المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



اساس العلاقات والمعاملات مع الاطفال  
  
2026   09:39 صباحاً   التاريخ: 15-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص231-233
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

يجدر بنا ان نذكر هنا بأنه ربما ادت نوعية علاقاتك مع ابنك وطرقة تعاملك معه احياناً الى توسيع الهوّة والفاصلة بينك وبينه، وتزيد الوضع سوءاً وتعقيداً، وتقلل من فرص نجاح بنائه وتنشئته كما يجب بالشكل الامثل، وتكمن حقيقة التربية في اسلوب وطريقة تعاملك مع الاولاد، والاصل هنا ان تعاملي الاطفال بطريقة بناءة وفعّالة بالنسبة لهم وتكون سبباً للكمال والاجر والافتخار.

وليس هناك جدل حول ضرورة تهذيب الاولاد، ولكن يجب ان نرى ما هي الشروط التي يمكن إنجاز هذا العمل في ظلها، ولو انجرّ هذا الامر للضرب فما هي قيمة هذا العمل واهمية رعايته، ومن جهة اخرى فهل ان بلوغ هذا الهدف عن طريق الوعي والملاطفة ايسر واسهل، ام عن طريق استخدام القوة والضرب؟

ينبغي فضلاً عن رعاية الاسس الانضباطية ان يرتكز تعاملك مع الطفل على اسس اهمها ما يلي:ـ

1ـ المحبة والإحسان : ... يتوقع من الامهات المحبة والإحسان، فأسعي الى استخدام هذا الطريق في سبيل تحقيق اهدافك في بناء الطفل وتنشئته، فهو يناسبك من جهة ومحبب عند الاولاد من جهة أخرى، وهل خطر في بالك مسبقاً كم للكلمات المفعمة بالمحبة والقبلات الحارة والاحتضان والمداعبة من اثر مهم على هدايته الى جادة الصواب.

فمداعبة الام لطفلها وحنانها تخلق عنده شعورا بالفرح، وتجعله يتخلى من اجل ذلك عن عصبيته وعناده واختلاقه للأعذار، فاللطف والمحبة يحلان الكثير من المشاكل ويزيدان من الانس والالفة ويزيدان من مساحة الاحترام بين الام وطلفها؛ وفي النتيجة سينعكس ذلك ايجاباً على بناء الطفل وتنشئته.

2ـ التسامح وغض النظر : قد يخطئ ابنك وينحرف احياناً. ... فلا تتبعي جميع العيوب والاخطاء وفي منتهى الدقة لكشفها ومواجهتها. نعم؛ من الصحيح ان تسلطي عدستك على سلوك الطفل لتتوضح جوانبه وابعاده، لكن يفضل ان لا تكون المحاسبة كذلك، فغضّي النظر قليلاً وتسامحي في بعض الامور، وتجاهلي اموراً اخرى وابدي قدراً من الليونة والمرونة خصوصاً عندما تلاحظ الام انحرافاً ما عند الطفل، وتفهمه بانها قد لاحظت ذلك، ولكنها تجاهلته، وهذا بحد ذاته يبعث على الخجل، وزيادة الاحترام المتبادل بين الطرفين، والذي ستظهر نتائجه في المستقبل القريب، فالهدف هنا عدم ايجاد الضرر لك وتحقيق الفائدة الموجودة للطفل.

3ـ التفاهم وحسن الظن : لا بد ان يكون هناك تفاهم واشتراك فكري ولا سيما مع الناشئين، فحسن الظن بهم ومسايرتهم هو الاسلوب الانجح لاجل تنظيم سلوكهم واعمالهن، فلو قام بعمل على خلاف رغبتك اتخذي من حسن الظن سلاحاً لك في مواجهته، كي لا يظن بأن ما قام به عمل صغير لا قيمة له ويحمل الموضوع على الاذلال والاهانة، فالتفاهم يحل الكثير من المشاكل والمصاعب، ويهيء المناخ المناسب لطاعة الطفل وانقياده وانصياعه للأوامر، وفي تلك الحالة سيشعر باللذة والمتعة في مصاحبتك، سيصبح رفيقاً لك في كل مسير او خطوة تخطينها، أن ابنك بحاجة الى تفهمك وحسن ظنك به، وهو لا يحتال ويخدع دائماً حتى تقلقي من

جراء ذلك.

4ـ المدح والتشجيع : اجعلي من المدح والتشجيع اساساً لعلاقتك بطفلك، واسعي ايضاً للكشف عن نقطة وضّاءة وايجابية في حياته وسلّطي الضوء عليها، واغرقيه بالمديح والثناء، فهذا الامر سيخلق المناخ الملائم لاعتماد الطفل على ذاته وثقته بنفسه، وسيدخل الطمأنينة والسكينة الى قلبه والتي لها دور كبير في مواجهة المسائل والمشكلات المختلفة، وزيادة قدرته على مقاومة الاضطرابات. يمكن من خلال التشجيع، او من خلال اي تعامل يحصل بصورة حسنة ان نمهد لنمو الطفل ونضجه، ونسهّل من عملية ضبطه والزامه بالقوانين والمقررات؛ ومهما كان ابنك بعيداً عن القواعد والقوانين الاخلاقية المطلوبة فإنه لا يزال في وضع يمكنك في ظله تهيئة اسباب الدعم والتضجيع له.

5ـ إثارة النخوة والعواطف : يمكنك في ومن خلال إثارة النخوة والشجاعة عند الطفل من شدّه وجذبه الى جادة الصواب بالاعتماد والتأكيد على ان لأبيه هذا المقام والقيمة المحمودة فعليه ان يكون صورة عن ابيه واثراً منه ويحافظ على شرفه وكرامته، فعوّديه على تحمل الصعاب والمشقات، وليكن لديه تسام، وصفات حميدة، ويمكنك إثارة نخوته احياناً من خلال هذه العبارات: أو لا تحب اباك؟ الا تحبني انا؟ الا تريد ان افتخر واعتز بوجود ابن حسن مثلك؟ فاعملي على بنائه وتوجيهه، ويمكنك في هذا المجال كسب النجاح وبلوغ التوفيق المنشود.

6ـ حفظ الاحترام : اجعلي من الاحترام اساساً لتعاملك، بحيث يشعر الطفل بأنه فرد عزيز ومحترم عندك، ولا ينبغي ان يكون هذا الاحترام عشوائياً وبلا اساس، بل ليكن حقيقياً واقعياً لأن أبنك شخص عزيز وامانة من قبل الله تعالى، وحتى لو أساء وأخطأ فهذه الاساءة ليست بأمر ذاتي او فطري فيه، يمكنك ان تجعليه يندم على إساءته تلك وترديه الى جادة الصواب. عندما يشعر الطفل بأنه محترم فسيسعى الى الحفاظ على مكانته والعمل كما يريد ولي امره ويشتهي، وعلى العكس عندما يجد الفرد نفسه ذليلاً حقيراً في نظر الآخرين ويدرك ذلك، فلن يبقى له امل للتحلي بالسلوك الحسن والقيوم، وهذا بحد ذاته تحذير للوالدين.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.