المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الأمور الضرورية لتأهيل الطفل  
  
2103   09:50 صباحاً   التاريخ: 15-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص36ـ38
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2016 2245
التاريخ: 9-5-2022 1721
التاريخ: 15-1-2016 2030
التاريخ: 19-6-2016 2622

1- في الجانب الفردي :

إن التأهيل من الناحية الفردية أمر ضروري، ذلك لأن الفرد هو مخلوق الله، وهو أمانة بيد والديه والمربين والمجتمع ونفسه، ولا بد ان تبذل الجهود الكاملة من أجل حفظ هذه الأمانة والسهر عليها.

من ناحية أخرى فإن الطفل هو موجود عزيز، وقد احترمه الإسلام وكرّمه، وكرامته الإنسانية تستدعي ان نؤمّن نواقصه، وأن نبنيه ونكرمه كما اراد له الإسلام ذلك، ليبلغ مقام الخلافة الإلهية.

من جهة ثالثة فإن التربية في الإسلام هي حق للطفل، وللأبناء في هذا المجال حق على والديهم، والوالدان مسؤولان عن اداء هذا الحق، وإذا لم يؤديا حق طفلهما فيستحملان مسؤولية ذلك، ويعاقبان عليه، وعلى الوالدين ان يربيا ابنهما تربية صالحة، وعليهما ان يسُدا النقص الحاصل في تربيتهما السابقة له.

من جهة رابعة فإن الطفل المخالف والمنحرف ليس طفلاً سعيداً ابداً، فهو دوماً عرضة للتحطم والإنسحاق على يده وأيدي الآخرين، فهو في صراع دائم مع نفسه، وسيعيش حياة صعبة وقاسية، وسيقضي عمره بالبطالة.

2ـ في الجانب الاجتماعي :

إن تأهيل الطفل لا يؤمن مصلحته الشخصية وخيره فقط، رغم أن لذلك بذاته قيمة وأهمية، لكن كثيراً من المجتمعات تسعى لإصلاح الأطفال وتأهيلهم من أجل تأمين مصالح المجتمع على أساس ان الطفل يشكل فكرياً وحدة من وحدات تلك الدولة وذلك المجتمع.

فالمجتمع الإنساني بحاجة لوجود أفراد تربوا على الوعي والتوازن وذوي سيرة مدروسة، ويسيرون في طرق بلوغ الأهداف المرجوة. ورغم ان المجتمع ككل يمتلك وجوداً مستقلاً، وفكراً ووجداناً مستقلاً عن فكر ووجدان كل فرد من أفراده، لكن المجتمع يتشكل من أفراد، والمجتمع الإنساني يقتضي أن يتربى جميع أفراده على أساس نظامي، وأن يتحرك كل فرد عند دخوله المجتمع ومشاركته فيه وفي الحياة الاجتماعية على أساس حاجات ذلك المجتمع وتوجهاته.

إن إنحرافات الأطفال التي ينظر إليها اليوم على انها أمور تافهة، ستكون عواقبها وخيمة على الطفل وأسرته مع مرور الزمن. لذلك لا يمكننا ان نغض طرفنا ولا نبالي بما يتعلق بنا وبمصيرنا. فأطفالنا يشكلون نصف مجتمعنا، وما هي إلا عدة أعوام يصبحون عندها من بناة المجتمع وقادته، وإذا كانوا اليوم منحرفين ومذنبين وخطّائين، فسيكون مستقبل مجتمعنا الإنحراف والخطيئة، وسيكون لدينا كبار منحرفون وخطّاؤون.

لهذا فإننا نعتقد ان الوالدين – اللذين هما المسؤولان المباشران عن تربية أبنائهما – إذا لم يؤدوا هذه المهمة، على الحكومة أن تباشر بنفسها بذلك. لأن تأمين الأفراد الموزونين والهادفين في المجتمع يستدعي بذل الجهود لتأهيل الجيل الحديث الولادة وصغار السن.

3ـ في الجانب السياسي :

إننا نعيش اليوم في وضع خاص وعصر خاص، فهناك تحولات سريعة ومفاجئة تظهر في مجتمعنا، وتؤثر على جميع أوضاع مجتمعنا، فالوضع السياسي الجديد يتطلب تغيير الانظمة والبرامج والخطط الموجودة من قبل، وإعادة رسمها بما يتطابق مع التغييرات الحاصلة.

4ـ من ناحية المسؤولية الشرعية :

نحن المسلمين نتحمّل مسؤولية عظيمة من خلال كوننا آباء وأمهات في المجتمع أو أفراد ملتزمين ومسؤولين أمام الجيل وأبناء المجتمع، وعلينا ان نبدي إهتماماً بمصير الأفراد من حولنا.

وعندما نكون والديّ الطفل فإن هذه المسؤولية تكون ديناً للطفل في أعناقنا من ناحية لحق تربيته علينا، فإننا مدينون لهم حقيقة، وإذا لم نؤد له ذلك الدين نحاسب ونعاقب عند الله. وندان على ذلك، ونكون ظالمين لأبنائنا.

فليس من حقنا ان ندين الطفل أو حتى المجتمع بسبب سيرته غير لنا ان نلومه على أعماله إلا إذا كانت أفكارنا وأعمالنا مطابقة للأنظمة والقوانين والأفكار التي نقبلها وندعوه اليها.

على اي حال فإن مسؤوليتنا وواجبنا تجاه أطفالنا هي ان نعدهم وأن نحسن إعدادهم، وإذا لاحظنا إنحرافاً أو خلافاً فيهم، علينا ان نبادر الى إعادة تأهيلهم. وكلما كان ذلك التأهيل والإعداد في صغرهم، كلما كان اثره اكبر وعوارضه اقل.

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.