[صلاة الخوف]... مقصورة في السفر إجماعا في عدد الرباعية إلى ركعتين خاصة، عند علمائنا أجمع - وهو قول الشافعي وأبي حنيفة ومالك وأحمد وأكثر العلماء(1) - لان النبي صلى الله عليه وآله، صلى يوم ذات الرقاع بكل طائفة ركعتين(2).والمراد أنها صلت ركعتين في حكم صلاته. ولان الامام والمأموم على صفة واحدة، فيجب أن يستوي حكمهما. وحكي عن ابن عباس أنه قال: صلاة الخوف لكل طائفة ركعة، وللإمام ركعتان، وبه قال الحسن البصري وطاوس ومجاهد(3)، لقوله تعالى: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ} [النساء: 102] يعني تجاه القبلة. أخبر أنهم يصلون قياما وسجودا، فقد ثبت أنهم إنما يصلون ركعة واحدة. ثم قال: {وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ } [النساء: 102] يعني يصلون صلاتهم معك، والذي بقى عليه ركعة. وهي محمولة على أن المراد بقوله: { فإذا سجدوا } وفعلوا الركعة الاخرى، وعبر عنها بالسجود.

_____________

(1) الام 1: 210، الميزان للشعراني 1: 184، بدائع الصنائع 1: 243، شرح فتح القدير 2: 62، المدونة الكبرى 1: 161، المغني 2: 252.

(2) صحيح البخاري 5: 147، صحيح مسلم 1: 576 / 843، سنن النسائي 3: 171.

(3) المجموع 4: 404، حلية العلماء 2: 208، بدائع الصنائع 1: 243، الكفاية 2: 64 - 65.