدي إهتماماً بمصير الأفراد من حولنا.
وعندما نكون والديّ الطفل فإن هذه المسؤولية تكون ديناً للطفل في أعناقنا من ناحية لحق تربيته علينا، فإننا مدينون لهم حقيقة، وإذا لم نؤد له ذلك الدين نحاسب ونعاقب عند الله. وندان على ذلك، ونكون ظالمين لأبنائنا.
فليس من حقنا ان ندين الطفل أو حتى المجتمع بسبب سيرته غير لنا ان نلومه على أعماله إلا إذا كانت أفكارنا وأعمالنا مطابقة للأنظمة والقوانين والأفكار التي نقبلها وندعوه اليها.
على اي حال فإن مسؤوليتنا وواجبنا تجاه أطفالنا هي ان نعدهم وأن نحسن إعدادهم، وإذا لاحظنا إنحرافاً أو خلافاً فيهم، علينا ان نبادر الى إعادة تأهيلهم. وكلما كان ذلك التأهيل والإعداد في صغرهم، كلما كان اثره اكبر وعوارضه اقل.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|